تاريخثقافة

كتاب الأغاني: موسوعة تاريخية وفنية تضيء روح الأدب العربي 

كتاب الأغاني: موسوعة تاريخية وفنية تضيء روح الأدب العربي

عبد القادر رالة- اليمامة الجديدة 

عندما يُذكر مصطلح “الأغاني”، يتبادر إلى الذهن اسم أبو الفرج الأصفهاني. وعندما يُذكر اسم الأصفهاني، يتبادر إلى الذهن مباشرة كتاب “الأغاني”…

وبالرغم من أن ابن النديم وغيره قد سجلوا لأبي الفرج الأصفهاني أكثر من عشرين كتابًا، إلا أن كتاب “الأغاني” كان الأكثر شهرة وانتشارًا في الشرق والغرب، في الزمن القديم وحتى في يومنا هذا، ولقد اهتم به الباحثون العرب وغيرهم من المتخصصين في الثقافة العربية من مختلف أنحاء العالم…

واستمرت أهمية “الأغاني” من جيل إلى جيل، واستفاد منها الأدباء والمؤرخون والمثقفون بشكل عام. ومن النادر أن يُعثر على باحث في تاريخ الأدب العربي لم يستعن بهذا الكتاب، بل هناك من استغنى عن سائر كتب الأدب الأخرى واعتمد عليه…

وأعتمد الدكتور طه حسين بشكل كبير على هذا الكتاب وأعطاه أولوية عن غيره من مصادر الأدب العربي القديم. وفي الماضي، وصفه العالم ابن خلدون بأنه “ديوان العرب”، واعتبره مجموعة متنوعة من أجمل مميزات الشعر والأدب والغناء والتاريخ وجميع جوانب الحياة، ولم يوجد كتاب آخر يماثله في ذلك، وهو الهدف الذي يسعى إليه الأديب ويتطلع لتحقيقه…

وكانت شهرة كتاب “الأغاني” تأتي من شموله وتنوعه، حيث يضم أخبار الشعراء والأدباء والجواري والوراقين والمغنين والملوك والأمراء. واعتبر كتابًا موسوعيًا يحتضن الأدب العربي في العصور الجاهلية والأموية والعباسية، ويقدم نظرة شاملة لتاريخ العرب السياسي والثقافي والاجتماعي منذ الجاهلية وحتى القرن الرابع الهجري…

ومع ذلك، تم تبني منهج الكتاب على التركيز على الأصوات بدلاً من ترجمة الشخصيات أو تسجيل الأحداث. يهدف هذا المنهج الفني الغنائي إلى تفسير الأصوات وينتهي بتحليل القصائد والحديث عن الشاعر والزمان الذي عاش فيه والبيئة التي نشأت فيها…

ويتفق النقاد على أن هذا المنهج كان جديدًا ولم يسبق لأحد استخدامه، حيث اعتمد على الروايات حتى وإن كانت تتعارض في بعض الأحيان. الهدف كان توثيقيًا، حيث ذُكرت الروايات حتى تلك التي تتناقض مع بعضها البعض. وهذا جعل العديد من الباحثين يشير إلى عدم الاعتماد الكامل على الكتاب أو الثقة المطلقة فيه للتأريخ الدقيق أو بعض الأحداث التاريخية…

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى