نصوص

لديّ أنتِ و لديّ الربُّ أيضاً.. نص: عامر الطيب

لديّ أنتِ و لديّ الربُّ أيضاً

نص: عامر الطيب/ شاعر عراقي 

لديّ أنتِ و لديّ الربُّ أيضاً

و كلاكما يوجبان عليّ أن أوفر لهما

عاطفةً غير شائعة

و أوليهما الرعاية

مع أنهما أعظم و أشد شجناً مني

مع أن جراحي ذرات صغيرة

في جرحهما العتيق

و من أجل ذلك فأنا مخير

بين أن أحبّ الرب

لأفكر بك مطولاً

أو أفكر بك قليلاً لأحبّ الرّب.

عندما التمعتْ عيناكِ

كان البكاء يرغب بإسكات الينابيع

عندما ارتعشتْ شفتاكِ

كان الكلام على امتداد من استغرق بالصمت

طوال رحلته

عندما اجتزتِ الظلال

عندما لمحتِ المسكن في الأفق

كانت الأرض مغطاة بخطاك

عندما أردتُ أن أنهي أشياءً تسربت نحو حياتي

في غفلةٍ

وجدتُ قصة حبك غابرة لدرجة

أنها قد تبدأ غداً.

مراراً ظننتُ أن النجوم

يمكن أن يسعها دولاب الغرفة

خبأتُ كل شيء

من أجل أن أطلق صراخ الولادة الرحب

لكنّ يداً كبيرة ضمتني

بين أناملها لأكون الحجر

الذي يتفتتُ،

مراراً ظننتُ أنني سماء وحيدة

تفرغ

لتمتلئ غيوماً و ضباباً و أسى.

ولدتُ لأرى صورتي

في المياه

لأسمع غناء جندي خائب يمضي رفاقه

لمخاطبة حبيباتهم،

ولدت لأقول هذا ليس جيداً

لمن يعدمون الضحايا دون محاكمة

لمن يحرقون السنابل

و يتلفون المجلات

ليس هذا مثالياً

لمن يضيئون حياتهم الطويلة بالشموع

و حيواتهم الصغيرة

باللهب.

ما هو لديك الآن لتحب

هو ما لن يكون لديك

في الأيام القادمة لتبدو منسياً.

سأتوجع إثر غيابك

لكن التلال ستكون نائية ، البكاء سيكلفني

خسارة دمعة واحدة

سأطير باستثناء أن أجتاز

زمننا الصغير ،

لكن حياتي الخفيفة ستتوارى

في الأنهار البعيدة

بثقلِ حجر

أتأخر زيادة

أجيء مبكراً،

أبدو مثالياً

أعتاش دون عاطفة آمنة،

أرحل ،ألتفتُ

أقوم أستبسل أختبئ ..

أنتصر مزهواً بهزائمي

أحبك قاحلاً كالصحارى

أتتبعك مندهشاً كالأزهار ..

أفتح النافذة

لأرى الدخان للمرة الأخيرة

أوصدها

لأن المداخن ستتذكرك إلى الأبد.

كما لو أن بفمي

اسمك فحسب ، أتردد عند قول كلمة

مدركاً قدر قوتي

و حناني

كما لو كانت الينابيع

وحيدة،

الأشهر غير مأهولة حتى نلتقي

كما لو أن حبك

يقفز من عمارة مجهولة نحو حياتي الطفيفة

يغلق الشوارع فجأة

و يطفئ أضواء السيارات.

طيور برية نبهتني

عبر صياحها إلى أنني مددتُ

يدي فلم ألامس كتفاً،

همستُ فلم أتلق التحية،

شيء ما حولي

لم يعد يبهجني

موت يدب خافتاً

لكني لا آخذ حركته الخاطفة على محمل الجدية

لأموت.

أعددتُ الغائبين فلم أجدك بينهم ،

الحاضرين فلم تكن منهم،

الجرحى الصغار

لم يسمعوا بك،

العشاق في كل وجهة

فلم تسعني الحياة لأن أستدل عليك

لكن ذلك لم يمنعني من

أن أحبك دون أن تكون لك حياة خاصة

أن أفتح كتب الأساطير المجهولة

و أعيرك أيامَ الموتى.

عندما عصبوا عينيه

و أدرك عبر قدميه أن الحبل

سيلتفُ على رقبته

استحضر شيئاً مما لم يكن

يخطر على باله..

همس باسمك

عبر تحريك شفتيه

رأى أنك بجانبه

فمات متأكداً من أن ثمة أصواتاً

لم تكن مسموعةً تهبه الطمأنينة

من أن حياته تومض

للمرة الأخيرة مثل حصى.

بأفضل ما أستطيع

بأشد ما أرغب

و بأقل ما أستوحش من جسدي الحي..

بأقصى الأماكن

في المنسوب العالي

للمياه

وفي الجفاف..

في عظامي الرطبة حيث يغمى علي

فيدفونني معتقدين

أنني متُّ..

بمواجهة الظلام هناك سأراك

عالقةً في أقدم أيام العالم.

خذ ما يلزمك مما يكفيك

أو ما يكفيك مما يلزمك

تلك هي نصائحي في الكتابة

وفي النسيان

وفي الظفر

وفي ثلاثة أشياء أخرى.

عندما كان الحب بعيداً

على الجبل الجليدي كان أخوتي الصغار

ينتظرون توقف المطر

ثم يلوحون له،

أمهاتنا كن يجعلنه

للرعب،

الآباء يلفقون الشائعات عنه،

ننظرُ نحوه و المصابيح ترتعش

بأيدينا

و الشموس تغرب في حيرة

لكني كنتُ قد أحببتكِ

حتى عندما كان ثمة احتمال ضئيل

بأن ينزل الحبّ من الجبل.

زر الذهاب إلى الأعلى