مجتمع

البرق والرعد: الأسباب العلمية وكيفية الحدوث

البرق والرعد: الأسباب العلمية وكيفية الحدوث

سهيلة هاني – خاص اليمامة الجديدة

البرق والرعد علامة من علامات الشتاء المميزة التي لا يكتمل بدونهما ويُعتبرا إشارة على دخول فصل الشتاء، وهما آياتان من آيات الله – عز وجل-، ولكن فى كثيرٍ من الأحيان يحدث خلط بين ما هو الرعد وما هو البرق، ويتساءل الناس عن أسباب حدوث كل منهما، وعن الفرق بينهما. الفرق بين البرق والرعد في المفهوم: يُعرف البرق على أنّه تفريغ هائل للشحنات الكهربائيّة التي تحملها الغيوم، مما يتسبب بتوليد حرارة عالية تعمل على تسخين الهواء الذي حولها لما يقارب 30,000°درجة مئويّة، فيتمدد الهواء، وينتج عن ذلك موجات صوتية ودويّ هائل يُعرف باسم الرعد. أسباب الحدوث: تتسبب حركة جزيئات الماء وبلّورات الجليد داخل سُحب العواصف الرعديَّة نحو الأعلى والأسفل لاصطدامها ببعضها البعض، مما يتسبب بفقدان بعض الإلكترونات واكتسابها من قِبل بلورات أخرى. نتيجة لذلك ترتفع الشحنات الموجبة لأعلى الغيمة، بينما تتمركز الشحنات السالبة في أسفل السحابة. وبعد ذلك تتدفق هذه الشحنات السالبة نحو الأرض، فيتشكَّل فرق جهد كهربائي بينها وبين الأرض، فتُطلِق الأرض شحنات كهربائية تعترض مسارها قبل وصول الشحنات السالبة للأرض. بفعل التيّار الناتج يحدث ما يعرف باسم الضربة المرتدَّة، مما يولِّد طاقة ضوئية ساطعة تعرف بالبرق. تُرافق البرق موجات صوتيّة ودويّ يُطلق عليه الرعد الذي ينتج عن تسخين البرق للهواء والتسبب بتمدده، كما يحدث الرعد بعد ظهور ومضة البرق مباشرة. يتساءل الناس عن الأصوات المصاحبة للرعد أيضاً، والحقيقة أنها نتيجة وصول الموجات الصوتية القادمة من الأجزاء البعيدة متأخرة عن تلك القادمة من الأجزاء القريبة، وهذا التأخير الزمني الحاصل يسبب الفرق الزمني بين وميض البرق وسماع صوت الرعد، حيث قُدِّرت الفترة الزمنيّة لحوالي 3 ثوانٍ لكل كيلومتر واحد. تعدَّدَت الظروف التي تكون فيها العلاقة بين الضوء والصوت أمراً مميزاً، ويُلاحَظ هذا أثناء مشاهدة الألعاب النارية، إذ إن الألعاب النارية والأضواء تنتشر في السماء، ومن ثم يتم سماع أصوات الانفجارات بعد مدّة بضع ثوان، ويعود هذا لبطء حركة الموجات الصوتية للألعاب النارية بالمقارنة مع رؤية الألوان والأضواء. الدعاء المستحب: عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا عَصِفَتِ الرِّيح قالَ: «اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا، وَشَرِّ ما فِيها، وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ» رواه مسلم. الدعاء عند سماع الرعد: كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: “سبحان الذي يُسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”. إسناد صحيح. وفي الختام، نبلغكم القول إن البرق والرعد سُنن كونية تحدث بقَدَر الله – سبحانه وتعالى-، وهي تجري وفق المشيئة الإلهية ولا علاقة لها بأمور تخصُّ الخلائق؛ فمنذ بدء الخليقة وهذه الظواهر تحدث وتتكرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى