نصوص مختارة

يا حفار القبور، لماذا تبكي؟ 

يا حفار القبور، لماذا تبكي؟

بقلم: شيماء يسري 

الجثمان الذي أسفل يديك ليس بجثتي، لا زلت امرأة، لا زلت شبحاً، أتوارى من جحيم الايام، وأبكي ليلا مضجعي، لا أحد يسمعني أو يراني. حزينةٌ كانت، هكذا سيكتبون على قبري. متوهمةٌ بالحياة والسكينة؛ هكذا سيقولون عني.

إذاً يا حفار القبور لماذا تبكي ؟

لقد سرقوا مني طفولتي، سرقوا جسدي، أوشموني بالعار الكاذب، وظلّوا يتهافتون، يريدون قتلي.

لقد متَّ إذاً

فلماذا يا حفار قبري .. تبكي على رحيلي ؟

هل لأنك تبرأني منهم، أم لأنك تدفن جثمان طفلة لم تتعدى العاشرة من عمرها !

هكذا إذن، هكذا هي الحياة. ربما لو عدت من منفاي، إلى عالمي البخيث، لن يتغير شيء. أأفعل كالجميع ؟

أبحث عن زوج، واتبّرج ليل نهار، ثم أتصنّع الضحكات الخالعة، وأرتدي الأثواب الضيقة.. هل هذا ما يريدون مني؟

فلماذا إذا يسخرون ؟! ما العيب في كوني كاتبة، تكتب الحزن والألم، وتبكي كلماتٍ وسطور.

يا حفار القبور .. لا تكن حزيناً

بيديك جثث الكثيرين، فادفنُها

واترك لي كل الحزن، فهو رفيقي الوحيد في هذه الدنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى