نصوص

حائرات.. فقيدات الشغف والأمل

حائرات

بقلم: فاتنة علي جعفر/ سوريا

كلنا نفتقد إلى ذاك الكم الهائل من ضخات الدم من القلب وللقلب،

كلنا فقيدات تلك الأحاسيس الفطرية العفوية الخالية من المنطق والآمه ومن اللامنطق وآثاره…

فقيدات إلى الأرواح العارية تماماً من التّلبس بالعيب والحرام والمجتمع وآثامه…

فقيدات الشعور واللاشعور، فقيدات الأنا والهو وكل ما هو بالنفس من معنى…

فقيدات الذات والعقل والقلب ذاك الثلاثي اللعين…

بل كلنا فقيدات الأمن والأمان، السلام والاستقرار، فقيدات الحب والأحضان، فقيدات الشغف والأمل…

بل كلنا شهيدات الحرب..

نحن اللواتي فقدنا ما فقدناه في أيام تخلو من الحياة..

ناظرات متأملات حالمات وكأننا راقصات باليه على مسرح نسي حتى الجمهور الحضور إليه…

نرقص وحدنا على خشبه الألم…أي على خشبة الإنتظار المؤجل..

فقيدات للضحكات والأيادي البيضاء والنوايا الطيبة والسلام الطاهر…

وكأننا دمى عرائس وراء كواليس لم تُرى إلا من خلف ستارة نخبئ بها خيباتنا ونظرات الخوف والوجع والقلق…

نتراقص بأصواتنا لنحمي أجسدانا من غرائز إخواننا أولاد أدم تلك الأجساد الشهوانية…

فاقدات الحركة في مكان ثابت، لعلّنا صاحبات كرامة وعزة نفس ترغمنا لترك مالا يناسبنا من مكان وأناس، لنسعى للحركة إلى مكان أشبه بالأمان إلى حد ما…

وكأننا خلقنا للسعي وراء أشباه الناس والأمان، وللهروب دوماً من أشباه الرجال…

نحن اللواتي خسرنا ما خسرناه وفقدنا ما فقدناه وما زلنا نسعى…

نحن ما نسمى بجيل فقيدات الحياة والحب…

وشهيدات الحرب والحلم…

زر الذهاب إلى الأعلى