نصوص

النبلاء.. شعر: كريم معتوق

النبلاء

شعر: كريم معتوق/ الإمارات 

بعدَ أنْ لانَتْ بنا أنيابُ هذا الهَجْرِ

ما ضرَّكِ لو أنّا بَقِينا أصدِقاءْ

وترَفَّعْنا عن اللومِ وعن كلِّ عِتابٍ

كلّما دارَ حديثٌ بينَنا عندَ اللِّقاءْ

فليَكنْ ما بينَنا سرْدُ حكايا

عن جُنونِ الطقْسِ والأسْفارِ

والعُمْلَةِ إذْ يعلو بها السَقْفُ

ولا تعرِفُ سَقْفَ الفُقراءْ

ولنَكُنْ أرْقَى قليلاً حينما نحتَرِمُ الهَجْرَ

فلا نذْكُرُ ساعاتِ التَلاقي

خلْفَ “كانتين ” الدِراسات صباحاً

وعَلى المَقْهى مَساءْ

وسَنرْقَى حينَ لا نأتي على سيرَةِ عيدِ الحُبِّ

والوردِ الذي أُهْديهِ

إذْ ألْمَحُ في خدَّيْكِ ورداً وحياءْ

لا ولنْ أسألَ عَن دبْدُوبِ مِيلادِكِ

كي لا يبْتَدي فيكِ اخْتِناقٌ

وتَغَصِّينَ بريقٍ وتَغَصِّين بِماءْ

ودَعِينا لا نُعيدُ السيرَةَ الأولى برأسِ العامِ

والقُبْلَةَ إذْ نبدَؤُها قبلَ ثَوانٍ

ثُم نُنْهيها بُعَيْدَ العامِ في بضْعِ ثَوانٍ

لتقولي قُبلةٌ قدْ جَمَعَتْ عامينِ حدَّ الانتِماءْ

سنُراعي حُرْمَةَ البُعدِ فَلا أذْكُرُ سِرَّ الضِّحكَةِ الجَذْلَى

مُذِ امتَدَّ ذِراعي وَطَوَى خَصْرَكِ

إذْ مالَ بِلينٍ واشْتِهاءْ

سوفَ نغْدو ليسَ كالأغْرابِ

ما زالَ بِنا مِن ذلكَ الحبِّ الذي

يرفَعُنا ظلاًّ إلى ظِلِّ السماءْ

دونَهُ كلُّ مقامٍ نعتَلي بالكِبرياءْ

ومِنَ الأجْمَلِ إنْ نحنُ التقَيْنا

لا تَرُشّي عِطرَكِ الساحِرَ

كي لا يصْعُبَ الأمرُ فأنْهارُ حنيناً وبُكاءْ

منه ما زالتْ بقايا ،

سوطُ جَلادٍ بصدْري

وبمرعى رئتي ينْخُرُها حين يشاءْ

فاجْعَلي هذا رجاءْ

ومِن الصعبِ بأنْ لا ينثني طرْفي

إذا مرَّ بكِ الشارعُ

لا أحتَمِلُ الفكرَةَ أنْ يجمَعَنا يوماً جَفاءْ

ومنَ الصعْبِ إذا دارَ حديثٌ بكِ

أو يسألُكِ الأصْحابُ

مَن يُرضيكِ بينَ الشُعراءْ ؟

وتقولينَ نزارٌ ، عزّت الطيري ، غُرابٌ (1)

وإذا قالوا كريمٌ

فمِنَ المُبْكي إذا لمْ ترْفِديني بالثَناءْ

نحنُ جاوَزْنا بهذا الهَجْرِ

ما اعتادَ بهِ العُشاقُ في كلِّ فِراقٍ مَرَّ

مِن شتْمٍ وكُرْهٍ وعَداءْ

ماتَ فينا الحُبُّ ؟ أدْري

قد تَوارَى كضَميرٍ ماتَ

من غَيرِ عزاءْ

فدَعِينا نلتَقي مِن غيرِ إعْدادٍ وتحْضيرٍ

ولا أعْطابِ ذِكْرَى

كلِقاءِ النُبَلاءْ

1 الشاعر عزت الطيري والشاعر احمد غراب

زر الذهاب إلى الأعلى