نصوص

الشاعر الكبير أنور الخطيب يكتب: غزّة.. تهيّئ للصبح قوافيه

غزّة.. تهيّئ للصبح قوافيه

(إلى غزة الصابرة والغزّيين الصامدين..)

بقلم: أنور الخطيب/ شاعر فلسطيني 

أطيلي الحديث يا بهيّة، لا تعنعنيهِ..

سرّبيه..من النيل إلى شرايين سيناء

كي لا يقال: “صحراء يا ألله،

امنحوها لغزَّة كي تنام قليلا على ساحل التيهِ

أطيلي الحديث وقولي:

غزّة ليست يتيمة،

يسكن الله في معابرها

يهدهدها على جهاتها الست

حتى إذا غفت يأخذها إلى تجلّيه..

أطيلي الحديث وقولي :

غزة ليست عاريةً،

ترتدي البحر عباءةً مذ كانت نطفة في ترائبها،

ترتدي النخل صهيل الخيل

وتزهوا كالحرائر إذ تمتطيه

وحين يحاصر ذئبٌ جديلتها تنهشه وتمضي

تمشط شعرَها بسعفها وتطويه،

غزة أنثى نعم، لكنها

حين يدوس الغزاة الزناة وردها

تشق صدرها فيخرج الشهداء ممتشقين الحياة

يقاتلون ، ثم يعودون إلى رحمها لتحمّيه

غزة لو تعرف الموت

ما سكنت بين دفتي البحر وادثرت بمآقيه ..

أطيلي الحديث يا بهية

غزة الآن نائمة فوق هام الشراع،

ترتل آياتها فوق صواريه

تفرد دمعها سجادة للصلاة،

تنثر دمها في شواطيه

تأكل مما تيسرّ من جمرها،

لا تتدلل على الله

غزة منذ اعتراها المخاض

تهيء للصبح قوافيه..

زر الذهاب إلى الأعلى