نصوص

صرخات الحرب: بين البقاء والبحث عن الأمان

صرخات الحرب: بين البقاء والبحث عن الأمان

بقلم: رغد زهير الملخ/ غزة

لا أعلم من أين يجب أن أكتب، إنما أعلم أنه يجب عليّ أن أكتب. هذا ما أقدر على فعله فقط.

لأبدأ من الغرفة مثلاً، الغرفة ذات المساحة الضيقة، لكن جميعنا، أي أنا وأخوتي، ننام داخلها. ولربما نصيبي منها هو جزء من فراش أتقاسمه مع أختي. لستَ بحاجة لأخبرك عن الغطاء الذي أحمله معي في كل مكان. لا أحد هنا يشعر بالراحة، لكن المهم أننا لا نزال أحياء سوياً.

عندما تنتهي الحرب وأعود أنا، هذا ما ليس له جواب، أو أنني أخشى الجواب. لأنتقل إلى الباب، وبجوار الباب عادةً لا يكون سوى خزانة الأحذية. ولكن المعادلة اختلفت، بجوار الباب هناك حقيبة تدعى حقيبة الطوارئ. ستبكي كثيرًا وأنت تحضرها لأنك ستكون مجبرًا على اختيار الأهم من المهم. وسيصبح فقد كل شيء عاديًا مقابل أن تنجو روحك وروح من تحب. كل شيء يهون مقابل أن تصاب بلعنة الخوف. نهاية ستحمل في هذه الحقيبة أوراقًا رسمية تثبت أنك لا تزال إنسانًا حيًا على هذه الأرض، أوراق لتثبتية وجودك، أنك لا تزال تستنفذ شيئًا من كمية الأكسجين على هذا الكوكب. المهم أن تستطيع الهرب بها، إن استطعت. لأنتقل إلى البيت، سقف البيت نعمة عظيمة لا أعرف كيف أشرح لك قيمتها. سقف البيت هنا يكون أمانك، وفي أجزاء من الثانية يكون وسيلة لقتلك. هذا السيناريو مؤلم، ولكن ما يزيده ألمًا أنه غدًا مألوفًا. الحرب هنا شعاع، بدايته الثانية بعد منتصف الليل، وشهيد، وطفلة أصبحت يتيمة، لكنها لا تزال تبحث عن أبيها وعروسة زفافها سيقام في السماء. والطفل أصبح رجلًا في عامه السابع، ونهايتها لا أحد يعرفها.

زر الذهاب إلى الأعلى