نصوص مختارة

العالمُ يصدأ مثل تروسِ الساعةِ

العالمُ يصدأ مثل تروسِ الساعةِ

بقلم: شجاع الصفدي/ كاتب وشاعر فلسطيني 

العالمُ يصدأ

مثل تروسِ الساعةِ

مثل القلب.

قلت: ساعتان من الانتظار تكفي

هجرتُ المحطة وفي الطريق للرجوعِ كنت أعدُّ خطاي

لطالما في العمرِ خانتني الأرقام.

سنة، خمسة، عشرة، لم أسجل تاريخا، لم أحتفظ بذكرى.

قالت: ما جدوى الذكريات في عالمٍ من صدأ؟،

العالم يصدأُ مثلَ حنينٍ كاذب، قلوبُ النساء تصدأ كذلك،

مثل أوتار الكمنجات حين تهجرها الموسيقى،

قلوب الرجال ذات صريرٍ عالٍ حين تُهجَر،

كنتُ حُبلى بالأمنيات،

أنجبتُ لك الخرافةَ، وقطفتَ مني شهوةَ المعنى،

أهديتَني ساعةً، لم تهدِني الوقت، أهديتني حبيبا، ولم تهدِني الحب،

وشمتكَ على كتفي أثرًا أبديا يدلّكَ عليّ ورحلت.

نسيتُ الضوءَ مشتعلا في غرفةِ الأبدِ، لم أكن أدرك أن السيدةَ اللطيفة التي تقترب

تسعى للانتحار.

كانت الفراشةُ فدائيا يائسا، لم ينسَ الأسى، فاحترق.

صار رمادها لعنةَ العمرِ، نسيتُ المدنَ التي صنعتُ فيها الذكريات

نسيتُ هزائمي ، جحودي، نسيتُ الطريق إلى محطة الانتظار، نسيتُ خطاي.

إلا وجهكِ يا حبيبتي كان جميلا، قاسيا، فنسيتُ أن أنساه.

17.7.22

زر الذهاب إلى الأعلى