ابنة الحياة الحرَّة

ابنة الحياة الحرَّة
بقلم: فاتنة علي جعفر/ سوريا
كانت تمتلك من القوّة مايكفي لتجعل من ضوء القمر ذاك نور يضيء على القلوب التي قد تمّ تظليمها وظلمها في وقت ما…
كانت المثال للعودة إلى المكان حيث لم يكن قد عاد أحد منه…
فكانت تستطيع بحنيّتها ورزانة عقلها وفطنتها وحنكة إسلوبها أن تُجبر ما تمّ كسره، أي تعيده من شتاته إلى كماليته وبأبهى ممّا كان…
كانت البديهة الوحيدة في تلك الأيّام الخالية من الحياة، وحتّى أنّها مازالت النابض المفعم بالحياة رغم بؤس أيّانها، وقلق نومها، وشرود دماغها، وتفكك خلايا التوازن لديها، وأنّها مازالت ذاك الضوء البعيد القريب معاً..
هلاميّة الطّبع، تعرف ماتريد تماماً وبالوقت ذاته تستنكر كل شيء وكأنّها طفلة لم تلد بعد..
كانت من كل شيء وكل شيء واللاشيء معاً
غريبة هي تلك الأنثى..
حتّى نظراتها كانت قد تتركك في دوامة من التساؤلات لم تستطع بها أن تعبر تلك الأيام العجاف..
وإيماءاتها ولغة جسدها كانت تعبّر بهما عن ما يتم التعبير عنه من خلال الفم المكلبج، وكأنّه محاط بعدد لا ينتهي من رجال الأمن لحجزه ومراقبته الدائمة خوفاً مم الكلام المعسول لربّما من شدّة غيرته لا أكثر..
فكانت تمتلك من الحياة الحياة بأكملها..
ومن ذا الذي يجرؤ على سرقتها منها فتكن نهايته هي المنفى في الدّور الأخير من دوامة الحياة..
كم هي قويّة تلك الأنثى..
التي ما تسمّى
ب”ابنة الحياة الحرّة”