نصوص

المدينة العطشى، التي تطل على البحر

المدينة العطشى، التي تطل على البحر

بقلم: منة سلمان بشير/ فلسطين 

المدينة العطشى، التي تطل على البحر

صَدَفة

أحدق في شاطئ مدينتنا،

مدينة صغيرة متلفة خلفي

ومدنٌ واسعة أمامي.

يدغدغ الموج قدميّ، كأنه يدعوني إليه

يتشبث الرمل بقدميّ، كأنه يشدّني إليها

أغمض عيني، أفتحهما

أحدّق في المدن الواسعة أمامي

أفكر في المدينة المتلفة خلفي

أعيد التحديق في الأزرق اللانهائي

ليتني سمكة، أو حتى صَدَفة

يركلني الموج على شاطئٍ ما

فيعيدني بكل قوته طفلٌ إليه

ليركلني مجدداً

على شاطئٍ جديدٍ عادي

رماله ليست نيراناً

وأطفاله ليسوا موتى.

 

عن المدينة

مدينتنا،

التي تطل على البحر

عطشى

******

في مدينتنا

البحر -أيضاً-

يحترق

******

في مدينتنا

الشيء الذي أغرقهم

كان يسمى

قارب نجاة

******

في مدينتنا

لا شيء يحررنا بقدر الكتابة

ولا شيء يسجننا بقدر الكتابة

******

في مدينتنا

مشهدٌ متكرر

بطله دائماً شهيدٌ جديد

******

في مدينتنا

إما الموت “وهذا يعني نجاة حتمية”

وإما النجاة “وهذه تعني موتٌ حتمي”

******

في مدينتنا

-دائماً-

طفلٌ لا يكبر

******

في مدينتنا

تلقي أعيننا خطاب الوداع كلّما تلاقت

فنحن نعلم

أننا سنضحي رماداً

في أي لحظة

غزة 2023

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى