نصوص

بَيان الرّاعي تكتبُ لملف “في الحرب وعنها”: مصابون بفوبيا الرحيل 

بَيان الرّاعي تكتبُ لملف “في الحرب وعنها”: مصابون بفوبيا الرحيل

بقلم: بيان الراعي/ غزة 

لم نخشى الرَدى يوماً لكنّنا أُصبنا بفوبيا الرحيل

خَشية اندثارِ من كانوا لنا أرواحاً ..

من كان يظنُّ أنُه سيفقدُ من هؤلاء ابناً، طفلاً، زوجاً، أو حتى أباً وأماً؟!

فما ذنبُ أولئك؟ وما ذنبُ شَهيدَهم حين كانت أقصى أمانيهم عيشةً كريمة؟ ..

 

 

من أين نبدأُ بالكلام؟

من أي وجعٍ نبدأ!

أنبدأ من خانيونس، رفح، أم من غَزّة؟

عن شيخٍ، طفلٍ، أم عن فتاةٍ دَثروا أحلامها الوردية مع خطيبها، سحقوا مخططات حياتهم، أطفالهم، ومشروع شراء أرضهم، أم عن جميلةٍ بحسرتها تقول: “بتخيلش حياتي بدون أبوي”،

أم عن طفلةٍ اخمدوا ضوء البراءة من عُيونها؟

ثُمّ يقولون نحن السلام ..

أهذا سلام!

أين السلام؟

 

 

ولكن اعيروني نَظرةً من عيونكم…

فتلك يد اليُتم تنهش أحدهم، ويد الفقد تنهش الآخر ..

آلامٌ شتى تعتصرهم ..

أأتَكلّمُ عن جاسوسٍ خان وطنه؟

أم عن صوتِ زنانةٍ كادت تفتك بالعقول؟

أم عن صراعٍ على هُدنَة؟

من أين أبدأ وإلى أين المنتهى ؟

 

 

مازلنا باحثون عن أي بصيصِ أملٍ يُعطينا بعضاً من الأمان !

لم نجد لنا ملجأً يأوي أرواحنا إلا الله، وكمواطن غزاويّ، أُصبتَ بفوبيا الرحيل، تخشى على كل شخصٍ حَملتَ لهُ ذرةَ حُبٍّ في قلبك ..

لك البُشرى !

تذكر أنّنا في مجرد طريق، وأن الدنيا دارُ بَلاء، وليست دارُ جَزاء !

تذكر أنّنا لسنا لأحد !

ولسنا لأنفُسِنا حتّى، ولا للوَطن !

إنّا لله أجل نحن لله، وإنّا إليه راجعون ..

وإنا والله صابرون على الخوف، والنقصان، والبلاء في سبيل الله، وإنّا لمحتسبون أجرنا على الله..

غَزّة- فلسطين

١٣ مايو ٢٠٢٣

زر الذهاب إلى الأعلى