ثقافة

بورتريه: العمل الذي تربع على عرش الدراما السورية في السنوات الأخيرة.

بورتريه: العمل الذي تربع على عرش الدراما السورية في السنوات الأخيرة.


خاص اليمامة الجديدة – دانا أبو زيد

بورتريه مسلسل سوري متكامل أعاد إلى الدراما السورية بريقها، العمل من النوع الاجتماعي الرومانسي، إنتاج عام 2020م، عرض خارج السباق الرمضاني وحقق جماهيرية واسعة، أنتجته شركة إيمار الشام التي نجحت بالاعتماد على طاقة الشباب في نجاح مشروعها، حيث قدم الكاتب: تليد الخطيب نصاً يجذب المشاهد لأحداث غير متوقعة، يروي فيها قصة حب بين “ريما” و “حازم ” بدأت منذ اللحظة الأولى، هذه القصة التي تربطها خيوط الماضي المليئة بالأحقاد بين عائلتهما والتي ستلقي بظلالها على مستقبل علاقتهما، وما يتبع هذه القصة من أحداث درست بعناية، وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة مثل فضية الفساد، وبالطبع نجاح النص يعتمد على الحوار الذي طرحه الكاتب بأسلوب السهل الممتنع بسلاسة وإتقان و بعيداً عن الملل والتكرار.

وبالانتقال إلى قبطان السفينة المخرج الموهوب باسم السلكا نجد تناغماً في الانتقال بين عصرين مختلفين ومعالجة للأحداث الدرامية بأدق تفاصيلها مع مراعاة لعقل المشاهد في اختلاف الأزمنة، العدسة التي حولت القصة إلى شخصيات من نوع مختلف، أدخلت المشاهد في تناقضات من المشاعر بين الحب والكره
والتعاطف الممزوج بالنقض لا يمكنك إلا أن تحب وتكره في ذات اللحظة كل شخصية من شخصيات هذا العمل والملفت هو الجهود الجبارة في إخراج أفضل صورة لكل ممثل لتخرج البورتريه المتناسقة للمشاهد.

وبالنظر إلى الأداء التمثيلي نجد الممثلين جميعهم كانوا أبطالاً لهذا العمل بدءاً من الممثل فادي صبيح الذي لعب بحرفية دور “أيهم”
وهو ضابط قديم يتحول مع الوقت إلى مسؤول فاسد، يعيش صراعات مختلفة مع ابنته “ريما” وخالتها “رندة”، حيث نرى الشخصية المتسلطة والأب الحنون في ذات الوقت.
الممثلة مديحة كنيفاتي لعبت برقة و جمال دور “رندة” الفتاة التي هربت من بطش أبيها وقررت شق طريقها بنفسها، المتمردة الحائرة بين قصة حب تجمعها مع “إياد” الرجل المتزوج و بين “أيهم” الرجل الداعم لمصالحها و ما تمر به الشخصية من تحولات عبر الزمن.
الممثل أكثم حمادة الذي أدخلنا في دوامة من المشاعر المتناقضة تجاه شخصية “إياد” الرجل العاشق ل”رندة ” والمتزوج تقليدياً من “نوال” الزوجة التي فرضها والده عليه، الرجل المحب لأولاده
وعائلته و الخائن لزوجته، الذي ينظر بعين المذنب والمسكين في ذات اللحظة.

الممثلة التي تدهشنا دوماً تولين البكري أدت دور “نوال” الزوجة التي تحب عائلتها و زوجها للحد الذي يجعلها تتناسى خيانته، الزوجة التي تكره أن تظهر مكسورة و تحتفظ بجرحها في داخلها .
الثنائية الرائعة جمعت بين الممثلين الشباب هافال حمدي “حازم”
وترف التقي “ريما” وتسلسل الأحداث بعذوبة وكيمياء لطيفة لقصة حب استطاعت أن تصمد حتى النهاية برغم ما حملته من ندوب
وأحقاد قديمة.
و لا ننسى اجتماع الممثلات الشابات اللواتي أضفن روح المرح
والرقة للعمل، وهم: نوار يوسف التي لعبت دور زينة ابنة عم “حازم” و صديقة “ريما”، جفرا يونس التي لعبت دور نسرين الفتاة الطيبة والقوية التي أحبت “حازم” من طرف واحد.

أخيراً بورتريه عمل درامي متكامل ويحمل العديد من القضايا المهمة، فالشكر لكل صناع العمل وأنصح بمشاهدته، فهو من الأعمال التي تبقى محفورة في الذاكرة دوماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى