الْبِداياتُ ظِلّ النّهايات.. “في الحرب وعنها”

الْبِداياتُ ظِلّ النّهايات
بقلم: رنا أكرم
الْبِداياتُ ظِلّ النّهايات..
عَلى مَرْمى قلبٍ راجفٍ، ورَشْقْتيْن.
أُطْلِقَتْ رَصاصَةُ الرّحمة!!
وطارَ الحَمام..
تهلّلتْ بقايا المَآذن، وتعالت بالتكبير الجدران..
تِلكَ الجَميلةُ التي فقدَتهُ حبيباً وسيماً..وطيلةَ
أَحدَ عشرَ موتاً تخدّرتْ بالوَجع، تمد يدها إلى الفراغ..
هل حقاً غادرَها مخلفا كُلّ الوُعود؟؟
أَوَ ليْسَ عِندَ وُعودِهم الصّادقون؟
على مرمى قلبٍ راجفٍ..ورَشقَتين!!
أُطْلِقَتْ رَصاصَةُ الرّحْمة..
وأُمّي تعودُ ذاكرَتُها ، تَتَحسّسُ أبناءَها،
مَن رَحَلَ مِنهُمْ على جُنَحِ الشّظايا،
ومَن بقيَ تحتَ رُكامِ بيتٍ ذي طوابق ثَلاث.
أَتُراها سَتَعودُ ومَعَها اثْنَينِ فَقَطْ؟؟
لَقدْ كانوا ثَمانِية ، أَقمارٌ ثمانية.
خبأتهم في ثنايا قلبها ، لكنهم اِغْتالوا قَلْبها
دونَ فُرصةَ الْوداع.
عَلى مَرْمى قلبٍ راجفٍ ، ورشقتين.
أُطْلِقت رَصاصةُ الرّحمَة..
وجارُنا يضرِبُ أَخماسَهُ بالْأسداس ،
كيف سَيُسدّدُ فاتورَةَ ديْنِه لِلْحَياة؟؟
زوجةٌ وَبيْت ، وأبناءٌ أربعَة ،
قبّلوا تُرْبَ الْأرْضِ..
وتَرَكوهُ وحيداً مع فاتورة الدين ،
والكثيرَ الكثيرَ من الذّكْرَيات..
على مَرْمى قلبٍ راجفٍ ، ورشقتيْن!!
أُطلِقتْ رصاصَة الرّحمة.
أَوَ حقاً لمْ يأتِ العيد؟؟
هل تأخّر عن موعِدِه ، وسَيأتي مرةً أُخرى بميعادٍ مَضبوط؟؟
فَمن سيُلبِسني ثيابيَ الْجديدة التي اشْترتها لي أمي ، وأنا في المشفى وحيدة؟؟
تقول قريبتي الصغيرة..هي بعطب ذاكرة لم تع بعد أن أمها ما عادت هنا..إنها في الجنة ..والملتقى حتماً هناك!!
على مرمى قلب راجف..ورشقتين!!
أطلقت رصاصة الرحمة..
أراه يطل عبر الشاشات.. ضاحكاً حتى الوجع!!
لقد كانت بالأمس القريب هنا..كانت خائفة..وكان يحدثها ..يبثها أمنا ويعلم أنه كاذب فلا يشعر به أبدا هذا الأمان..وينقطع الكلام..يفر قلبه من بين أصابعه ..يركض خلفه..يسمع حسيس النار..
يجلس مع ظله ..يقلب فستانا بلون الياسمين..هو ما تبقى من صبر السنين..يجلس ضاحكاً حد الوجع!!
على مرمى قلب راجف..ورشقتين!!
أطلقت رصاصة الرحمة..
وكان الكل هنا..منذ البدايات هنا!!
ومع صافرة أخيرة..
هم ما زالوا حقا هنا..
البدايات ظل النهايات..والبدء وجع الخاتمة!