خاص اليمامة.. الوقفــــــة نـــــــــار: ياسر دحي

مقتطفات من مجموعتي النثرية
أغاني النفري
الوقفــــــة نـــــــــار
بقلم: ياسر سعيد دحي
سيمشي بــــــــــــــــــــــــــــــك معـــــــــــــــــــــــــــــك،
هذا الذي خـــــــــــرج منــــــك
ليتبعـــــــــــــــك.
إن لــــــــــــــــــــــــــــــــم تـــــــــــــــرني في الأضداد، لـــــــــــن تعرفني.
اذهب عنك، تجدُني، تعــــــــــــــــــال إليك، أختفـــي.
أنا بين كـــــــل شـــــــيء وبينــــــــــــك،
أنا فــــي كــــــل شــــــيء و “أينك”.
وقال لي:
الأين حجــــــــــــــــــــــــــــــــاب.
والعلةُ آفــــــــــــــــةُ من لم يرني.
ستراني حينما لا تكن “معك”.
فـــــــ “معك” ســـــــــــــــواك.
بعدد نفــــي ما ســـــــــــــواي تجـــــــــــــدُني.
“السوى” آفــــــــــــــة من لـــــــــم يـــــــرنــــــــــي.
وقال لي:
كل طريق إلي، طريق إلى الطريق، وابتعاد عني.
سالـــــــــــك الطريــــــــــق إليـــــــــه يدعــــــــو،
ولــــــــــــيس لــــــــــــــــــــــــــــي.
تعال، لا تكن معــــك،
تعال، لا تكن منــــــــكَ.
تعال، لا تكـن بــــــــــــــــك.
تعال، لا تكن فيـــــــك.
تعال، لا تكـن عنــك.
هكــذا تـــــــــــــأتي إلي.
إن نَفيتـــــــــني أَثبتــــــــني،
وإن أَثبتني نَفيتني.
لا فـــــــي النفـــــــي لا فـــــــــــــي الاثبــــــــــــــــات تجدُنــــــــي.
الإثبات، النفي، منك، وفيك، وعنك، وبك.
وقال لي:
الدليل منــــــك، الدليــــــل حجابــــــــــك عـــــني وعنـــــك.
بعدد خطـــــــــــــــــــــوات دليلِك إلـــــــــــــــــي
تبعدُ عنـــــــــــــــــــــــــــــــي.
لــــــــــــيس بينــــــــــــــــي وبيـــــــــــــن البيــــــــــن بيــــــــــــن.
صفاتــــــــــك عاداتــــــــــــك،
عاداتــــــــــــك عادياتــــــك،
عادياتـــــك أعـــــــــــداؤك.
يــــــــــــــزداد معرفـــــــــــــــــــــــــةً ذاك الــــــــــــــــذي
لا يعــــــــــــــــــــــــرفُني.
المعرفــــــــــــــــةُ
آفـــــــــــــــةُ
العــــــــــــــــــارف.
الدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوعُ شمــــــــــــــــوع
والعادةُ قفصُ المعتاد.
وقال لي:
أنت هشيم كلِّ شيئ، فاضرم النار عليك كي تراني.
كي تـــــــــــــأتي إلـــــــــــــي،
“إذهب عنك”.
“إذهب عنك”
تجــــــــــــــــــــــــــــــــــــاورُني.
“إذهب عنك”
تجدُنــــــي بـــــــــــــي.
من رأى الحب في كـــــــــــــــــــــــــــــل شـــــــيء
فقـــــــــــــــــــــد رأى،
ومن رأى فقـــــــــــــــــــــــــــــــد رآنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي.
بدايةُ الحبِّ، استواءُ الأضدادِ.
أنتَ منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكَ.
أنت حـــــــــــــــــــــــدُّ نَفسِــــــــــــــكَ
وأنت حِجابُك عنكَ.
الاســــم،
المعنـــــــــى،
فخــــــــــــاخٌ ومِصيـــدة.
الحــــــــــــــــــــــــــــرف غــــــــــــــــــــــرق ُكـــــــــــــــــــلِّ شــــــــــــــــــــــــــيء.
هاويةُ كلِّ شيء.
وقال لي:
بالرؤيـــــــــــــــة ستجــــدهُ صامتــــــــــــــــــا،
وبالحجــــــــــــــــاب ستجـــــده ناطقــــــــــــــــــــا.
لـــــــــــــــــــــم يرنـــــــــــــــــــــــــي من رآنـــــــــــــــــــــــــــي بِعلمــــــــــــــــــــــه،
ولــــــــــــــــم يَعرِفَنــــــــــــي من عَرَفَنـــــــــي بمعرفتـــــــــــــــــــــه.
تعــــــــــــــــــــــــــــــــال دون علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم،
تعــــــــــــــــــــــــــــــــال دون معرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة،
تعــــــــــــــــــــــــــــــــال نـــــــــــــــــــــــاراً
أشعلت الحرائقَ في كل شيء.
وقال لي:
وحــــــــده الــــــــــــــــواقفُ في “الآن”
يرانــــــــــــــــــي.
إنما أنت حـــــــــدٌّ، وصفـــــــــةُ الحد “هنــــــــــــــــــاك”
و الـــــ”هنــــــــاك” مكــــــانٌ، والمـــــــــــــكان يتجــــــزَّأ،
والمتجــــــــــــــــــــــــــزئ يتغير، والمتغيرُ يفـــــــــــــــــــــــــــنى.
وقال لي:
كلما قلَّ الكلام اتسعت مساحة “الآن”.
“الآن” مــــــــــــــــــــوتُ كــــــــــــــلِّ شيءْ،
نـــــــــــــــــار كــــــــــــــــــــــــــــــــــلِّ شيئ.
خروج “العلة” مشتعلة
إلى حيث الهاويـــــــــــــــــــة.
“الآن” اضرامُ النارِ في المسافـــــــة.
وقال لي:
اصمت لـــــــــــــــــــــــــــــــــي.
الصمت مني لا منك.
سِتْرُكَ فيــــــــــــــــه كـــــــــــــــــــلُّ فضيحَتـــــُـــــك.
تنــــــــــامُ الفضائــــــــــحُ على سريــــــــــــرِ أســـــــــرارِك.
وقال لي:
حين تــــــــــــــرى وجهــــــــــــــي فــــــــي كــــــــــــلِّ شــــــــــــيء
وتسقط من عليائها
كلُّ الجنةْ وكلُّ النارْ،
تحـــــــــــــدث الرؤيـــــــــــــــــــــــةْ،
وتسقطُ العبـــــــــــــــــــــــــــارةْ