إلى “جِنين” والحرفُ يسري حيث القَصْدُ: جِيمٌ جَنّة، جِيمٌ جَحيم

إلى “جِنين ”
والحرفُ يسري حيث القَصْدُ: جِيمٌ جَنّة، جِيمٌ جَحيم
شعر: المتوكل طه
هنا أوّلُ الجِيمِ،
منتصفُ النَّصْلِ،
آخرُ ما كسّرَ الرّعدَ في ظَهرِ غيمتِه
في السماء
وأجملُ وَجْهٍ تَكوَّنَ بالسَرِّ
حتى أضاءَ الأزقّةَ في بحثِها
عن نجومِ المساء
وخامسُ إخوتِه القادرينَ على سَكْبِ أوتارِه..
للغِناء.
وثالثُ مَن فتحوا كهفَ عُزْلَتِنا
كي نرى في المَجَرَّةِ ما لم يكن حولَنا
من جُنونٍ حكيمٍ..
لندخلَ في دمعةِ الأولياء.
***
هنا أوّلُ الحرفِ،
وآخِرُ ما أنْطَقَ الشُعراءَ،
وما ظَلَّ في الماء.
تَراهُ، فأنتَ ترى سُلَّماً في الهواءِ!
تمدّ النوافذَ؛ لا أُفُقاً في العراء،
لستَ بِجِيمٍ !
فكيف ستعرفُ أنّ السَفَرجَلَ حَرفٌ تَكوَّر للحالمين ،
وفاضَ على جَمْرةٍ في الدماء !
وتلمسهُ،
قد تعودُ الأصابعُ من لهبٍ في المرايا!
ولا شيءَ من عَبَقٍ يملأ الرأسَ،
كلّ الذي كان، قد كان .. لكنّه غيرُ ما قد تظنُّ،
فليس له جسدٌ أو رِداء .
وليس لرائحةِ الغَيْبِ نَشْرٌ يعبّئُ وجهَكَ ،
ليس لشَهْدِ الغموضِ مَذاقٌ ،
فكيف ستعرفُ هذا الذي يحملُ الأرضَ طيراً ،
وينبض في عالياتِ الخَفاء ؟
تمَعَّنْ قليلاً ، لسوف تراهُ إذا كنتَ في رحلةِ النارِ،
أو لن تراهُ إذا بِتَّ في منزلِ النائمينَ ..
وقد غابَ عن بابهِ الأنبياء .
***
جسدٌ أو جموعٌ ..
وَثَمّةَ ما يَصْهرُ الجَمْرَ بالشجَرِ الحُرِّ،
أو أنَّ ذاك الشهيدَ تعمَّدَ أن يحملَ الجِهَتَيْنِ
إلى جَبلِ العارِفينَ ،
فكانت سُلافةُ ملحِ الجراحِ ،
وسُكَّرُ نهرٍ يدورُ ، ويبحث عن أُمِّهِ .. بالبكاء .
ولو أدركَ الجِيمَ وَزّعَ سُكَّرَه للغصونِ ،
وصعَّدَ أحلامَه في الِّلحاء .
ولكنَّه دون جِيمٍ،
لهذا سيتعبُ من صخرةٍ أو سفوحٍ،
ويبحثُ عن مَسْربٍ للهروبِ ..
إلى أنْ يُقدّمَ أنفاسَه للشواطئِ،
ثم يعودُ …
وهل سيعود الذي ذوّبته التجاعيدُ في بَحرِها ؟
ليتَه كان جِيماً،
ويا ليتَ أمواجَه للعطاشى الذين يموتون
من ظمأٍ في الرِّواء.