نصوص

إلى جنين المدينة والمخيم.. شعر: أنور الخطيب

إلى جنين المدينة والمخيم

جنين

بقلم: أنور الخطيب/ شاعر فلسطيني 

ها أنا ذا نجوت

احتسيت دمي كي لا يقال عطشتُ

أقفلت جرحي بملحي كي لا يقال نزفتُ

عدت لبيتي، مشطتُ شعري

تحنّيت، تعطّرت، رقصتُ، دبكتُ، غنيت

آمنت كفرت، لعنتُ باركتُ،

بكيت ضحكت

ارتديت أجمل ما في خزائني

وخلعت ما ارتديت

خرجت عاريةً مُطرّزةً، رتبتُ فوضاي

نعم أنا فوضويةً، مذ ولدت ما انضبطت

أثاثي مبعثرٌ

رصاصةٌ هنا قنبلةُ هناك

بندقية هنا شظيةٌ هناك

سكين هنا خنجرٌ هناك

وردة هنا، فاكهة هناك

شبابةهنا دفٌ هناك

عريسُ هنا شهيدُ هناك

هزيمة هنا نصر هناك

انتهيت وما انتهيت

انتصبت في ساحةٍ في مخيمي ومدينتي وما ركعت

عانقت عشاقي، غسلتهم

قبّلتهم على رؤوسهم، أكفهم، اقدامهم،

أجْبُنِهم، جِنينهم،

غنيت في آذانهم:

وين أزفّك يا محمد وين

وين ازفّك يا يمّأ وين

وين أزفك يا خيّأ وين

وين أزفك يا يابا وين

وين أزفك يا محمد وين

زففتهم جميعاً وما زففتهم

دفنتهم وما دفنتهم

كان عرساً حديثَ القرى

وما بعد بعد القرى

طاروا بعيداً بعيدا

طاروا قريباً قريبا

طاروا وما طاروا

وقيل ماتوا وقيل استُشهدوا

وقيل علوا وقيل علوت

ونجوا كما نجوت ..

زر الذهاب إلى الأعلى