نصوص

الليل وغزة

الليل وغزة

بقلم: إبراهيم أحمد قويدر/ غزة 

الليل في معجم العربية الفذة هو الظلمة أو الظلام، وهو من منظور العالم النعيم، حيث الراحة والطمأنينة والسلام. حديث العاشقين في سماءه، الحالمين في نجومه، الساهرين بين هدوءه. الليل يعني كل شيء جميل لديهم، إلا غزة وليلها!

هنا ستجد المذاق الأمر لهذه الحكاية البائسة التي لن تستطيع أن ترويها إن لم تفقد السطوة على قلمك. فيبقى الحبر منسابًا كدماء الشهداء، ليحكي حكاية الليل الطويل، الليل الذي لا ينام فيه أحد، وهم يعدون الثواني بالسنين.

فكيف ينام من حلقت على وجهه الزنانات البغيضة كبعوضة أو ما فوقها؟ فلا هي تعبت من الطيران ولا هو أرهقه الانتظار. الانتظار أصعب ما في الليل، انتظار الشهادة التي نطقوا بها قبل الخلود.

فكلما برق ضجيج لقاذف أو مقذوف (حمد الله) لأنه لم يكن الهدف في هذه اللحظة اللعينة، التي كانت سببًا في القضاء على عائلة بأكملها، لم يبقَ بعدها سوى بقايا الركام وطفلٌ رضيع. لم تشاء له الأقدار بأن يلحق في ركب الأقمار لهذه الليلة. طفل ولد في الليل وماتت أحلامه في الليل.

فهل تعتقد بأنه يومًا ما سيكون أحدًا من الهاربين لسكينة الليل بعد زوال هذه الحرب؟!

زر الذهاب إلى الأعلى