نصوص

الغرق عندَ أبوابِ الأمكنة: رزان أبو مازن

الغرق عندَ أبوابِ الأمكنة

بقلم: رزان أبو مازن

قبلَ الانجرافِ إلى الأبوابِ التي يكونُ منْ المتوقعِ تحسسها وتأمل لمعانها الأوّلي ، دائما يكونُ هناكَ الشكَ المبهمَ أحيانًا واللاواعي في أحيانٍ أخرى.

ليسَ الجميعُ قادرٌ على طرقِ الأبوابِ تخوفًا منْ الغرقِ، هذا قبلَ أنْ يحينَ وقتُ الدخولِ إلى عالمٍ بعدَ الطرق.

كانَ يأتي على المرءِ وظيفةَ ما ويخوضُ في بحرِ التوقعاتِ والحسِ الشعوريِ منْ التألمِ والترددِ منْ أنْ تكونَ كلُ الطرقِ مثلٍ بابِ الفزعةِ الأولى لأولِ وظيفةٍ، يغرق عندَ البابِ قبلَ التجربةِ الثانيةِ التي قدْ تكونُ فيها الوفرةُ الكثيرة.
القالبُ العامُ لنا كبشرٍ معرضونَ للتجربةِ وللخوضِ في معركةٍ ، إلا أنَ مدتها لنْ تطول.

طبيعةُ النفسِ البشريةِ ربما تفشلُ في المحاولةِ الأولى في بدايةِ حبٍ جديدٍ أوْ فكرةٍ لبناءِ خطةٍ مستقبليةٍ، لكنَ التجربةَ تبقى درسا يستفادُ منهُ بطريقةٍ يعلمها اللهُ، والحكمةُ نور وعلى الإنسانِ تمعنَ معناه.

الأبوابُ مشرعةً على مصراعها كلَ آنٍ وحين، أحيانا تبادرُ هيَ في الطرقِ لتحسنِ الإصغاءِ ولا تضيقُ وأنتَ ترجوا بابًا ليسَ لك.
الوهمُ آتٍ عندَ كلِ مرحلةٍ يقفُ عندها الإنسانُ غائبٌ فيها عنْ التجربةِ خائفٌ منْ كونِ المرحلةِ كمرحلةِ فلانٍ ، وهنا يبدأُ الغرقُ رويدًز رويدًا.

  • كيفَ يكونُ شكلُ الغرقِ؟
    التفكر في النتيجةُ السابقةُ، وارتفاعَ مستوى التفكيرِ الذي يصلُ بالمرءِ إلى التراجعِ وغلقِ البابِ، وربما وضعُ استراتيجيةِ ما للوصولِ للمبتغى . . . هذا كلهُ قبلَ المرحلةِ الجريئةِ التي يظنها.
  • كيفَ تكونُ نفسُ الإنسانِ قادرةً على إغراقها؟
    إذا كانتْ متشبثةً في حلقاتِ الماضي موهمةً نفسها معرفةَ المستقبلِ وما يخبئُ لها الغد.

قالوا لنا تفكروا قبل النومِ أوْ الزواجِ أوْ الكلامِ أوْ أيِ شيءِ ما، لمْ تكنْ كلمتهمْ أنْ نغرقَ عندُ عتبةِ الأماكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى