ثقافة

أدوات التجميل، وأساليب الحرب والخيانة: سمير حكيم

أدوات التجميل، وأساليب الحرب والخيانة

بقلم: سمير حكيم/ كاتب وقاص من مصر

الرجل هو من صنع أدوات التجميل للمرأة لتضعها على وجهها وتتجمَّل له، ولتسعد عندما تنظر في مرآتها وتظن أنها الأجمل في النساء، ولسبب آخر أن الجمال مطلب أساسي، لا يكتمل بدونه الشكل الاجتماعي!!
ولكي يُظهر قدرته على صنع الجمال بالوجوه عادية الملامح، وبأخرى عاطلة عن الجمال، اخترع الرجل الكثير من الأدوات ومزج عدة خامات ليخرج في النهاية بتركيبة سحرية تفي بالغرض.
وهو أيضًا من بنى البيوت حتى يعيش مع المرأة تحت سقف تسنده جدران وتحجبهما عن أعين الناس، يساعده هذا البناء على ممارسة الحب بحرية، وديكتاتورية.
أعجبت المرأة فكرة البيت المغلق ذي الأسوار العالية، مملكة تخصها وحدها، سوف تزين الأسوار والحوائط بطريقتها الخاصة، لهذا اشترت الورود والأزهار، ووضعت بعضها على حافة شرفة المملكة، وبعضها على أرفف مثبتة على أكثر من جدار، وحينما ذبلت وردة ذات عبير خاص، ثم تبعتها وردة في إثر وردة حزنت المرأة جدًا، وفكَّر الرجل في طريقة لحل مشكلة نقص الورود، لم يطل به التفكير، فقد وجد الحل المثالي في وضع المرأة نفسها في حوض للزهور بادعاء أنها ‏الوردة الأجمل، يقسم بحياتها أنه لم يصادف من قبل وردة بتلك الرائحة، ولا ذاك الجمال، ولتمرير فعلته كتب في “المرأة الوردة ” قصائد غزل، لكنها رفضت وجودها كوردة فقط، مقيدة حركتها داخل حوض مياهه راكدة، كما سئمت من لعب دور المستمع للقصائد طول الوقت، الخاضع لسطوة الطرف الآخر وتقلباته، وتنامت بداخلها الرغبة للحرية والحياة، فقررت خوض معركة حاسمة مع الرجل مهما كانت الخسائر!!
وللحرب خططها، أهمها أن أحضرت رجلًا آخر، وطلبت منه ‏تغيير ‏كوالين الأبواب، ثم دلفت من أحدها وأغلقته بإحكام، ورغم وجودها وحيدة بالداخل، أحسّت ‏بنشوة التحرر والخلاص، وذاقت حلاوة التغيير!!
ثم بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، قررت العيش بأكثر من وجه، وبلسان ملتوٍ لطيف. ولكي تبرهن بالدليل القاطع أنها ليست أقل من الرجل حبًا للجمال، سعت لجعل الأحداث التالية مرتّبة بشكل جميل وآمن، فقد احتفظت بالرجل الثاني والمفاتيح الجديدة في أماكن سرية!!
في ذلك اليوم، بعد أن فشل الرجل في دخول البيت الذي أسسه بيده؛ عرف أن المرأة تستطيع التصرف بمفردها، وتأكد من قدرتها على الحذف والإضافة إن اقتضت الحاجة، وأنها إذا غضبت فقدت عقلها، وقد تخون!!
كما علمت المرأة أن مأساة الرجل الحماقة التي أوجدتها نرجسيته، وذكوريته المفرطة في الثقة بالنفس. ‏وبرغم المعرفة الجديدة لكل من الطرفين، استمر تغيير كالون الأبواب، ولم تتوقف الخيانة، والحماقة والغرور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى