نصوص

دائماً مع النهاية… نص: زيرفان أوسى

دائماً مع النهاية

بقلم: زيرفان أوسى / شاعر كردي من العراق

(١)

أيتها النهايةُ

في أعماقي غير البعيدة

أُحسُّ بقبضتك

التي تُفرغُ كل قواك فيها

أُشاهدُ الجثث وهي تومضُ

في فضاءك

لم يكن حضورك

سوى عناقٍ وهميٍّ

لم يكن غيابك سوى سكين

في يد خائفٍ

يحاولُ في الردهات الختامية

أن يظهر مثل أميرٍ وحيد

أنت زجاجة مكسورة

أترددُ إليك

حين أرى وجوهاً

تشظتْ إلى حقولٍ

أنت تذكرة قطار قديمٍ

إلى قريةٍ في سفح جبلٍ

أيتها النهايةُ

أنت لا شيء مثل الحرب

أنت شيء مثل الحب.

(٢)

النهاية تمضي مثل ظلالٍ مبتورةٍ

في القصائد

في الأشواك

لكنها تبقى الفكرةَ الوحيدة

لنُحقّق من أجلها الحياة.

(٣)

ساعاتٌ من الحلمِ

نجونا منها

لنختبئَ في الأصواتِ.

(٤)

النهايةُ ليست قريبة

إنها تهلعُ في الأسطورة

كي تحيا

في الأحجار ودُمى الأطفالِ.

(٥)

” مجهول”

تلك الكلمة التي تصحبُ معها، جميع ما كُتبَ في الحب.

(٦)

أعوامٌ من الموسيقا، لا تكفي

دع الأوردة

ترسمُ

دع الدمع

في الأمكنةِ المهجورةِ

يسقي

دع الأيام الماضية

تتخذ من الشعرِ طريقاً.

(٧)

أنا سحاب

بعد أن جفّت البحار في عيني

في مديحٍ أبديِّ للماءِ

تحيط بي النوارسُ

أنا ثلمةُ في جدارٍ

أرى الأرض

تكسو نفسها بالعيوب.

(٨)

إنّهُ الخفيُّ يضيءُ

قبل أنْ نولد من الأسماءِ

إنّهُ الخفيُّ يقتلُ

داخل كل شَيْءٍ

يمكن أن يتحوّل إلى يقين.

(٩)

أوّل مشهدٍ للانتباه الحر

كنتُ أصغر من فقاعةٍ

أفظع من غزوة.

زر الذهاب إلى الأعلى