ملفات اليمامة

خاص اليمامة الجديدة.. عباس مجاهد يكتب: تجليات الإبداع الشعري في قصيدة آخر الكلام للشاعر زاهر حنني

تجليات الإبداع الشعري في قصيدة آخر الكلام للشاعر زاهر حنني

بقلم: عباس عبد الحميد مجاهد 

رئيس نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني 

توطئة 

حددت القصيدة في نسقها الكلي علاقة الشاعر بواقعه وإحساسه به وتأثره بما يجري فيه، ولعل سائل يسأل، لماذا هذا التأثر تجاه القدس اختلف في قصيدة حنني عن قصيدة شاعر آخر ذات الموضوع نفسه؟

أقول: لاختلاف أحوالهم الوجدانية، فكل موقف وجداني يعكس ما في نفس الشاعر من أفكار ومعان ومشاعر وأحاسيس، فجاءت هذه القصيدة تحكي رؤية الشاعر إزاء ما يحدث في المسجد الأقصى والقدس من مسيرات العربدة ومسيرات رفع الأعلام، فيصف مشاهد الفلسطينيين إزاء هذه العربدة مازجا الواقع الخارجي بمشاعره وما يضفي على هذه المشاعر من حالته النفسية ودفقاته المعنوية.

وإن كان العِلم يتناول حقائق الواقع ويصفه كما هو، والإعلام المرئي والمسموع في حديثة عن ما يجري في القدس يتناوله كما هو، فالشاعر أضاف لهذه الأحداث شيئا من داخله ومن مشاعره وتصوراته، لأن الأدب لا يهتم بالواقع بقدر ما يهتم بالحقائق الوجدانية والدواخل الشعورية.

ولهذا نقول: إن لكل أديب تجربة خاصة قالها في حالة نفسية معينة، والأحوال النفسية لا تتكرر حتى في نفس الشاعر، فقد قرأت العشرات من قصائد حنني الوطنية والثورية ذات الموضوعات القريبة من القصيدة، فوجدت كل قصيدة تمثل حالة نفسية جديدة، ولعل واحدا يقول: إن الغرائز والانفعالات والعواطف لا تكبر ولا تشيخ، فأقول: إن العقل يكبر، وكلما وَسِع العقل قَدِرَ على سوق عواطفه بطريقة مثلى.

سيميائية سيزيف

الأسطورة هي تأريخ للإنسان ولكينونته ووجوده، فالشاعر حين يوظفها لا يعني أنه يؤمن بها بل وظفها ليعزز من دلالة الفكرة التي يريدها، ولتخدم اهتمامه الفلسفي المعنوي والتصويري، فهي تقدم تساؤلات في صيغ فلسفية عدة عدا احتوائها على أبعاد نفسية ورمزية.

وتحكي أسطورة سيزيف الإغريقية: إن سيزيف كان رجلا ذكيا استطاع أن يخدع إله الموت شانتوس، فقد طلب منه أن يجرب الأصفاد، وحين جربها كُبل بها إله الموت، وهذا التكبيل جعل الناس تعيش، فصدر الحكم على سيزيف أن يعيش في عمل غير مجد، وهو دحرجة صخرة صعودا إلى جبل، وتكرارا وبلا نهاية، ولكن سيزيف الفلسطيني قرر أن يموت وجاء الخبر في القصيدة (سيزيف مات)، وفضل الموت على القيام بعمل غير مجد، فالتحوير في معنى الأسطورة قال للقارئ: إذا كانت الأسطورة سيزيف تعكس مأساة الإنسان إلا أنها في نص الشاعر تصور تحديه لأي قرار، وتصور كفاحه المستمر، وسيزيف في النص تحدى قدره، ومضى قدما في مواجهة مصيره من أجل القدس والدفاع عنها، فقد عصفت به نبوءات التفرق والتلاقي، وعاش الحيرة، وما عاد عارفا كيف سينطلق، فأختبأ بين الاحتراق والافتراق حتى وجد نفسه ورتب الاشتياق، وصار فينيقا وعاد من موته وعاد من الفرار، ومد الجسور، وصرخ من قحف رأسه وتحرك رافضا ما يجري في القدس.

تفكيك النص والتحول المعنوي

هذا النص في هيكليته الداخلية يحمل دلالة بزوغ فجر جديد، ويحمل دلالة طائر الفينيق الذي احترق عشه، وانتهت بحرق العش حياة الطائر الأليف، ليبزغ من رماد الطائر الأب المحترق طائر فينيق صغير نفّض جناحيه من الرماد، وطار من جديد صوب القدس، لا الشرق كما جاء في الأسطورة.

إن رمزية الأسطورة تمثل الشمس التي تموت نهاية كل يوم وتعود لتولد في اليوم التالي، وطائر الفينيق الذي يولد كل خمسمائة سنة يتجه صوب مدينة الشمس، وينتظر زمن موته، أما الفينيق الفلسطيني لم ينتظر زمن موته بل أعاد الشام إلى العراق، ومد جسور الحنين، وهو يحترق ويصرخ من قحف رأسه: آه يا قدسُ.

وهذه العلامة التناصية لم نصل لها إلا من خلال العناصر التالية؛ الموضوع الذي يُعطي المعنى، والموضوع عُرف من مناسبة القصيدة، والمؤول وهو الفينيق عرف من خلال المؤشرات والألفاظ في نسقها التركيبي: (الاحتراق، التلاقي، وجدتني، لم الفرار، …) والعلاقة بين الموضوع والمؤول كشف عن عدة علامات؛ علاقة المشابهة بين الفينيق والفلسطيني، وعلامة المؤشر آنف الذكر، وعلامة الرمز التي كشفت عن القناع التناصي، فالعلامات كشفت عن الحياة التي يعيشها المقدسي، بعلامات لسانية وهي نص الشاعر، وعلامات غير لسانية، وهي ما تحوي حكايتي سيزيف والفينيق الأسطوريتين، وهذه العلامات شكلت وحدات نفسية عند المتلقي؛ فالدال النفسي تمثل في الصورة الصوتية للقصيدة، والمدلول تمثل بما حملته العلامات والصور الذهنية في وجدان المتلقي، فالعلامات اللغوية لم تف بالغرض إلا بعد التحامها بالعلامات التناصية وغير اللغوية.

سيميائية الصوت اليائس في القصيدة

ظهر في القصيدة صوت يائس: (تفترش الصحاري همنا، وتضيع فينا مرة أخرى) إلا أن الشاعر أتى بالصوت اليائس ليردعه بأسلوب الأمر: (دع عنك سيل دموعك الحرى) ومن خلال توظيف سين الاستقبال: (ستخرج من ظلال الروح قصتك الرهيبة) ومن خلال أسلوب النداء: (يا قارئي …. تنبيك أني زائر)، ومن خلال أسلوب الاستفهام: (أين الوطن؟) وما يؤكد أن الأساليب الإنشائية لعبت دورا في اخماد الصوت اليائس أنها أساليب طلبية أتبعها باستمرارية البحث عن خطاه، وعن … وعن في القصيدة تمثل التفتيش عن القرابين وعن الوطن وكل الرؤى، وما سيصنعه سيزيف…

والصوت اليائس لم يأت عبثا بل ليعزز صوت الجماعة ضد ما يحصل في القدس، فيعزز نصه بقوله: (هي رحلة كبرى…) وكأن الشاعر يريد من استحضار الصوت اليائس ليشير للمأساة التي تمثل الرماد الذي سيشكل فينيقا آخر، وحتى يعطي النص نفسا دراميا يبث فيه الحياة، ويكمل هذا النفس المسرحي في قوله: (وسوف تمضي حاملا عبئا جديدا)، وفي هذا القول يعود للصوت اليائس ليخرج من هذا الصوت إلى الحُلم والإصرار والأمل، يقول:

متنا هنا

والموت جمعنا

قمنا هنا

وتبعثرت سحب الركام، تبدلت أسماؤنا

عدنا هنا.

وهذا الصوت الشجاع في المقطع السابق حاء عقب صوت المأساة، فإذا كانت المأساة كامنة في الكلمات، إلا أنها مؤقتة، إذ حوى المقطع السابق على إشارات النهوض من جديد، ولعل نظام القصيدة قائم على المقابلة مقابلة فكرة اليأس بفكرة الأمل، ولعل القصيدة في بنيتها الكلية وهيكليتها الداخلية توضح الصراع بين الشاعر (الفلسطيني) ونفسه، هذا الصراع الذي ينتهي برفض فكرة الموت، وقبول فكرة التحدي وعدم الخنوع.

بنيوية التراكيب في القصيدة

ليست التراكيب في القصيدة إلا توسيعا للفظة، فجمل القصيدة تتآلف بحرية غير محدودة، ولعل واحدا يقول: هي علائق أكيدة، وآخر يقول: ممكنة، وثالثا يقول: غير أكيده، وأقول: إن هذه القصيدة الغت العلاقات الثابتة في التراكيب، فعلاقة الشاعر بلغته في القصيدة أوثق من علاقة القاص أو المسرحي، أو من أي تجربة شعرية أخرى، فالشعر بنية لغوية قادرة على تحطيم اللغة القياسية لايجاد علاقات جديدة بين الكلمات عن طريق الانحراف بها انحرافا متعمدا، ولا يستطيع أن يقوم بالانزياحات اللغوية إلا شاعر موهوب، يقول: (وحفظتها في جعبتي ملء الزمن)، (أنت مفتاح التأمل) ، (يمدون الجسور من الحنين إلى السباق).

واستطاع حنني أن يجعل من تراكيبه تحيا وتشع وتقدّم دلالاتها، وأكد قول أدونيس: “الشعر يجعل اللغة تقول ما لم تتعود أن تقوله”.

وجاءت هذه القصيدة بصيغ متجددة تحاول محاكاة ما يحدث على أرض الواقع، تحوي انفعالا وتراكيب رمزية (سيزيف مثلا)، وفيها الصوت الأحادي: (أنا…)، وفيها التراكيب الظاهرة والمباشرة: (آه يا قدس) وفيها الجمل المقاتلة: (سنخرج من ظلال الروح)، وجمل فيها إيقاعات وغناء وتطريب:

كل الرؤى عاينتها متلهفا. وبقيت أبحث عن خطاي وعن .. وعن.

وفيها بساطة الخطاب، وجاء في تطلعه للمستقبل الذي يريد: (وهم يعيدون الشآم إلى العراق)، وهذا الخطاب فيه نظرة قومية من الشاعر الذي يأمل أن يلتئم الجرح العربي، ويفرغ من حدوده وتقسيماته، فرصد الأمكنة، وحملت سيميائية تقريرية للفكر التوجهي عند الشاعر الذي يعتز بعروبته، فالأمكنة في خطابه الشعري: (الشآم، العراق، القدس) جاءت في جمل خبرية وهذا التوظيف يؤكد رغبة الشاعر لاثبات الهوية التي ينتمي لها، واتكأ الشاعر في مقطع الأمكنة على تكرار الضمير المنفصل (هم) واتبعه بالفعل المصارع المتصل بواو الجماعة والنون وما فيها من غنة ليدلل على طول نفسه الشعري، وليدلل على طول نفسه المقاتل، فالمكرر له قيمته واتجه إلى ما وراء اللغة؛ ليكون له طاقة في تجليات المعنى، وإيصال رؤية ما يريد الشاعر، وهي الوحدة العربية المتمثلة بالعودة (يعيدون)، ومد الجسور (يمدون) و(المئذنة) التي تجمع الناس للصلاة.

عاطفة القصيدة

في القصيدة ثلاث عواطف؛ العاطفة الوطنية، العاطفة الحسية، عاطفة الوجدان القومي.

وإذا كانت العاطفة لبّ الفنون وعمادها، لا ينبغي أن تُفهم أن حنني اعتمد عليها، فالقارئ النهم يدرك أن الشاعر أدرك اتجاهات شتى وطرائق مختلفة لإيصال فكرته، فهو أدرك اللذة من خلال مشاركة الحياة، واستطاع إيصال فكرة الواقع الذي يعيشه الفلسطيني في القدس من خلال أقنعه ورموز ، هذه الأقنعة التي أثبتت قدرتها ووجودتها في إبراز قيمة العمل الأدبي، وكلنت منافسا قويا لثورة العواطف التي أعادت ترتيب الأشياء في سياقها الشعري، وإن كانت الأسطورة يتشكل منها عاطفة فاسميها العاطفة المعنوية العميقة.

تقنية الأسلوب السهل

خلا هذا النص من ألفاظ الخاصة وارتفع عن ألفاظ السّوقة، فجمع النص بين حسن المعنى المراد وسهولة اللفظ المختار، فالمعنى حسن، واللفظ سهل، وهذا الأسلوب أعده القليل النظير، والصعب في سهولته، يقول:

 

أنت مفتاح التأمل في العناق

وأنت مغلاق التأزم في شفاه الورد أنت

وأنت أكبر تحفة فنية صنعتك آلهة الشباق.

 

ما هو آخر الكلام في القصيدة

 

أول الكلام قوله:

الآن تفترش الصحاري همنا

وتضيع فينا مرة أخرى.

 

وبعد هاتين الشطرتين كله آخر الكلام:

(دع عنك سيل دموعك الحرى) فالوقت ليس وقت البكاء.

والجملة المنسوخة من آخر الكلام: (كنا هنا) وهي دلالة الذهاب والإياب من جديد.

وأما الجملة الخبرية (والموت جمعنا) فيها دلالة الوحدة والتراص من أجل مواجهة المحتل.

ومن آخر الكلام: (قمنا هنا) إشارة أن القيام والقيامة والثورة والنضال لن يكون إلا على الأرض المقدسية التي ستغير سحب الركام من أجل عودة ميمونة: (عدنا هنا).

مظاهر السيميائية في القصيدة

أولا: سيميائية التواصل؛ حوت القصيدة عدة وسائل للتأثير في المتلقي، وأوجدت طرائق لتبليغ الرسالة، فقد حددت القصيدة الوظيفة التواصلية للعنوان: (آخر الكلام) وهي علامة لسانية ترفض كثيرا من الأشياء؛ ترفض مثلا التنسيق الأمني مع المحتل، ترفض العودة للمفاوضات…، كما حددت الوظيفة القصدية من وراء توظيف الأسطورة (سيزيف وطائر الفينيق)، هاتان الأسطورتان التي تمثل الفلسطيني المقاتل المواجه والشجاع الرافض للذل والخنوع…، ولعل هناك بعض العلامات تحمل وظيفة تواصلية إلا أنها ارتبطت بإرادة المرسل، وحضورها يعود لثقافة الأديب، ولا ننكر دورها إن انعدمت الإشارة القصدية فيها، فدائرة النقد السيميائي تخرج هنا من دائرتها للاستعانة بالبنيوية التركيبية للنص؛ وهنا على الناقد أن يقف عند البعد النحوي والصرفي، والبعد الدلائلي، والبعد البلاغي المؤول، ويقف عند العلامات اللسانية وغير اللسانية،يقول: (وأنت أكبر تحفة فنية صنعتك آلهة الشباق)… فالذي كشف عن البعد الدلائلي لهذا التركيب النحوي صيغتا أكبر وأصغر الصرفيتان، ولفظة الفاعل (المترفون) نفت عن (أنت) المكرر صفة الصغر وألصقته بصفة الكبر التفضيلية؛ لأن صناعة الآلهة ليست رؤية المترفين، فالمترفون رؤيتهم دائما ناقصة، فلا يرون الحياة إلا من خلال المال لا العقل والمنطق والعلم وهي رؤية آلهة الشباق.

ثانيا: سيميائية التناص الملتحمة بالدلالة والثقافة؛ وهذه السيميائية في القصيدة لم ترتبط بالوظيفة التواصلية بقدر ارتباطها بتحليل مظاهر الثقافة عند الأديب، وهذه السيميائية ارتبطت بالدلالات المتعلقة بالسرد الدال على طائر الفينيق والمتعلقة بالأساطير، يقول:

 

ستخرج من ظلال الروح

قصتك الرهيبة

وتعد آمالا

وأعلاما

تعلقها على نزق الحياة

وسوف تمضي حاملا عبئا جديدا

كنا هنا

رقصت على أشلائنا آياتنا

متنا هنا

والموت جمعنا…

هذه السيميائية وما فيها من إشارات الخروج، والرقص والموت…، وما فيها من التحام مع ثقافة المبدع العارف بأحداث أسطورة طائر الفينيق، والأسطورة سيزيف في القصيدة نص، والسرد أعلاه في القصيدة نص، وكلاهما دال والمدلول هو ثقافة المتلقي في استحضار الصور الذهنية للأسطورتين هذا الاستحضار المختلف من متلق لآخر بقدر ثقافته الذهنية، والتناص في القصيدة ليس إلا شيفرات محذوفة يقدر المتلقي على استدعائها، وجلب معانيها من خلال وعيه الثقافي.

الإيقاع الخارجي في القصيدة

إن تفعيلة متْفاعلن جاءت كثيرا في القصيدة، وهو تفعيلة تمتلك القوة الدفعية، فالناتج الإيقاعي لها يسبق تفعيلة مفاعَلَتن، وهذا يجعل الإيقاع متغايرا لا ذات طابع واحد، فالتحول في التفعيلات جاءت من نبض أقل خفيف لنبض قوي، وهذا شكل دفعا إيقاعيا، أما الإيقاع المتشابه الذي لم يصبه زحافا أو علة… يكون أقرب للغة النثرية، وهذا غاب عن القصيدة، فتفعيلة الكامل من أكثر التفعيلات ضجة وحركة، وفيها موسيقى تناسب موضوعات الجدّ، وهو بحر يتناسب مع أغراض الغضب والفخر، ففي تفعيلة الكامل تجد الجزالة والفخامة، فهو بحر يصور الشجاعة، فلو راجعنا شعر الفروسية عند عنترة تجد هذا البحر بكثرة، وإن راجعنا قصائد الفخر عند المتنبي تجده في حيز كبير في شعره.

وزحاف الإضمار في القصيدة فعّل العناصر الإيقاعية الشعرية، والمتناغمة تماما مع قوافي القصيدة، وموضوع القصيدة، فتفعيلة الكامل في قصيدة (آخر الكلام) صوت الحيوية وصوت المرونة الذي يمكن القصيدة من عضويتها وتلاحمها.

والمتلقي يلحظ التصاعد في النغم، ويأخذ الإيقاع في القصيدة شكل الضربات المتقطعة بسبب إضمار التفعيلات مما يزيد من تعاقب الأسباب الخفيفة، فالشاعر أدرك أن الزمن الإيقاعي للإضمار قصير بالنسبة للزمن الإيقاعي للتفعيلة الرئيسة مفَاعَلَتن، وهذا يكون في القصيدة أكثر نغما وجمال.

زر الذهاب إلى الأعلى