نصوص

أكره المرآة.. بقلم: محمد زينو شومان

أكره المرآة

بقلم: محمد زينو شومان/ لبنان 

كم ميلاََ سأقطع للقبض على فكرةٍ ضالةٍ تراوغني

قبل أن ينقطع ظهري ويتشظى

دويلات متناحرة جمعها مخالفٌ للقاعدة اللغوية

كجمع التكسير؟

إلى متى أركض كالكلب السلوقيّ

وراء طريدة مزيّفة؟

 

أهذا هو الاختبار الإجباريّ لنيل مفتاح الشعر؟

سحقاََ لي ولمغامراتي الفاشلة!

لم أستطع مرةً تسديد رمية صائبة

ألهذا كانت السهام دوماََ ترتدّ إلى نحري؟

ربما وصف الشعر لي

كما وصف الفروج المشوي

لرهين المحبسين الشيخ المعري

 

من أغراكم بي أيها الحمقى والأرذال؟

لا سندات مصرفية معي ولا كنوز قارون للمقايضة

لا سهم لي في بورصة نيويورك

أو في بورصة الأدب والإبداع ولا الاتباع

 

نصي هذا من إنتاج الذكاء الاصطناعي لا ذكائي وعبقريتي المحدودة

ماذا لو سرّبه واشٍ شانئ إلى ابن المقفّع

أو إلى عبد الحميد الكاتب

ألن يبصقا قرفاََ

ويترحّما على جدّتنا الحيزبون الضاد؟

 

وهل أنا سوى مجهول باقي الهوية

منتحل صفة ونكرة حتى بين رهطي وعشيرتي

وأقاربي وفي مسقط رأسي ويأسي

لا يعرفني مختارُ البلدة ولا المختارُ الثقفي

مطرود من مجلس المبعوثان ومن بعثة الحج

حرمت من زرقة العينين ومن لقب الباشا

وباش كاتب

 

لست نجماََ سينمائياََ ولا بطلاََ مطلقاََ

في المسلسلات التلفزيونية

لم أزل وحيداََ في الغار

لا يغار عليّ صاحبٌ ولا ولد

لم يسمع بي سيف الدولة الحمداني

ولا هارون الرشيد

لقد هبطت في رحم أمي بالمظلة

لم أعبر ظهرَ أبي ظُهراََ.. ولا ضهرَ البيدر

 

قيل لي إني قفزت بالمنطاد من المرّيخ

أو من زحل وأغلب الظن من المشتري أو البائع

ولعل الخطبَ الأكبرَ أني أجهل مكانَ إقامتي

جهلي لبلد المنشأ

ما هذا التناقض بل الهراء والتلبيس والتدليس؟

تباََ لي! إذا كان البقاء للأصلح

كما يزعم العرّاف داروين

فكيف أخطأتني الطبيعة؟

أم هي متقلبة المزاج كحالي؟

 

أتغيّر الغلاف الجوي وشغافُ القلب؟

أفسدت خصائص الملح والسكر والسكري

والكلور والأشواق العامة؟

خلّصوني من شرّ نفسي ومن جحيمي

ماذا تفعلون بدماغي في المختبر.. أو في الفرن؟

دعوه لمبيد الحشرات والعواطف الطفيلية

 

أنا عدو نرسيس اللدود أكره المرآةَ

لأنها أجرأ مني

تفضح رطانتي وتلعثمي أمام قس بن ساعدة

ولقمان وواصل بن عطاء والنظّام

والنظام الأمني

ما لكم تتأتئون أتصدّقون المرآة أم تصدّقونني؟

 

لبنان _ زفتا في 2023/6/16

محمد زينو شومان

زر الذهاب إلى الأعلى