حقاً أهم يجعلونك سعيدة؟

حقاً أهم يجعلونك سعيدة؟
بقلم: فاطمة ياسين/ لبنان
حقاً أهم يجعلونك سعيدة؟ سُئلتْ امرأة ثلاثينية “حسناء” هل هم يجعلونك سعيدة؟
❗صديقك المُفضّل الذي يُمازِحُكِ
قالت: لا
❗زوجك الذي يُحبك، هل يجعلك سعيدة ؟
قالت: لا
❗طفلك الجميل الذي يُداعِبُك ، هل يجعلك سعيدة؟
قالت : لا
❗عصفورك الذي ينشُد لكِ، الذي يعزف سيمفونيته هل يجعلك سعيدة؟
قالت : لا
❗الشتاء، والمطر ورائحة التراب، تحتضِنُكِ ريحُ المواسِم فتبتسمين، هل تجعلك سعيدة؟
قالت: لا
كيت وكيت وكيت…جميعهم يجعلونك تفرحين، هل يجلبون لكِ السعادة؟
قالت: لا، لا ..لا
إذاً؛ أيتها السّاحِرة اللطيفة ، الجميلة هل أنتِ لستِ سعيدة؟
قالت: لا
لقد احترتُ فيكِ أيُّ امرأةً أنتِ؟
أجابتْ: ” ببساطة هم لم يجعلوني سعيدة، لأنني عاهدتُ نفسي منذ طفولتي أن أُسعِدَ نفسي بنفسي لذا انا سعيدة الآن وفي كل الأوقات وسأبقى هكذا الى أن يفقدني الموت الحياة” .
وهؤلاء جميعا الذين ذكرتهم لي.. هم فقط إضافة جميلة لحياتي، وجزءٌ لا يتجزأ – منها.
يجعلونني أشعر أنني أملكُ سعادتي الكاملة وليس بالمُطلق ، وبعد، وأستطيع منحها لهم قدر المستطاع .
لذا أنا سعيدة بنفسي، ومع نفسي، وأستطيع صنع سعادتي لذاتي. ولم أحتاجها بالمُطلق ولا اطلبها لجودة توفرها معي في جسدي وروحي وقلبي وعقلي وذرات الكيمياء التي تتناثر وتتجول حولي وفيني .. لذا وجود الناس معي هم جزءٌ من مواسمٍ وفصول ووجودهم أضاف أشياء جميلة. ورحيلهم، لن ينتقص من سعادتي..سيجعلني أتألم ، أحزن،..
بعدها أتماثل بالتشافي وأنسى ، لكن سعادتي لن ترحل منِّي لأنها كامنة بداخلي ولستُ بحاجة لقطع مسافاتٍ بعيدة للشعور بها. ولستُ ممّن يطلبونها بنيّة التمني، الطلب، الرجاء، ..
لا أتسول الحب ولا أنتهلُ العفو ولا أتذمر لمجرد أي تغيير أو تحول من الآخرين نحوي.
لا أعرفُ الخسارات بل أستمتع بالربح الذي يتمخطر نحوي، الذي يتباهى بأبهة الثياب نحوي، الربح الذي يزدان نحوي الذي يحوطني حينما أنتصر على ذاتي في كل جولة.
لذا أنا هي تلك الحسناء التي أخبروك عني حيثُ استطاعت التقاط سعادتها بلباقة بعيداً عن البشريين والأمكنة والأزمنة…
أنا نسخة منهنّ إنهنّ موجودات بالفعل لسنا نساء غبيات لنقع في أفخاخ المُستحيل.
لكننا قلّة تلك جوهرة نادِرة لن يُدركها الكثيرون.