نصوص

آخر الكلام.. شعر: زاهر حنني

آخر الكلام…

شعر: د. زاهر حنني

الآن…

تفترشُ الصحارى همَّنا

وتضيعُ فينا مرةً أخرى

دعْ عنكَ سيلَ دموعِكَ الحَرَّى

وفتنتَكَ العجيبة

هي رحلةٌ كبرى وألويةٌ غريبة

ستخرجُ من ظلالِ الروحِ

قصتُكَ الرهيبة

وَتُعِدُّ آمالاً

وأعلاماً

تعلقُها على نزقِ الحياةِ

وسوفَ تمضي حاملاً عبئاً جديداً

كُنَّا هنا..

رَقَصَتْ على أشلائِنا آياتُنا

مِتْنَا هنا..

والموتُ جمَّعَنَا

قُمْنَا هنا..

وتبعثرتْ سُحُبُ الرُّكامِ، تبدلتْ أسماؤُنا

عُدْنَا هنا…

*******

جَمَّعْتُ أوزاري وأوزارَ المِحَن وحفظتُها في جعبتي ملءَ الزمن

يا قارئِي، فتِّش قرابينَ الفِتَن تنبيكَ أني زائرٌ، أينَ الوطن؟؟؟؟

كلُّ الرؤى عاينتُها، متلهفاً، وبقيتُ أبحثُ عن خطايَ وعن.. وعن

سيزيفُ ماتَ، وقامت الشبهاتُ وانطلقَ الوشاةُ لحضنِ خضراءِ الدِّمَن

*******

واليوم…

تعصفُ بي نبوءاتُ التفرقِ والتلاقي

ما عدتُ أعرفُ كيفَ ينبلجُ انطلاقي

خبأتُني بينَ احتراقي وافتراقي

ووجدتُني ما بينَ أحداقي وساقي

فكشفتُ أوراقي

أنا…

وأعدتُ ترتيبَ اشتياقي.. ها هنا

حتى أفرَّ من السباقِ

لِمَ الفرارُ!؟

اقعدْ… فأنتَ الآنَ لازمةُ التوحُّدِ والبُهاقِ

أنتَ مفتاحُ التأملِ في العِناقِ

وأنتَ مغلاقُ التأزمِ في شفاهِ الوردِ أنت

وأنتَ أكبرُ تحفةٍ فنيةٍ صَنَعَتْكَ آلهةُ الشِّباقِ

وأنتَ أصغرُ ما يراهُ المترفون

وهم يعيدونَ الشآم إلى العراق

وهم يمدون الجسورَ من الحنينِ إلى السباقِ

والقدسُ مئذنةُ الزمانِ وصرخةٌ من قحفِ رأسِ

آهِ يا قدسي

******

بيت فوريك/ 2022

زر الذهاب إلى الأعلى