نصوص

الأمرُ أعمقُ من أن يُقدّر باستعارة.. نصوص هند البقاعي

نصوص

بقلم: هند البقاعي/ شاعرة سورية 

(١)

تزوّجتُ رجلًا

أسقطَ أبناء جنسه من عيني واحدًا تلوَ الآخر

ثمّ تفرَّد بالبؤبؤ والرّمش وحدَه.

(٢)

قدّم ليَ الحياة بيمينه

والرّضا بشماله

وطبعَ على ظهرهِ ندمًا عقيمًا.

(٣)

قصصتُ أصابعه مرّات متتالية

ونموا على عدد اضطهادي لهم

وخُنته مع نفسي.

(٤)

ذاتَ مساء

زرع زهرةً في رَحمي

فسلت أنا من دموعي

لستُ أُمًّا ناجحة.

(٥)

ربّيتُ أطفالًا عدّة في ذروة شبابي

صرفتُ قوتَ الأمومة

وفقدتُ الطفلة التي في داخلي…

(٦)

وصلتُ لحافّة عمري

فاقدة كلّ الشّغف

كلّما نظرتُ بعين طفلي

عدتُ إلى بدء تكويني

وحيدةً.

(١)

قد يكونُ الشعورُ أمامَ الكلماتِ عظيماً

لا انفكاك منه.

الأمرُ أعمقُ من أن يُقدّر باستعارةٍ

في ظلّ فرارها من فم الكاتب.

(٢)

حسنًا لا بأس،

فقدان ترتيب مرّةً أُخرى…

(٣)

عزيزي:

أشعر بخوف لا أعرف سببه

والكثير الكثير من الأمطار تتكاثف في مزني.

قبل اليوم؛

كنتُ أعتقد أن الرّجل، عبارة عن وحش، يحملُ سوطًا يرسم به جروحًا في جسد امرأة

أمّا الآن: فالرّجل أمانٌ له قدمان، أينما وطأت خطواتُهما، نبتَ زرعٌ بنفسجيّ اللون.

(٤)

عروق اليدين البارزة

دفء الخُطوة

صوتُ وقعِها

سيمفونيّة تفوح منها رائحةُ الذّكورة تلك.

(٥)

النّص دون ترابط…

فتركتُ الأسلوبَ لتلك الأوردة

ربّما سترتّب الأمر

كما رتَّبت فِكري

ووجّهته نحو وجهٍ

ذو قمرين

يضحكُ بأحد خدّيه

مع أسنانٍ لؤلؤيّة

ورائحة التّبغ التي تفوحُ من بين شفتيه

تَعُض فيّ النّار.

(٦)

أصابعٌ تلعبُ بالنّور

تأتي بالشّمس من باطنها

وتهوي بانسحابها عن جبهتي

الشّمس: يداه.

(٧)

الليالي الخريفيّة

تُشبه رجلًا

حملَ إليّ الرّيح من بلادٍ بعيدة

ولم يعلم

أنّ الرّياح

كانت ومازالت

سبب الخوف المستمر في عقلي.

زر الذهاب إلى الأعلى