نصوص

أيّ امرأةٍ عِداكِ: نور الجمّال

أيّ امرأةٍ عِداكِ

بقلم: نور نصرالدين الجمّال/ فلسطين

لَا سَبِيلَ لِلْوُصُول إلَيْكِ، وَقَلْبِي مَعْصُور بَيْنَ يَدَيْكِ، لَكِن أيعقل أَن تَفَرَّقْنَا الْمَسَافَات وَحِبُّك بِقَلْبِي عالِق ومُمْتد! وَجُودك يحييني أخْجَل أَن أَتَمَنَّى شيئاً أَكْثَرَ مِنْ وَجُودك بِجَانِبَي، كُلّ الْفَتَيَات حَوْلِي لَا أَرَاهُمْ أَنْتِ كُلّ ماأملك، قَلْبِيّ لَا يَحْتَوِي أُنْثَى سواكِ، ذَلِك الْهُيَام أَتْعَب وَأَحْرَق قَلْبِي وأقلقه، لَكِن الْعَذَابُ فِي سَبِيلِكَ مُباح، أَرَاك فِي كُلِّ الْوُجُوهِ، وأتخيل كُلّ الفساتين ترتدينها أَنْتِ، فِي حُضُور صوْتَكِ تَخْتَفِي الْأَصْوَات جَمِيعِهَا، وفِي شُرُوق وَجْهَكِ يَتَلَاشَى الْجَمِيع، أمَّا زِلْتِ تسأليني هَل تحبني! وحولك كُلُّ هَذِهِ النِّسَاء! آهِ مِنْ سُؤَالٍ تسألينه لِي دُونَ مَلَل، أطمئني أَنَا لَسْتُ لِأَيّ أُنْثَى عداكِ، لَا تَرُوق النِّسَاء حَوْلِي أَلْاكِ، قَلْبِي مَعْقُودٌ بِكِ كساحرةٍ عَقَدَتْه وَأَلْقَتْه بَعِيدًا عَنِّي أشعُر أنِّي بِغُرْبَة دُونَك، مَتَى تشرقين ياوطني الْأَوْحَد! دُونَك أَنَا متخبطٌ تَائِهٌ مُتَيَّمٌ وَمَجْنُونٌ ومخبول، وَهَبْتُكِ قَلْبِي وَهَا أَنَا أطالبك الْآن بِاسْتِرْجَاعِه، هَل تَرُدِّين ذَلِكَ الْغَائِبِ عَنِّي ياابنة قَلْبِي! حُبُّك لَازَال عَلَى قَائِمَةٌ أمنياتي لا بل أولها، مَاذَا أَطْلُب بَعْد! لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ طماعاً، فالمجد لَكِ وهبتيني ذَاك الْحَبّ وَقَلْبِي الآن أَصْبَح لَدَيْكِ، أَصْبَحْتِ وأمسيتِ قِبْلَتِي وصَلاتي ودُعائي، إنَّي أَتَعَبَّد بِكِ صَباح مَسَاء، أَخْبَرْتِني لَيْلَة الْبَارِحَة أَنَّ قَلْبَك لَا يَقْوَى عَلَى الْبُعْدِ، وَمَنْ قَالَ لَكِ أَنّ قَلْبِي يَقْوَى عَلَى الْحُرُوبِ الَّتِي يَخْلُفُهَا حُبُّكِ، الْيَوْمَ يَا صغيرتي سأعلمكِ أبجديات وَمَرَاحِل الْحَبّ الَّتِي مَرَرْت بِهَا وَمَرَاحِل الشَّوْق لِكَيْ لاَ تسأليني مُجَدَّدًا كَم تحبني! خَليلتي ومعشوقتي الصغيرة تئنّ حَواسي الْخَمْس شَوْقا لَكِ وَيَمُوتُ الْحَبّ لِأَيّ امْرَأَةٍ عِداكِ.

زر الذهاب إلى الأعلى