ملفات اليمامة

وإنْ قُمْتَ من شارعٍ للرصاصِ.. بقلم: المتوكل طه


وإنْ قُمْتَ من شارعٍ للرصاصِ

بقلم: المتوكل طه/ شاعر فلسطيني 

وإنْ قُمْتَ من شارعٍ للرصاصِ،

فقد كَتَبَتْ آخرُ القطراتِ

الطريقَ إلى الدار،

هذا الذي سوف يبقى لمن طلعوا من زوايا الإناء

أو الزّنكِ، وامتشقوا الداليات،إلى النارِ.

هذا هو الرَّسْمُ

فابعثْهُ من أسود الصفحات إلى أخضر الغارِ.

واجعل لحنظلةَ المستحيلِ الخطوطَ التي لا ترى غير

أرض فلسطين، من بحرها اليافويِّ إلى

نَهْرها المُسْتثارِ،

فقد سرقوها ولكنَّ ألوانكَ الواضحاتِ تعيد لنا، الآن،

كلَّ البلادِ بأغنيةٍ في الفضاءْ.

رسوماتُك البندقيةُ والحقلُ والثوبُ

والمنجل المحتفي بالسنابل والأغنيات،

وهذي الصحائفُ من روحِ جرحِكَ

تمضي إلى وشْمها في الخلود،

وحِبْرُكَ هذا الذي شفّ كالخنجرِ المستنيرِ هو اسمُ البلادِ

الجديد، ورسْمك في عتمة الغافلين المُضاء.

وإنْ أطلقوا النار في صدرك المستريح،

فإنَّهُمُ قد أصابوا فلسطينَ في القلب!

لا حزنَ.. لا دمعَ.. لا شاهداً ..لا عزاء.

ويا أيها الأنبياء الذين تواروا عن السَّمْعِ

عودوا إلى واجهات البراكين، لا حرف، لا

لونَ لا صوت يبقى إذا لم يكن قد

تسربل بالصلوات التي سجدت للدماءْ.

ولا صورةَ للحياةِ التي سوف تمشي على

هَدْيِ عودتنا للبيوتِ

إذا لم تَفِضْ دفقَةُ الشهداء،

وما خُطبةٌ في الجموع لها وَزْن ريشتها

حين لا تنحني للمآذنِ شامخةً في السماءِ.

هنا القدس!

عودوا وهبّوا

فقد حقّت اليوم فينا قيامتُكُم كاملةً

دون موتٍ، وقد آن أنْ تبزغَ الشمسُ

ساطعةً من أصابعكم للخليقةِ

من صُبحِها للمساءْ.

فيا صاحبي! لا تنمْ

وارسُمِ اللوحةَ الآنَ

مطهمةً بالدماء.

زر الذهاب إلى الأعلى