إسهامات الحضارة العربية الإسلامية في الماضي

إسهامات الحضارة العربية الإسلامية في الماضي
بقلم: عبد القادر رالة- الجزائر
تاريخ الحضارة العربية الإسلامية مليء بالإسهامات الهامة التي أثرت في مختلف مجالات العلم والمعرفة. في عصورها الذهبية، نشأت أعظم العلماء وأكبر الأدباء وألمع المفكرين، وتفتخر بإنتاج الباحثين وجهابذة الفلسفة. تمتد تلك الإبداعات الرائعة لتشمل كافة فروع المعرفة، وقد تم دراستها ونقدها وتعزيزها من قبل المستشرقين ومؤرخي العلم.
مع سقوط الخلافة في بغداد، انحسر تألق تلك الحضارة الرائعة، ولم يمضِ وقت طويل حتى انطفأت في قرطبة والقاهرة وتلمسان وبخارى. تلك المدن السابقة الزاهية بالعلم والعلماء أصبحت مجرد ذكرى، بسبب الاهتمام الضعيف الذي أبدته الخلافة العثمانية بالعلم والأدب والفنون. لكن رغم ذلك، استمرت الحضارة العربية الإسلامية في إثراء الحضارة العالمية المعاصرة بفضل أبنائها المبدعين وعلمائها المتميزين، حتى لو كانوا يعيشون في بلدان أخرى بعيدًا عن أوطانهم، نتيجة للظروف التاريخية والسياسية.
رجال العلم العرب والمسلمين يتميزون بالجدية والفعالية والإتقان والانفتاح، ولذلك يمكننا رؤيتهم في الجامعات الريادية في أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسويد، وأيضًا في جامعات الولايات المتحدة وكندا وروسيا الاتحادية. ليس فقط ذلك، بل يمكنهم أيضًا رؤية إسهاماتهم في الجامعات الشهيرة في الشرق الأقصى مثل اليابان والصين وكوريا والهند وسنغافورة. يمتد نطاق تخصصاتهم المتنوعة في جميع مجالات العلم والمعرفة، بما في ذلك التخصصات الدقيقة مثل الروبوتيك والفيزياء النووية وعلوم الفضاء والكيمياء الحيوية والتكنولوجيا العسكرية المتطورة.