مواضيع

النكبة وحلم الصهيونية بين الترحيل والتطهير 

النكبة وحلم الصهيونية بين الترحيل والتطهير  

إعداد: غسان النزلي 

لجنة بيل اللجنة الملكية برئاسة اللورد بيل التي شكلت للتحقيق في أحداث الثورة العربية الكبرى 1936 أوصت في تقريرها المقدم 8-7-1937 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية و يهودية و إقامة منطقة خاضعة لانتداب بريطاني واقترحت ترحيل نحو 22500 عربي عن الدولة اليهودية المقترحة إلى الدولة العربية المنوي إقامتها مستعملة لفظ التبادل بصورة خادعة إذا لم يكن يعيش على أراضي الدولة العربية المقترحة سوى 1250 يهوديا و مع أن الوكالة اليهودية قد هاجمت خطة التقسيم في العلن بوصفها خرقا لوعد بلفور الا أنها سعت في السر للتفاوض مع الحكومة البريطانية بشأن قيام الدولة اليهودية على أسس أكثر ملائمة فكلا من وايزمن و بن غوريون كانا ينظران إلى التقسيم كمرحلة على طريق مزيد من التوسع و كانا يؤيدان فكرة الترحيل الفكرة التي لم تكن من ابتداع اللجنة ففكرة الترحيل طرحت منذ وصول الحركة الصهيونية إلى فلسطين وظلت مستمرة في الظهور لكن بصيغ و سياقات مختلفة إلى حين تبني بن غوريون حل اللجوء إلى القوة و استخدام خطة التطهير العرقي المعروفة باسم الخطة دالت

تعريف التطهير العرقي : طرد بالقوة من أجل إيجاد تجانس عرقي في إقليم أو أرض يقطن فيها سكان من أعراق متعددة وهدف الطرد هو ترحيل أكبر عدد ممكن من السكان بكل الوسائل المتاحة لمرتكب الترحيل بما في ذلك وسائل غير عنيفة ويحظى هذا التعريف بقبول وزارة الخارجية

وتضيف قائلة أن جزء من جوهر التطهير العرقي هو اقتلاع تاريخ الإقليم المعني بكل الوسائل الممكنة والطريقة الأكثر استخداما في إخلاء الإقليم من السكان في سياق أجواء تضفي شرعية على أعمال المعاقبة و الانتقام و تكون النتيجة خلق مشكلة اللاجئين.

 

و الحركة الصهيونية ارتكبت جرائم تطهير عرقي بحق سكان فلسطين من العرب وليس كما تروج بأن الفلسطينيين تركوا ديارهم بناء على أوامر عربية بالإخلاء فهذا شيء من نسج الخيال و ما حدث على أرض الواقع كان مغير تماما فمحطات الإذاعة العربية كانت على الدوام تدعو الفلسطينيين و بإلحاح إلى الصمود و التمسك بالأرض و الحركة الصهيونية هي من كانت تعتزم بث و ترويج الشائعات و أوامر الإخلاء و اشاعة الخوف و الزعر من عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها عبر الوسائل الاتية : الراديو – المنشورات – حملات الهمس و الوشوشة التي يطلقها العرب أو المستعربين كما ورد في الخطة ج و المطلع على جرائم الحركة الصهيونية ضد شعب فلسطين و الخطة د التي استخدمتها لاقتلاع شعب فلسطين عن أرضه يدرك بالدليل القاطع أن قادة الحركة الصهيونية مرتكبي جرائم ضد الإنسانية و مجرمي حرب و قاموا بعملية تطهير عرقي الخطة د هي جاءت بناء و مكملة للخطة ب وج للتعامل مع عرب فلسطين و إخلاء سكانها في حال لم يتوصل قادة الصهيونية إلى إغلاء السكان عن طريق الترحيل لأحد الدول العربية و بالأخص الأردن و العراق التي ركزت عليهم الكثير من المباحثات و أهداف هذه الخطة السيطرة على مساحة الدولة العبرية و مواجهة العدو النظامي المقصود به هنا الجيوش العربية أو جيوش شبه نظامية تعمل ضد الدولة العبرية من خارج الدولة العبرية أو لها قواعد داخل الدولة العبرية ولإدراك قادة الصهيونية صعوبة حماية الطريق إلى القدس من الناحية الغربية لذلك بدأت الخطة دالت بإخلاء طريق يافا _القدس من القرى الفلسطينية من سكانها وأول مجازر التطهير العرقي في فلسطين بدأ في هذه القرى و قرية دير ياسين أول قرى و مدن فلسطين التي ارتكبت فيها جرائم التطهير العرقي ولم يشفع لها اتفاق عدم الاعتداء الذي وقعته مع الهاغانا فالقرية حكم عليها بالهلاك لوقعها داخل المناطق التي عينتها الخطة دالت أهدافا للتطهير و الهاغانا لم تشترك في قتل أهل القرية و تم إرسال قوات الإرغون و عصابة شيترن لإعفاء الهاغانا من المسؤولية.

بشاعة هذه الجرائم ومساندة بريطانيا للحركة الصهيونية في تكوين مؤسساتها و ترسيخ وجودها كانت العوامل الأساسية لحدوث ما يعرف بالنكبة لكن لا يجب إنكار مسؤولية شعب فلسطين و أخطاءه أثناء إدارة المعركة بل و أثناء إدارة الصراع كله

أسباب وعوامل الهزيمة التي أدت للهزيمة وضياع فلسطين

هناك عدة عوامل رافقت المعركة ضد العصابات الصهيونية منذ بدأ عمليات المقاومة ضدها بتاريخ 1-12-1947 التي اشتعلت على إثر صدور قرار التقسيم 181 بتاريخ 29-11-1947 واستمرت أيضا مع الجيوش العربية بعد دخولها فلسطين للقتال ضد الحركة الصهيونية وهذه العوامل تتمثل في

1_ الصراعات الداخلية : الصراعات السياسية الداخلية بين المجلسين و المعارضين ومن وراءهم الدول العربية التي تقف وراء هذا الصراع ثم بعد مجيء الجيوش العربية الصراع و التنافس بين رؤساء و ملوك العرب وهذا السبب يعد السبب الرئيس لأغلب الأسباب الباقية أن لم يكن أغلبها

2_ الارتجال : كان اليهود أول الأمر يدربون و ينظمون عسكريا تحت ستار المنظمات الرياضية و استمر هذا الأمر إلى مجيء الثورة العربية الكبرى (1936-1939 ) أي عشية بدء الحرب العالمية الأولى فانتقلوا في ذلك الى العلانية وبدأت منظماتهم العسكرية في الظهور خلال السنوات الأولى من الحرب فلما أعلن عن بدأ الحرب العالمية الثانية أقبل اليهود على التطوع في الجيش البريطاني مدفعوين من مؤسساتهم التي دفعتهم لتحيق غايات سياسية و عسكرية و اقتصادية كان في مقدمتها أن يتلقى شبانهم تدريبا عسكريا على نطاق واسع و استغلت الحركة و العصابات الصهيونية ظروف الحرب للحصول على السلاح بشتى الوسائل أما العرب فكانوا يرون هذا و يتخوفون من نتائجه ويشعرون بالحاجة إلى مقابلته بالمثل فعلى الرغم من قوانين الطوارىء و المحاكم العسكرية و استخدام القسوة و البطش على كل عرب يوجد عنده أوقرب بيته سلاح لكن كان هناك وسائل أخرى للاستعداد لخدر الحركة الصهيونية و المخاوف التي تشكلها كالتطوع في الجيش البريطاني كما يفعل أبناء الحركة الصهيونية لاكتساب الخبرة العسكرية لكن كان عرب فلسطين يرغبون عن التطوع في الجيش البريطاني لموقف الانكليز منهم و انساقيا مع العاطفة

وكان من الممكن الاستعاضة عن التدريب و التسليح من الداخل بحركة تدريب و تسليح خارج فلسطين وهو لم يحصل فقد بدأت المعركة ولم يكن لدى العرب أي استعداد لها يعتد به في حين أن اليهود كانوا قد قطعوا شوطا في الأهبة و الاستعداد وساروا في المعركة على أساس الحرب الشاملة تجنيد إجباري عام و قيادة عسكرية فنية و سلطة عسكرية واحدة و تدريب عسكري واسع و سلاح حديث كامل و نقل ألي ضخم و تحصين فني متين و تناسق تام في مختلف الفروع و الميادين و بالإجمال تعبئة جميع القوى و الموارد و توجيهها كلها للحرب و سرنا فيها على أساس ضيق محدود و لم تكن فكرة الحرب الشاملة عندنا واضحة و ظلت فكرة الثورات السابقة هي المسيطرة بوجه عام وقد كانت ثوراتنا الأولى فورات شعبية جماهرية تقوم على التهيج العام فالتجمع فاندفاع الجماهير و انقاضها ثم تطورت فنشأت الجماعة الثائرة أو العصابة و كان تكوين هذه الجماعات ابتدائيا بسيطا فهي تعتمد في تكوينها وإدارتها على شخصية القائد و قوته و نفوذه و لم يكن العنصر العسكري فيها في الغالب شأن و كان سلاحها خفيفا و قديما و كانت وحدات مستقلة تعمل منفردة دون تناسق و انسجام فلما بدأت المعركة أعيد تكوين هذه الجماعات بنفس المواد و العناصر و على نفس الأسس و الأساليب فلا تعبئة عامة و لا جندية و لا عسكرية ولا وحدة ولا شمول ولا تدريب ولا تحصين ولا سلاح حسن

3- التفكك و الفوضى : بدأت المعركة وجعلنا نستدرك النقص و أخذت قوتنا تنمو قليلا قليلا و ربحنا على اليهود جولات أولية حتى خيل إلى البعض لكن نقصا أساسيا في نظامنا الحربي ظل يكون في صفوفنا ثغرة واسعة بقيت مفتوحة حتى دخل علينا منها ذلك أنه لم يكن للمعركة قائد عام في الميدان يديرها مباشرة إدارة موحدة و استعيض عن ذلك بطريقة غريبة في الحروب و بالرغم من أن المعركة واحدة و ميدانها واحد جزء الميدان وأديرت المعركة على طريقة موضعية مجزأة و هكذا دخلنا حربا بدون قائد و حاربنا فرادى في جبهات مفككة كل مدينة تحارب و حدها لا تضمها قيادة ولا يجمعها نظام و فقد من المعركة عامل و الاشتراك و الوحدة و لم يكن فيها نوع من الاتصال و اتحاد بين الجبهات ولا مظهر من الانسجام و التناسق بين العمليات و كان اليهود على العكس من ذلك تماما

4- عدم الشمول : إلى جانب الموضعية المجزأة كانت معركة فلسطين قاصرة على قسم من فلسطين لم تشمل البلاد كلها و لم يشترك فيها أبناء كلهم و حمل أعبائها الذين كانوا يجاورون اليهود و بقي البعيدون عنها إلا حين تدنو الحرب منهم وهكذا فقدت الحرب صفة الشمول غاب عنها أبناء نابلس – طولكرم –جنين والخليل

5- السلاح : ظل الجانب الفلسطيني من المعركة يعاني نقصا خطيرا في السلاح في كميته و في كيفيته و في أنواعه كان السلاح قليلا و رديئا و خليطا مختلف الطراز و كان عند اليهود أنواع منه لا يوجد عندنا منا كالمدفعية الخفيفة التي مهدت لاستيلاء اليهود على المدن العربية و المؤكد أنه لو كان السلاح موفرا للعرب على درجة قريبة من التكافؤ فيه لتغير وجه المعركة و المؤكد كذلك أن إمكانيات تدبير السلاح و الحصول عليه من مصادره لم تكن مسدودة

6- النقص العسكري : كان شعب فلسطين يحارب على طرق و أسس شعبية ولم يكن بينهم في الأكثر ضباط عسكريون ينظمونهم و يقودنهم و يرسمون لهم الخطط و يرسمون لهم الخطط و يديرون شؤون الحرب و يديرون المعركة إلا قليلا من الضباط أرسلوا الى قليل من المراكز في وقت متأخر كانوا المقاتلين يسيرون بقدر ما توحي إليهم الفطرة و غريزة الدفاع عن النفس و كان من نتائج ذلك القوى و الوسائل على قلتها لم تكن تستخدم كما يجب ولو أنها استخدمت كاملا لازادت قيمتها العسكرية

7- ضعف الدفاع في المدن الكبرى : كان الجزء الأهم من المعركة يدور في المدن الكبرى و كان أول ما يجب العناية به الدفاع عن هذه المدن و عن مواصلاتها و الاحتفاظ بها لقيمتها في المعركة لكن أساليب الدفاع عنها فطرية ساذجة وقوى الدفاع فيها ظلت صغيرة محدودة وعند دخول الجيوش العربية إلى فلسطين أهملت تماما كما أهمل فكرة تحرير فلسطين كاملة فالجيوش العربية دخلت فلسطين بنية الدفاع عن حدود الدولة العربية الواردة في قرار التقسيم 181 وحتى هذه الحدود فشلوا في الدفاع عنها واكتفت مصر بقطاع غزة و أخذ الملك عبد الله الضفة الغربية التي كان يحلم بضمها منذ تأسيس إمارة شرق الأردن

8_ البعد عن الهدف الأساسي وهو دحر العدو و التفكير بمصالح شخصية

و الأن سنذكر بعض ما رصده الإحصاء الفلسطيني لأوضاع الشعب الفلسطيني منذ حدوث النكبة و إلى الأن

• إحصاءات عن البعد الديموغرافي

على الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في العام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم 14.3 مليون نسمة في نهاية العام 2022، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، حوالي نصفهم (7.1 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)، وتشير التقديرات السكانية أن عدد السكان بلغ نهاية 2022 في الضفة الغربية “بما فيها القدس” 3.2مليون نسمة، وحوالي 2.2 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 487 ألف نسمة في نهاية العام 2022، منهم حوالي 65% (حوالي 314 آلاف نسمة) يقيمون في مناطق القدس J1 والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967. وبناء على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون 50.1% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 49.9% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية البالغة 27,000 كم.

إحصاء عدد اللاجئين 

أشارت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الى أن عدد اللاجئين المسجلين وذلك في كانون اول 2020، حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني منهم نحو 2 مليون في الضفة الغربية وقطاع غزة.

حوالي 28.4% من اللاجئين المسجلين لدى الوكالة (أونروا) يعيشون في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 “حسب تعريف (أونروا)” ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.

إحصاءات تظهر دور النكبة في جعل غزة أكبر بؤرة سكانية ودور هذا الاكتظاظ السكاني في وضع غزة المزري  

بلغت الكثافة السكانية في الضفة الغربية و قطاع غزة في نهاية العام 2022 حوالي 899 فرد/ كم2 بواقع 569 فرد/كم2 في الضفة الغربية و 6,019 فرد/كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين الى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان، ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اقام منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 م على طول الحدود الشرقية للقطاع وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة حيث بلغت 47%، ويتبين أن معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15-24 سنة بواقع 69% للعام 2021، هذا بدوره ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، مما حوّل ما يزيد عن نصف السكان في قطاع غزة الى فقراء، حيث بلغت نسبة الفقر في العام 2017 في قطاع غزة 53 %

إحصاء بعدد الشهداء و الجرحى و الأسرى

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى 31/12/2022 حوالي 11,540 شهيداً، ويشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2022 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 231 شهيداً منهم 56 شهيداً من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 10 الاف جريح

بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي 4,900 أسيراً حتى نيسان العام 2023 (منهم 160 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 31 أسيرة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2022 باعتقال حوالي 7,000 مواطنا في كافة الاراضي الفلسطينية من بينهم نحو 882 طفل و172 سيدة، فيما بلغ عدد اوامر الاعتقال الاداري بحق مواطنين لم توجه لهم أي تهمة 850 امرا.

كما تشير البيانات الى وجود 554 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و1000 معتقلا إداريا، كما وتشير البيانات الى أن اسرائيل تعتقل ما يزد

على 700 أسير من المرضى وأربعة أسرى من النواب بالمجلس التشريعي، بالإضافة لوجود 23 أسيراً اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993 وما زالوا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية. ويتضح من البيانات أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 237 أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي بحق الأسرى، وتشير البيانات إلى استشهاد 114 أسير منذ أيلول عام 2000، وقد شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية حيث استشهد سبعة أسرى، خمسة منهم نتيجة الإهمال الطبي.

سرطان الاستيطان

بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2021 في الضفة الغربية 483 موقعاً، تتوزع بواقع 151 مستعمرة و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و163 بؤرة استعمارية، و144 موقع مصنف أخرى وتشمل (مناطق صناعية وسياحية وخدماتية ومعسكرات لجيش الاحتلال)، أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 719,452 مستعمراً، وذلك في نهاية العام 2021، وتشير البيانات أن معظم المستعمرين يسكنون محافظة القدس بواقع 326,523 مستعمراً (يشكلون ما نسبته 45.4% من مجموع المستعمرين)، منهم 239,951 مستعمراً في منطقة J1 (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي اليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967)، يليها محافظة رام لله والبيرة بواقع 143,311 مستعمراً، و95,279 مستعمراً في محافظة بيت لحم و50,067 مستعمراً في محافظة سلفيت.

أما أقل المحافظات من حيث عدد المستعمرين فهي محافظة طوباس والأغوار الشمالية بواقع 2,629 مستعمراً وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، وشهد العام 2022 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية حيث صادقت سلطات الاحتلال على نحو 83 مخطط استعماري لبناء أكثر من 22 ألف وحدة استعمارية في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس.

 

المصادر

• كتاب قرن على الصراع العربي الإسرائيلي للدكتور ماهر الشريف

• كتاب التطهير العرقي في فلسطين لإيلان بابه

• مقال الخطة دالت مجددا لوليد الخالدي

• كتاب النكبة أسبابها و علاجها

• النسب الصادرة عن الإحصاء الفلسطيني

زر الذهاب إلى الأعلى