ملفات اليمامة

قراءة في رواية (الصامت) للأديب شفيق التّلولي: عبد الرحيم حمدان

قراءة في رواية (الصامت) للأديب شفيق التّلولي

صورة ولي الله الصالح (الصامت) أنموذجاً

بقلم: د. عبد الرحيم حمدان/ ناقد وأستاذ جامعي 

صدرت الطبعة الأولى لرواية “الصّامت” للأديب شفيق التّلولي(1)، عام م2021 عن دار الشّروق في عمّان ورام الله، وتقع في (176) صفحة من الحجم المتوسّط ، وقد أهداها “إلى جداتنا، وأجدادنا، جذر الحكاية”، صوَّر فيها رحلة البحث عن المخطوط المفقود الذي مزجت فيه الرحلة بين الواقع والخيال، وجمعت بين الماضي والحاضر.

وفي إطار التحولات والتغيرات التي طرأت على الأعمال الروائية، فقد اتجه الروائيون إلى تناول شخصيات أولياء الله الصالحين كأبطال لرواياتهم في كتاباتهم الروائية الجديدة بصور متعددة ومتباينة.

ذلك أن عنصر رسم الشخصية الإنسانية من أبرز المكونات التي يعتمد عليها العمل الروائي.

وقد اتخذ الكاتب شفيق التلولي من وليَّ الله الصالح “الصامت” أنموذجا روائياً؛ لما له من قيمة تاريخية وخُلقية، تشكل عبرة ونمطاً سلوكياً في زمننا الحاضر؛ ذلك أن شخصية وليَّ الله الصالح يمكن أن تتخذ أداة للتعبير عن موقف أو رؤية سياسية.

وقد وفق الكاتب في رصد الشخصية التي رسمت لولي الله الصالح في روايته “الصامت”، إذ تفاعل عنصر الشخصية مع عنصري المكان والزمان؛ لاستكمال معالم رسم شخصية هذا الولي وأبعادها وملامحها، فكانت البئر العتيقة، وشجرة الجميز، والمقامات والأضرحة، وغيرهما.

والسؤال الذي تطرحه هذه القراءة وتحاول الإجابة عنه، والذي يتعلق بشخصيات الرواية المحورية هو :

لِمَ أختار الكاتب شخصية روايته المحورية من الشخصيات الصوفية ذات البعد الروحاني؟ ويمكن أن يُطرح السؤال بصيغة أخرى:

لم اختار الكاتب أن يدمج بين قصص الأولياء الصالحين وقضية الشعب الفلسطيني، ومعاناة سكان غزّة ونضال الشعب الفلسطيني؟

وللإجابة عن هذا التساؤل يمكن القول بأن الكاتب يتماشى وطبيعة البيئة المعيشة في المجتمع الفلسطيني وثقافة الناس، وطبيعتهم، فهم يمتازون بعامة بالتدين، وبالطبيعة التلقائية في الميل إلى أن يعيشوا في الروحانيات، وحب الاعتقاد في الأولياء الصالحين، فضلاً عن اتصافه بالبساطة والتعاون، وحب الوطن، والروحانية العالية التي تعبر عن طبيعته المعطاءة،

وكانوا يؤمنون بالمعتقدات الشعبية الخيالية. فقد تبوأ أولياء الله الصالحين في وجدان هذا الشعب منزلةً عظيمة ومكانة مرموقة، وكان لهم في وجدانهم محبة عميقة، واعتقاد سليم، إنهم يحبون الله، ويعيشون الروحانية والإيمان المطلق، فالشعب يستمد قوته وصبره وصموده من عشقه للخالق.

إن الروائيين يبدعون في تخليد حياة أوليائه وكتابة سِيَر حياتهم وفق رؤيتهم، إذ كانت سيرة أولياء الله الصالحين منهلاً خصباً للأدب، حيث وُظّفت توظيفاً انتشل الأدب من التقريرية إلى الخيال اللامحدود والرؤى الشعرية التي تركت بصماتها على الأسلوب الأدبي للفنون؛ وقد استُقبل النص الروائي التراثي استقبالاً أثْرَى الحكْي الأدبي.

فالروائي يوظف شخصية الولي الصالح؛ ليصنع المفارقة بين الخيال والواقع، في إشارة إلى الواقع الغيبي الذي كان سائداً في بلاد فلسطين القرنين الماضيين، من خلال حضور المقامات والشيوخ والأولياء، ذلك” أن الإيمان بعالم الولي الصالح الغيبي يعكس ذهنية المجتمع الفلسطيني آنذاك، ويبرر مظاهر الحياة الروحية والنفسية وسلطة الغيب المتمثلة في الأولياء والشيوخ”(2).

من ناحية أخرى اتخذ الكتاب من هذه الشخصيات وسيلة فنية وأداة جمالية تعبيرية؛ لنقل أفكارهم ورؤاهم للمتلقين بطريقة غير مباشرة. إذ في مكنة الكاتب أن يستعمل الخرافة والأسطورة في عمله الفني، وأن يوظفها كأداة لنقل عالمية تجربته الإنسانية، وواقعه المعيش وينقل هذا الواقع بمعتقداته تماماً كما يتحرك أمامه.

وشخصية “الصامت” مجرد شخصية روائية ابتدعها الكاتب؛ ليحكي حكايته، ويحاول أن يوهم القارئ؛ ليجعله يصدق أنها وجدت في لحظة زمنية نعرفها، إذ عُدَّ الميل إلى توظيف التراث من أهم العناصر التي تزيد من جمالية الرواية وتجلياتها.

يُقصد بالولي الصالح في هذه القراءة أحد الصالحين الذين يتميزون بالتقوى عادة، ويظهرون من الكرامات-أثناء حياتهم أو بعد موتهم- ما يدل على جدارتهم بلقب الولاية، وبالتالي يحاطون بالعديد من مظاهر التكريم أهمها: بناء الأضرحة، والمقامات وتقديم النذور، والزيارة، وإقامة الموالد وغيرها.

وستتناول هذه القراءة شخصية “الصامت”، وستُبرز أهم ملامحها وأبعادها وتأثيرها في الأحداث وإبراز علاقتها بالأمكنة واللغة المستخدمة.

فـ” الصامت” في الرواية محل القراءة هو أحد أولياء الله الصالحين، وهو الجد الأكبر لعائلة السارد “أمين”، تتجلى مكانته ومنزلته في المخطوط المفقود الذي كتبه بخط يده حول سلالة عائلة السارد الذي هو كاتب الرواية، وسجَّل فيه نسب عائلته وفروعها وشجرتها والأحداث التي سيشهدها تاريخ العائلة؛ بوصفها أنموذجاً للعائلات الفلسطينية، إن خلق الكاتب لشخصية “الصامت” واختياره الدقيق لها قد أفسح أمامه مجالاً لاستعراض معلوماته وثقافته الواسعة والمتنوعة في موضوع معين حبيب إلى نفسه.

أ – دلالة تسمية الرواية بـ “الصامت”:

من ينعم النظر في شخصية “الصامت”، يكتشف أن معاني الأسماء لها دلالات يوظفها الكاتب في خدمة فكرة الرواية؛ ولترمز وتشير إلى فكرة ما؛ تكون داعمة لمضمون الحلول والتماهي مع الرواية.

فقد سَمَّى الكاتب عنوان الرواية “الصامت”؛ لأنه يوثق تاريخاً يريده أن يظل حيّاً في الذاكرة، ولا يريده أن يُنسَى، ولكن لماذا اختار الكاتب اسم الصامت؛ ليكون عنواناً لروايته؟

يبدو أن طبيعة الصامت كانت تميل إلى الصمت؛ ذلك لأن الصمت سمة من سمات أولياء الله الصالحين، فالصمت لغة تعبيرية أقوى من الكلام وتحكي الكثير، يقول الكاتب:

“…لأن الصامت لا يتكلم إلا ليلاً، حتى وهو على قيد الحياة، كان كثير الصمت، لا يتكلم إلا بعد ما يُوحي إليه”، ( الرواية ص34 ).

ويمكن أن تحمل هذه التسمية دلالات وإسقاطات سياسية، إذ إنّ شخصيّة “الصّامت” تعبّر عن الصّمت العالمي، وصمت الشعوب العربية عن القضيّة الفلسطينيّة وأحداثها وأبعادها ومخلّفاتها السّياسيّة والاجتماعيّة والتّاريخيّة .

هكذا يتبين أن هناك دلالات أكثر وضوحاً لاسم “الصامت” جاءت متوافقة مع الحقبة التّاريخية التي عاشتها شخصية “الصامت”.

ب – أبعاد شخصية “الصامت” وملامحها:

حاول الكاتب أن يرسم صورة متكاملة الأبعاد والملامح لهذا الولي الصالح، وتتجلى صورة شخصية الصامت المادية والنفسية بوضوح في قول الكاتب عن “الصامت”:

” رجل سبعيني بلحية بيضاء، وهندام أبيض، يَلف رأسه بعمامة خضراء، يشع وجهه نوراً” (الرواية ص٤٤ ).

اجتهد الكاتب لإبراز ملامح هذا الولي الصالح بأن يخلق في روايته شخصيات روائية تسند شخصية “الصامت”، وتدعم ولايته؛ وذلك بأن يخلع بعض تلك الملامح على تلك الشخصيات، فظاهرة أولياء الله الصالحين من الظواهر المألوفة في حياة المجتمع الفلسطيني، يقول السارد في وصف ملامح الشيخ “سلامه” حفيد “الصامت” الذي ورث عنه الولاية والصلاح، فيقول: ” كان عالم البلدة يعلِّم أبناءها الكتابة والقراءة، كان يحفظ القران، ويؤم أهلها خلال الصلوات بمسجدها القريب من بيته ويخطب فيهم أيام الجمع، كما أنه كان درويشاً صالحاً يبرئ كل ذي علة، بما تيسر من آيات القرآن، ومنهم من يمسح على رأسه، فيتبارك”(الرواية ص79، 80 ).

استعان الكاتب بملامح شخصية الشيخ “رشاد” الكفيف الذي كان يرتدي: “القفطان الأسود، والطربوش الأحمر الذي تلفه لفافة من القماش الأبيض، وعكازه الذي يتوكأ عليه خلال سيره بين القبور كي لا يتعثر بحجارتها” (الرواية ص 17) .

وقد يتبين للمتلقي أن رسم معالم شخصية “الصامت” وملامحها هي في عمومها ملامح لشخصية تقليدية نمطية، وهي تتطابق مع معالم شخصية الولي الصالح في السِّيَر الصوفية لكبار الأولياء، بيد أن الذي يجعل أبعاد هذه الشخصية في هذه الرواية ذا طابع متفرد؛ طبيعة توظيف شخصية ولي الله الصالح ينبع من كون الكاتب يهدف إلى ترسّيخ فكرة التمسك بالجذور، ذلك أنّه من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل!

ج – مخطوط الصامت:

الصامت وليٌّ من أولياء الله الصّالحين، كان يعيش في الشرقيّة بمصر، وكان قد أَعطى أحد أبنائه مخطوطاً ليخفيه في تجويف شجرة جمّيز، حملها معه من مصر، وزرعها في وطنه الجديد في بلدته “دمرا”، ليستلمها حفيده المنسيّ من بعده.

تحمل المخطوطة تنبؤات واستشرافات مستقبلية لشخصيات الرواية الذين لا تنفصل سيرتهم وتاريخهم عن سيرة الشعب الفلسطيني وتاريخه.

فالمخطوطة هي إثبات خطيّ، ووثيقة مكتوبة تؤكد حق الشعب الفلسطيني في هذه الأرض.

وقد أُوصي بالحفاظ عليها، يقول الكاتب على لسان أحد شخصيات الرواية بشأنها:

“..لا تفرطْ بهذه المخطوطة؛ لما لها من أهمية، إنها أمانة أجدادي، ووصية “الصامت”، وخريطة الطريق لذريتنا ونسلنا من بعدنا” ( الرواية٥٣).

يُفهم من النص السردي السابق أن ثمة وحدة/حلول بين “الصامت” وبين المخطوطة التي كتبها، فهي تمثل تاريخ الأجداد، وهي بمثابة الرسالة/الوصية لما يبغيه “الصامت”.

يُعدّ في حد ذاته لوناً من ألوان كرامات أولياء الله الصالحين، إذ توظف الكرامة الصوفية توظيفاً أدبياً في الأدب الروائي الحديث، لا سيما في حاجة المبدع إلى أن يتنبأ بمصير بعض الشخصيات، وكذلك قراءة الغيب، ولحاجة النفس البشرية إلى تشجيعٍ ضد حوادث الزمن المستقبلية يلجأ الأديب إلى سدّ هذه الحاجة؛ لقد ترك الكاتب الحرية للمتلقي ليصدق هذه الشخصية بين الواقع والحكاية الخرافية، وهو لم يفرض عليه موقفاً معيناً، إنه يدمج ويعجن بين الخرافة وبين العقل والعلم والواقع، يقول السارد على لسان “دالية الكرمي” مخاطبة السارد “أمين”:

“فكأنكَ تروي لي أسطورة من أساطير الأولين، كيف بالله عليك أن أمضي لمقام جدك “الصامت” وأخاطبه، فيكلمني بعد أنْ مات منذ مئات السنين وأضحت عظامه مكاحل، ألا توافقني أن عصر الأنبياء قد ولّى؟ ربما يكون جدك ولياً، وله مقام حيث يرقد في الصالحية” (الرواية ص٣٤ ،٣٥).

يعد مخطوط الصامت الذي كتبه بخط يده هو البؤرة التي ارتكزت عليها حبكة الرواية وانطلقت منها أحداثها وخيوطها، إذ أخذت شخصيات الرواية تبحث بجد ومثابرة للتعرف إلى حقيقتها وجوهرها، فهي عائلة سكنت فلسطين منذ أزمنة بعيدة تعود إلى ما قبل الميلاد، وبذلك فإن الاحتفاظ بهذه الوثيقة إنما يدحض ادعاءات اليهود وأحقيتهم في فلسطين، ويكشف عن زيف روايتهم التي نسجوها من خيالاتهم وأطماعهم السياسية. إن وما جاء في هذه المخطوطة من وقائع وأحداث تتعلق بتاريخ هذه العائلة التي يعد تاريخها تاريخاً للشعب الفلسطيني، والمراحل التي مرت بها قضيتهم، وما آل إليه حالهم، والوصايا التي يوصي بها أحفاده. والتحذيرات التي يطلقها لأحفاده من عوادي الزمن وكوارثه.

ومن صفات رجال الله الصالحين أنهم يتميزون بأنهم أصحاب خطوة، وقد كان الصامت صاحب خطوة تُسمع في سكون الليل، وعند الفجر، وأن مَنْ يُطرق السمع ملياً ير طيفه بهندامه الأبيض، وعمامته الخضراء “( الرواية ص34).

ومن سمات الأولياء الصالحين التنبؤ واستشراف المستقبل، إذ كان الصامت دوماً يتنبأ بكل ما سيجري له ولسلالته من بعده”(ينظر: الرواية ص ١٦).

ومما تتميز به مخطوطة الجد الأكبر الصامت أنها تشتمل على رموز غريبة غير مقروءة، وثمة عبارات غير مفهومة، ومن تلك الكلمات غير المفهومة، والتي كانت تتردد على لسان “الصامت”: الفجيعة، يوم الهجيع الكبير، ستقطع صحراء طويلة، عند شجرة جميز… مقام الخضر، قاع البئر، سافِرا ” .

ومما يلحظ أن الكاتب ألحَّ في تعبيراته التي ساقها على إبراز أهمية مخطوطة “الصامت” وحضورها في كل مفاصل الرواية، والمتلقي يلتمس له عذراً ومسوغاً، بأنه أراد أن يلفت انتباه القارئ، بخاصة الفلسطيني، إلى أهمية الوثائق التي بحوزته وتتعلق بوجوده في فلسطين– شهادات ميلاد، شهادات ملكية الطابو، شهادات، ووثائق تاريخية ومخطوطات قديمة، وأن التفريط بها أو ببعضها هو تفريط بحقيقة وجوده على هذه الأرض، مهما طال الزمان أو قصر(3).

إن مخطوطته التي حفظ فيها سلالة أهل فلسطين والتي تعود جذورها إلى أزمنة بعيدة، وأودعها أسراراً ونصائح تحفظ لأهله البقاء، وتمنحهم القوة والقدرة على مواجهة المصائب، تعد مستنداً ووثيقة تاريخية تحفظ حقهم في فلسطين.

د – مقام الصامت:

وهناك مظهر آخر لولاية هذه الشخصية الصالحة وهو وجود مقام له، ذلك أنه من المعلوم أن مقام الولي يضفي هالة من القدسية على المكان، ومقام الصامت كائن بالشرقية في مصر بالقرب من الصالحية، حيث يرقد الجد الأكبر، إذ ارتبطت صورة الولي الصالح بالشخص الذي يعيش معزولًا عن الناس، يتوافد عليه البسطاء طلبًا للبركة والرزق والدعاء لقضاء الحاجة؛ بوصفه عندهم وسيطًا بين الله والناس، وغدا لهؤلاء الأولياء صيتٌ وشعبية كبيرة؛ بسبب حبِّ العامة لهم، واشتهرت أماكن إقامة هؤلاء الأولياء الصالحين بعد وفاتهم؛ لتصبح مقامات ومزارات للتبرُّك من هؤلاء النفر، فـــــ”الصامت” بطلُ الرواية له عدة مقامات منها زاويته في أسوان يقول السارد الذي يصف الزاوية، بقوله “كانت تعج بالزائرين، لم يتسنَ لنا الولوج إلى المقام فقد كان يدور حوله الدراويش، انتظرنا حتى فرغوا من طقوسهم وأضحى المكان خاليا من الزائرين، تقدمنا صوب المقام، أزحت الأسدال عن ذلك اللوح الذي قرأه لنا الشيخ في الرسالة المضيئة فإذا بحروف تلمع، تأسر الناظرين إليها، كتبت من ياقوت، قرأت اللوح، كان مطلعه: “هنا يرقد الصامت، المنسي من فلسطين، لا تنسوه من الدعاء، هنا يرقد إلى أن ينام هناك” ( الرواية ص ١٦٩).

وبما أن هناك أكثر من مقام للصامت، فقد جعل ذلك فكرة كرامته تشيع وتتوزع على أكثر من مكان، ومن ثم أصبح يمثل (أسطورة) شعبية يتداولها الناس، وما زال للجد الأكبر “الصامت” تأثير في أحفاده، فهو الضمير الذي يزورهم في المنام، ويرشدهم إلى طريق الخلاص، فهو لم يمت بعد، ما زال حيّا في نفوسهم. وقد ورث عنه أحفاده؛ بوصفه الجد الأكبر، القوة المباركة والشجاعة.

وقد استدعى الحديث عن مقام “الصامت” الحديثُ عن مقام الخضر، وهو – أيضاً- ولي من أولياء الله الصالحين في دير البلح بغزة، يقول السارد عن مقامه:

” كان محط الزوار الوافدين إليه للتبرك به، وإضاءة الشموع بداخله وكذلك إحضار الذبائح وإعداد الطعام والشراب معتقدين أنه يوجد في القبو قبر رجل صالح يدعى الخضر أقام في المقام”( الرواية ص 147).

يكشف حديث الكاتب عن مقام الخضر عن إلمامه بتاريخ المقامات الصوفية في فلسطين، وما يحيط بها من معلومات ثقافية عميقة، موظفة بطريقة ممتعة، وهذا يشي بما يتمتع به من ثقافة واسعة ومتنوعة سياسياً ووطنياً وشعبياً واجتماعياً، فالكاتب ليس ناقلاً للتّاريخ بحرفيّته، وإنّما أفاد من أحداث تاريخيّة لبناء روايته، والتي رافقتها حقائق تاريخيّة، ومعلومات حقيقيّة، معجونة بخياله المبدع.

ه – كرامات الصامت:

للصامت كرامات عديدة منها: أن روحه تزور الأحياء، وتساعدهم، يقول السارد:

” فتهيأ له أنه عاودها(زوجه ناعسة) في زيارة خاطفة، قَبَّلَ خلالها وليده وضمه لصدره، وضع قبلةً أخرى على جبينها، ثم اختفى كلمح البصر، وقبل أن يطير هَمَسَ في أذنها:

– “لا تحزني يا ناعسة، ربما لا آتي لأخذكما، بعد أن يشتد عود ابننا “.

إن نظرة فاحصة في هذا المقطع السردي، تهدي إلى القول بأن توظيف الكاتب للكرامات هنا ليس توظيفاً مقحماً، وإنما يخدم الغرض والفكرة.

ومن كرامات الولي الصالح أنه يظهر لأحبابه في صورة رؤى منامية، إذ اعتمد الكاتب في تحريك أحداث الرواية ووقائعها على الرؤية المنامية، فالموقف الروائي يحتاج إلى رؤية مستقبلية لا تتعارض مع معرفة الغيب، ولذا يلجأ الكاتب إلى الرؤية المنامية التي لا تخالف الشرع، بل توافقه.

ومن الرؤى المنامية التي ظهر فيها “الصامت” ما يرويه الكاتب على لسان الشيخ سلامة:

“إذ جاءه جده “الصامت” في منامه ذات يوم وأوصاه ألا يمسح على رأسٍ غير رأس ابنه “المنسي”، فقام من منامه يتحسس رأس ابنه الذي لم يبلغ الحلم بعد ما أن رفع يده على رأسه حتى شعَّ خيط من النور أضاء المكان ثمَّ خفت سريعاً” ( الرواية ص ٨٠).

وكانت الشخصيات المقربة من الصامت ترى في منامها كثيراً من الأحلام والتهويمات، التي يظهر فيها “الصامت” مُوجِهاً سير الحكاية إلى الطريق الذي يريد.

ومن كرامات ولي الله “الصامت”؛ الطيرانُ وحضورُ روحه لزيارة أقاربه والحديث معهم، يقول السارد أن جده الصامت حضر له في المنام :

“ارتعدتُ، أخذ بدني يرتج، فمسح على جبيني قائلاً:

“لا تخف يا بني، أنا جدك الصامت، جئت إليك على عجل، لا تصحُ قبل أن تسمع مني ما أريد أن أشي لك به، فاهدأ قليلاً يا بني” (الرواية ص ٤٤ ).

وفي موضع آخر يقول السارد على لسان المنسي حفيد “الصامت”:

” استيقظَ على همس الصامت، سمع خطاه بينما يغادر منامه، لم يتمكن من فهم ما ألمح إليه، غير أنه التقط بعض كلمات تذكرها بعدما استيقظ مرتجفاً، كانت آخر ما نطق بها: ـ لا تترك هذا المكان أو تبتعد، إنْ حدث وتركته، فلتعد وحتى تعود قلها ومت، قلها لتعد”(الرواية ص ٩٣ ).

ومن كرامات أولياء الله الصالحين التي وردت في الرواية، خروج “المنسي” حفيد “الصامت” من فلسطين إلى مصر بعد بحْث المحتلين الصهاينة عنه، يقول السارد:

“جاء على لسان صياد تواجد في المكان وقتئذ، أنه شاهد الجمل يمشي فوق سطح الماء صوب الجنوب، حاول أن يتبعهما لكن الجمّال أشار إليه بالعودة، قائلاً: –

لا تتبعنا ،عد؛ كي ندخلها آمنين” (الرواية، ص ١٤٨ ، ١٤٩).

إن توظيف كرامات الأولياء الصالحين يمثل منهلاً خصباً للأدب الروائي حيث وُظّفت توظيفاً أثرى خيال الحبكة الروائية، وجعلها أكثر تحليقاً في عالم الخيال واللاعقلي، وانتشل الأدب الروائي من التقريرية والمباشرة إلى الخيال اللامحدود، وجعل المتلقين متشوقين ومستمتعين بمعرفة مثل هذا النوع من الكرامات، ولا سيما أنه أسقط عليها دلالات سياسية من حتمية العودة إلى الوطن.

و- لعنة الصامت:

جاءت لعنة الصامت في إطار تنبؤاته واستشرافه لمستقبل بلاده، وهو بذلك شخصية غرائبية تحمل سمات العجائبية وملامحها، ومما ورد في لعنة “الصامت” ضمن مخطوطه قوله:

“إنّ هذه الأرض سوف تشهد لعنة ذات هجرة لن تشفى منها البلاد، ولن يبرأ منها العباد؛ حتى يجيء من يكتشف سر الخلاص؛ ليكون ترياقا يعيد الروح إلى الأرض الخربة” ( الرواية ص٥٤ ).

يتبين للمتلقي أن شخصية الصامت شخصية غير حقيقية وغير طبيعية، ذلك أن لعنته تتمحور حول الخراب الذي سيحل بالبلاد بسبب ترك الناس للبئر، وهجر البلاد والرحيل عنها، وكانت لعنته تصل إلى كلّ مكان، من بين القبور وغيرها. ويتصل بالبئر ما يُعرف في الرواية بلعنة البئر، وهي ترمز للاحتلال، فاللعنة حلت يوم اللجوء والهجرة والشتات، يقول الكاتب: ….” منذ أن استوطن الغرباء بالقرب منه (البئر) … احزنتها شجرة الجميز التي لمحتها جرداء لا ثمار تزين أغصانها التي أعيتها السنون. ويقول صدى الصوت المنبعث من البئر وظل يتردد في المكان:

– أعيدوني، أعيدوني، روحي هنا وجسدي هناك. (الرواية ص ١٢٥ ).

إنّ اللعنة التي حلت يوم اللجوء كانت قد لحقت أيضاً بهؤلاء الأغراب، إذ كان حرس الحدود لا يطيقون الخدمة هنا كي لا يضطرون للاقتراب من ذلك المكان إذا ما تسلل أحدهم إليها، فمنذ أن احتلت تلك القرية تداول الصهاينة حكاية الزرع الذي كان يفسد فيها كلما تعاقبت الفصول، وكذلك الأبقار التي تنفق”( الرواية ص ١٢٥ ).

ز- وصية الصامت:

ومن بين ما احتوى عليه المخطوط جملة من الوصايا؛ بقصد إنارة طريق المستقبل لأحفاده، ففي مخطوطه المفقود، يقول “الصامت” وقد استهله بقوله:

“في بلادٍ لا تبعد كثيراً عن هذه الأرض، يخرج من ذريتي منسيّ من بئر يشرد الذين كانوا يردون نبعها، لا يلتفتون إليها، يغور ماؤها، يجف حلق المنسي وهو ينادي: أنا المحكي والحاكي، أنا هناك، حتى يبح صوته” (الرواية ص ١٠٦).

ومن وصايا ” الصامت ” أن تخبئ المخطوطة في جوف شجرة الجميز؛ لأن الشجرة والمخطوط أصبحا يمثلان جسماً واحداً،

وبذلك أوصى بالحفاظ عليها، والحرص على دوام الاعتناء بشجرة الجميز، وأن يُحفظ المخطوط في جذعها السميك”( تنظر الرواية ص ٧٥ ).

ح – شطحات أولياء الله:

ومما يتصل بمخطوط “الصامت” ما يُعرف بشطحات أولياء الله الصالحين، إذ يقول الكاتب: “إن الصامت كان يكتب في لحظات لم يَعِ ما تخطه ريشته، كلما غمسها في حبره، أصابه الهذيان كأن ثمة مَنْ يُوحى إليه بالكتابة” (الرواية ص٦٥).

المتأمل في النص السابق يتبين له أن ما خطه الصامت ما هو إلا لون من ألوان شطحات الصوفية، إذ يشطح الصوفي في ملفوظاته وأفعاله، وما يؤثر عنه من كرامات، ويُرجِعون هذا الهذيان إلى حالة الشطح والذهول والوجد والفيض التي كانت تنتاب ولي الله.

 ط – الصامت والفضاء المكاني والزماني:

إن لشخصية ولي الله الصالح علاقة متواشجة بالفضاء المكاني والزماني في الرواية، وقد تجلى ذلك بشكل أكثر وضوحاً في كل من عنصري المكان: البئر، وشجرة الجميز.

أولاً – الصامت والفضاء المكاني

 -1 البئر:

في إطار عجائبية الرواية عمد الكاتب إلى المزج بين ما هو واقعي وما هو خيالي، وهذا يصدق على مكان البئر. فقد كانت ثمة بئر عتيقة في أرض “الصامت” بقرية دمرة(4 )، وكانت البئر مصدراً للخير والحياة للناس والأرض والحيوان، ومبعثاً على الرخاء والطمأنينة، ولكنْ منذ أن احتلَّ الصهاينة الأرض، وطردوا أهلها تحولت البئر إلى رمز للشر والجفاف والقحط، وغدت علامة على الشؤم والخراب والموت، فقد أَلقَى فيها اليهود مجموعةً من أهل البلدة الذين رفضوا المغادرة. وأصبحت البئر رمزاً -كذلك-للظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، من الهجرة والنكبة والنكسة، وكما يقول الكاتب في سياق السارد:

“منسيون كالحجارة في بئر عتيقة”(الرواية ص 9).

ب – شجرة الجميز(5):

وهي شجرة فرعونية أعطتها “ناعسة” زوج الصامت لابنها “بركات” ليزرعها في فلسطين، وقد أوصى “الصامت” أن تخبئ مخطوطته في تجويف شجرة الجميز في بلدته “دمرة” حتى لا تصل إليها أيادي المحتلين. فإضفاء صفة الغرابة على شجرة الجميز ما هو إلا تقنية عجائبية لجأ إليها الكاتب ليفسر أموراً يعجز عن تفسيرها في الواقع الخارجي، وليثير الدهشة والتشوق في ذهن المتلقي؛ فيزداد شغفاً في متابعة الأحداث وتفسيرها، يقول السارد:

” إنّ روحاً سكنت تلك الشجرة، تهيم حولها كلما حملت، ما إنْ يقطف أحد المارة من ثمرها حتى تنزف ويُسمع لها أنين، لا يعرف أحد سر الشجرة”(الرواية ص ١٦ )، فشجرة الجميز ليست نباتاً كما هو معروف، بل تحمل خصائص الكائن الحي/ الإنسان، فهي تغضب وتنزف وتئن، وتلك صفات عجيبة وغريبة لتلك الشجرة”(6).

وفي ظل الاحتلال الصهيوني تبدل منظر شجرة الجميز، فغدا منظرها يحزن الرائي، إذ بدت جرداء لا ثمار تزين أغصانها التي أعيتها السنون.

تحمل هذه الشجرة دلالات غنية منها كونها؛ رمزاً للفرج الآتي، حيث سيتم مخاض اللاجئ تحتها؛ ليولد من جديد في وطنه، يقول عنها السارد على لسان حارس المقبرة، موجهاً كلامه لـ “صفية” جدة السارد “أمين”:

” كان عليكِ ألا تأتي إلى هنا في الوقت الذي تثمر فيه شجرة الجميز، ألم تعرفي أنها تحمل سبعة بطون في السنة في كل بطن تثور أغصانها وترتعد عند المخاض، وقتئذٍ يخرج من جذعها طيف”( الرواية ١٦).

ثانياً – الصامت وفضاء الزمن:

تتحدث الرواية عن تاريخ فلسطين منذ العهد العثماني، الذي أفضى إلى الانتداب البريطاني إلى زمن الاحتلال الإسرائيلي الذي نعيشه؛ ليبين أسباب الصراع الذي جعل من الشعب الفلسطيني ضحيّة للمؤامرات التي تكالبت عليه، فدفع ثمنها غالياً من الظلم والتهجير والتشريد عبر القرنين الماضيين..

الصامت واللغة:

من المعلوم أن اللغة تؤدي دوراً بارزاً في تكوين الرواية وتشكيلها إلى جانب عناصرها المهمة من الأحداث والشخصيات والزمان والمكان والفكرة والغاية، ولا يتعين للروائي أو الكاتب أن يقدم أفكاره ورؤاه في صورة محسوسة إلا من خلال اللغة.” فباللغة تنطق الشخصيات، وتتكشف الأحداث، وتتضح البيئة، ويتعرف القارئ على طبيعة التجربة التي يعبر عنها الكاتب”(7).

جاءت لغة الشخصية المركزية “الصامت” ولي الله الصالح لغة بسيطة مشرقة، لغة واقعية، مركزة، فيها سرد ووصف وحوار جميل لأحداثٍ مؤلمة وقاسية، وهي تمتاح معجمها: مفردات وتراكيب وأصوات من معجم أهل التصوف والأولياء، إذ احتوى المعجم على رموز ودلالات، تحتاج إلى تأويل، وتحمل دلالات ثرية، إذ يحضر المعجم الصوفي من خلال التركيز على بعض المفاهيم الصوفية المتداولة.

ومن الكلمات المتواترة الحضور في الرواية يجد المتلقي: المقام، والأضرحة، والكرامات والتنبؤات، الله حي، والشطحات الصوفية، والرؤية المنامية، الروح، والخطوة، الطيف والصومعة، وغيرها. ويلحظ المتلقي في المقاطع السردية السابقة اضطراداً كبيراً، فترديد مفردات وتراكيب لغوية ذات نفحة صوفية، وحضورها بكامل ثقلها الدلالي، يُغني لغة الرواية، ويسهم في انفتاح دلالاتها على معان ثرية، ويجعلها تحفل بحمولات دلالية وجمالية جديدة، وتحتفظ بعمق الرؤية الصوفية.

جاءت لغة الرواية في مجملها مناسبة للمستوى الثقافي لشخصية وليِّ الله الصالح، بيد أن لغة الجد( الصامت) قد جاءت في مواطن من الرواية لغةً حديثةً لا تتناسب وشخصية وليٍّ من أولياء الله الصالحين عاش قبل قرنين من الزمان، يقول “الصامت” مخاطباً “دالية” في رؤية منامية:

“ربما لم تتمكني من تفكيك رموز تلك المخطوطة، وقتئدٍ من الممكن أن تُعيدها لمقرِّي هذا إلى أن يحطَّ فصل الشقاء، ويلتم شتات بني قومي، وتتبدد اللعنة” (الرواية ص ٤٥).

بيد أن نظرة عاجلة إلى لغة الرواية تفضي إلى أن اللغة الصوفية انصهرت في أتون اللغة الروائية، فتم إنتاج مثل هذا الكلام الذي لا يبتعد عن الكلام الصوفي في شيء.

وقد عمل الكاتب على إغناء لغته بالاستمداد من التناص القرآني، وذلك في قوله:

” لا تتبعنا،عد، كي ندخلها آمنين”(الرواية ص149 ).

وهذا القول مقتبس من قوله تعالى الذي يؤكد حتمية العودة:” (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ) (الحجر٤٦).

فـ “الصامت” بوصفه وليا من أولياء الله الصالحين كان يؤمن إيماناً عميقاً بأن الحق سيعود إلى أصحابه، وأن كل غائب سيعود إلى وطنه، وأن الأرض ستعود إلى أصحابها.

وفي نص آخر يذكر السارد نصاً ورد في مخطوطة الصامت يقول فيه:

“…أنه حين يحل “بركات” ضيفاً على البلاد، ويحط برحاله يكون قد رقد تاركاً دياره وربعه في تيههم يعمهون” (الرواية ص٥٤).

فالنص الروائي: “في تيههم يعمهون”، مقتبس من قوله تعالى: ” اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون”(البقرة ١٥).

يتبين من التناص مع النص القرآني السابق أنه جاء متسقاً مع النص الروائي، وأنه يخدم فكرة النص وينسجم ، ويتسق معها. لقد أثرى التناص القرآني لغة الرواية، وأضفى عليها لوناً من القداسة والفخامة، وعمَّق من دلالاتها وحمولاتها الإيحائية.

ومهما يكن من شيء، فإنه يمكن القول بأن الكاتب قد دمج بين شخصية “الصامت” وشخصية “المنسي” جدّ السارد. هذا الدمج والاتحاد يشي بوحدة المصير واستمرار المأساة، ويحقق الدهشة واللاتوقع لدى المتلقي يقول السارد:

“عندئذٍ، أيقنتُ أنّ “الصامت” هو ذاته “المنسي”، وأنّه من فلسطين”( الرواية ص١٧٣).

في المقطع السردي السابق يُفاجِئ السارد المتلقين بظاهرة التوحد والدمج بين الشخصيات، وكأنه بذلك يشير إلى فكرة التوحد/ الحلول الصوفية من خلال “الصامت”، و”المنسي”؛ الأمر الذي عمّق الفكرة، وحقق التأثير في وجدان المتلقين.

والحق، فإن هذه الرواية تستأهل القراءة والاطلاع، فهي إضافة متفردة للكتابات التأريخيّة الّتي تجلت بشكل أوضح في ألوان النضال للشعب الفلسطيني على مر العصور، وأبرزت البطولات الّتي اشتهرت بالدّفاع عن فلسطين وحقوقها، أمام المحتلّين الغاصبين.

الهوامش:

[1] شفيق التلولي: كاتب وأديب وباحث وناشط سياسي ونقابي، وهو عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، صدر له العديد من المؤلفات الأدبية منها في مجال الرواية “نصفي الآخر”، “زمن الشيطنة”، وفي مجال الشعر صدر له ديوان بعنوان “على مرمى غيمة”، صدر له نصوص بعنوان “على ضفاف القلب”، وصدر له مجموعة قصصية بعنوان: “العصافير تأتي باكرا”.

[2] تجليات السرد في أدب غريب عسقلاني الروائي، عبد الرحيم حمدان، مطبعة سمير منصور، غزة ، 2021، ص 20 .

[3]  ينظر : عجائبية الشخصية والمكان في رواية الصامت للكاتب شفيق التلولي د. محمد صلاح أبو حميدة . بتاريخ ١٩‏/٠٨‏/٢٠٢٢ https://alyamamaa.com  .

[4] دمرة: قرية عربية تقع على بعد 5 كم شمالي شرق قرية بيت حانون. وهي شرق خط السكة الحديدية للسهل الساحلي. وتربطها بطريق غزة – المجدل الرئيسة طريق ثانوية طولها 2.5 كم. تكثر في أراضي دمرة الخرائب الأثرية والحجارة الكبيرة المنحوتة والصهاريج والقبور الصخرية والأعمدة. بل ان القرية نفسها تقوم فوق موضع أثري يضم أسساً ومقابر وأعمدة ، وقد قام اليهود بطرد أهلها سنة 1948 ودمروا القرية وأقاموا مكانها مستعمرة “ارز)  . (ينظر: مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج1، ق2، بيروت 1966).

[5] وشجرة الجميز شجرة دائمة الخضرة كبيرة الحجم ، وهي من الأشجار معمرة، وتتميز الشجرة بأخشابها الصلبة والقوية جدا التي تتحمل الماء لسنوات طويلة. وتميزت فلسطين بزراعة شجرة الجميز التي زرعها أجدادنا في معظم حقولهم، وتفاخروا بأشجارها حين رافقتهم في أسمائهم فقالوا “جميزة أبو فلان”، ولا تكاد تخلو مدينة إلى وقتنا هذا من شجرة كبيرة من الجميز، وأن شجرة “الجميز البلمي” تثمر سبع مرات في العام بكميات ضخمة وبجودة ممتازة، كما أن أوراقها وثمارها المجففة تعتبر غذاء كاملاً للمواشي والأغنام.

[6]  ينظر : عجائبية الشخصية والمكان في رواية الصامت للكاتب شفيق التلولي د. محمد صلاح أبو حميدة.

[7] بناء الرواية، دراسة في الرواية المصرية، عثمان عبد الفتاح ، مكتبة الشباب القاهرة، عام١٩٨٢م، ص ١٩٩.

 

زر الذهاب إلى الأعلى