دور التنظيمات الفلسطينية ووسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام الفلسطيني

اليمامة الجديدةــ هيئة التحرير
يعتبر الرأي العام أداة ذات أهمية كبيرة لما له من قدرة على التغيير والاصلاح في المجتمعات التي تسود فيها حرية الرأي والتعبير والوعي ومع انتشار وسائل الإعلام والتواصل المختلفة أصبح للرأي العام دور فعال حتى في الدول القمعية وساهم في رسم السياسات والتأثير على طبيعة الحياة السياسية، وأصبح قوة ذات وزن يحسب حسابها من قبل القوى السياسية الحاكمة أو القوى السياسية المعارضة، وعلى الصعيد الفلسطيني فالرأي العام له دور كبير في تحديد توجهات الجماهير نحو القضايا الرئيسة المتمثلة في النضال والتصدي للهجوم الإعلامي الدعائي الاسرائيلي وعلى صعيد القضايا المحلية الحياتية ويلعب في تشكيل وتوجيه الرأي العام الفلسطيني مجموعة من العوامل أهمها التنظيمات الفلسطينية ووسائل الإعلام المختلفة.
دور التنظيمات الفلسطينية في تشكيل الرأي العام الفلسطيني
تحمل هذه التنظيمات في تكوينها وفكرها مجموعة من الأفكار والأهداف والأيديولوجيات التي تسعى إلى تحقيقها وفي الإطار الفلسطيني تتمازج هذه الأهداف ما بين كونها ثورية وتحررية إلى كونها سياسية وتطمح في المشاركة في السلطة فهي بحاجة إلى قاعدة جماهيرية لتفرض قوتها ووجودها الفعلي، ويأتي ذلك من خلال مشاركتها للجماهير في قضاياهم وتساهم في تشكيل الرأي العام وتشارك في الرأي العام ولكن ذلك يكون في إطار ما يخدم مصلحتها فتسعى لنشر أفكارها وإقناع الناس بها سواء على صعيد الأفراد في الحزب أو أفراد المجتمع بشكل عام.
وبذلك فإن التنظيمات الفلسطينية تعتبر الركيزة الأولى في عملية تشكيل الرأي في عملية تشكيل الرأي العام الفلسطيني لما لها من مكانة خاصة لدى الجماهير الفلسطينية تمثلت في كون 67% من الشعب الفلسطيني ينتمي إلى أحد التنظيمات أو مؤيد لها[1].
والتنظيمات الفلسطينية حسب توجهاتها وأفكارها التي تتبنها تنقسم إلى تيارات ثلاث مختلفة وهي:
- التيار الوطني الذي يتمثل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بالإضافة إلى بعض التنظيمات.
- التيار الإسلامي والذي يمثله حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي بالإضافة إلى بعض التنظيمات الأخرى.
- التيار اليساري والذي تمثله الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حزب الشعب الفلسطيني، الجبهة الشعبي القيادة العامة.
بالإضافة إلى التنظيمات التي تحمل توجهات أخرى كجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية في التيار القومي وأيضا حزب الخلاص الوطني الاسلامي والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا”.
وتسعى التنظيمات الفلسطينية إلى تشكيل الرأي العام الفلسطيني بأساليب مختلفة حسب ما ذكرها الدكتور موسى طالب في كتابه، وهي (الاجتماعات الداخلية لأعضاء التنظيم، اللقاءات الجماهيرية، البيانات، وسائل إعلام التنظيم، المسيرات، التنظيمات الشبابية ) وسنأتي على ذكرها:
- الاجتماعات الداخلية لأعضاء التنظيم:
والتي تتم بين قيادة التنظيم والأفراد سواء على مستوى المناطق والأقاليم سرية أو علنية بشكل تسلسلي أو بشكل مباشر، حيث يتم طرح وجهة نظر التنظيم تجاه القضايا الحساسة أو حول قضية معينة وبناء عليه يتبنى الأفراد أو العناصر في التنظيم وجهة النظر هذه ونشرها بين الجماهير والدفاع عنها وإقناع الناس في تبني وجهة النظر الخاصة بالتنظيم.
- اللقاءات الجماهيرية:
والتي تعقدها الفصائل الفلسطينية سواء في الحفلات أو الندوات أو اللقاءات الفكرية أو اللقاءات مع العائلات في اطار التواجد بين الجماهير لنقل وجهة نظرها ورؤيتها للقضايا المختلفة وإقناع الجماهير بها.
- البيانات:
تصدر عن الفصائل وتحمل وجهة نظرها تجاه القضايا السياسية والحياتية ومن خلالها يسعى كل تنظيم إلى توجيه الجماهير نحو وجهة نظره وتسعى إلى وصول هذه البيانات لأكبر عدد ممكن من الجماهير من أجل إيصال فكر التنظيم وتعزيز توجههم لديها، وتمتاز البيانات بمصداقيتها لدى الجماهير لأنها تصدر عن جهة رسمية.
- وسائل إعلام التنظيم:
تتمثل في الوسائل التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية أو التي تتبعها وتنتمي لها سواء في التلفزيون، مثل: قناة الأقصى لحركة حماس، وفلسطين اليوم للجهاد الاسلامي، وفلسطين لفتح( باعتبارها تنظيم السلطة) أو الإذاعة، مثل: إذاعة الاقصى والرأي لحماس، والقدس والأسراء للجهاد، والشعب للجبهة الشعبية والوطن للجبهة الديمقراطية، أو الصحف مثل: الرسالة وفلسطين لحماس، أو المجلات والمواقع الالكترونية سواء الرسمية للتنظيم أو مواقع غير رسمية( فردية) والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها والتي تسعى التنظيمات من خلالها إلى تشكيل رأي عام مؤيد لها في إطار وجهة نظرها نحو قضية من القضايا والوصول إلى الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي.
- المسيرات:
تتمثل في المسيرات والتظاهرات التي تمثل وتعبر عن قوة وفاعلية التنظيم في الشارع من خلال حجم المشاركة والجمهور الذي يخرج في ويعطي انطباع بحجم التأييد وقوة التوجه الذي يتبناه التنظيم، وذلك يساعد في إقناع الشارع بأن وجهة هذا التنظيم هي الصحيحة وتمثل الأغلبية.
- التنظيمات الشبابية:
والتي تكون في إطار الجامعات والمدارس والأندية والمعاهد وتعرف بالحركات الشبابية للتنظيمات كالشبيبة الطلابية لفتح والكتلة الاسلامية لحماس والرابطة الاسلامية للجهاد الاسلامي وتهتم التنظيمات بالشباب لأنهم الفئة الأكثر قدرة على الحركة والتغيير وإقناعهم وتعبئتهم سياسيًا.
فالتنظيمات لها دور كبير في تشكيل وتوجيه الرأي العام الفلسطيني ويكون هذا الدور إيجابيا في حال اتفقت التنظيمات على قضية معينة أما اذا اختلفت في القضايا فيكون ذلك سلبيا لأنه حينها تخضع لرؤى خاصة بالحزب ويكون التأثير بحسب حجم المؤيدين والمعارضين وحساسية القضية والوسائل التي يستخدمها وتساعده في تشكيل الرأي العام.
ومن الأمثلة على دور التنظيمات في الرأي العام الفلسطيني يتمثل في الانقسام التي يتمنى جميع الفلسطينيين انتهاء الانقسام البغيض الذي أثقل كاهل الفلسطينيين وأثر على القضية الفلسطينية بشكل كبير، لكن في إطار القضية نجد الاختلاف ناتج عن وجهة نظر سياسية في رؤية كل جهة من طرفي الانقسام “فتح وحماس” حول المسبب وكيفية إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية وبالتالي انقسام الجماهير الفلسطينية والرأي العام الفلسطيني بناء على وجهة نظر التنظيم المنتمي له.
دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام الفلسطيني
يلعب الإعلام دورً هامًا في عملية تشكيل وتوجيه الرأي العام، وذلك بسبب كونها الأداة الأساسية التي تمد الجمهور بالمعلومات والدور المهم الذي تقوم به من نشر المعلومات والحقائق والقيام بدور التوعية وما تتمتع به من مصداقية وثقة الجمهور بها فتسعى لتوسيع دائرة النشر ليشمل خلق رأي عام سواء على المستوى الوطني أو المستوى الإقليمي وتؤثر مجموعة من العوامل في تشكيل الرأي العام منها الحرية الممنوحة لوسائل الإعلام ومدى سماح الحكومة لوسائل الإعلام بالنشر وطبيعة علاقة الإعلام بالسلطة، وأيضًا هامش الحرية الممنوحة للرأي العام في مناقشة القضايا المختلفة ومناقشة المعلومات التي يحصل عليها كيفما يشاء أم هو في نظام يقمع الرأي العام فيكون الرأي العام كامن وقابل للانفجار في أي لحظة ومن هذه العوامل أيضًا السياسة الإعلامية لوسائل الإعلام والتي تسمح وتمنح من خلالها نشر ما تشاء للرأي العام وكيفية توجيه الرأي العام.
وعلى الصعيد الفلسطيني فنجد أن الفلسطيني متابع جيد لوسائل الإعلام سواء محلية أو عربية أو حتى “إسرائيلية” وذلك نظرا لأهمية القضية الفلسطينية بحيث “تعمل وسائل الإعلام المختلفة على عرض ومناقشة القضايا بالشكل الذي يتيح لها الحصول على تأييده لتوجهاته إزاء هذه القضايا، وهو ما خلق حالة من الصراع الإعلامي بين وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية من جهة ووسائل الإعلام الإسرائيلية من جهة أخرى، وقد حاولت إسرائيل الانتصار في حربها الإعلامية من خلال تدمير مؤسسات الإعلام الفلسطيني، لتشكيك المواطن الفلسطيني بمصداقية إعلامه الفلسطيني والعربي من خلال نشر أحداث ووقائع تحدث داخل المجتمع الفلسطيني والعربي ويتكتم عليها الإعلام، مثل قضايا الفساد في السلطة الفلسطينية، اللقاءات الإسرائيلية العربية السرية، وهو ما يعزز بشكل مضاد مصداقية الإعلام الإسرائيلي لدى المواطن الفلسطيني”.
وقد سعى الإعلام الفلسطيني العربي نحو فضح الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني وساهم تطور وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية من خلال الفضائيات والمحطات الخاصة ووسائل الإعلام كافة لإيجاد قوة إعلامية قادرة على التأثير على الرأي العام الفلسطيني وكسبه إلى صفها في العديد من المعارك الإعلامية وأننا بحاجة إلى إعلام فلسطيني “قادر علي تشكيل وعي سياسي وتوجيه وتصويب السياسات نحو الصورة الحقيقية لنضال الشعب الفلسطيني ، الصورة التي شوهتها آلة الدعاية الإسرائيلية المغطاة بعناوين إعلامية غربية، وشوهها بعض إعلامنا العربي عندما تغافل عن الحقيقة فكان مرآة للرواية المضادة لقضية الشعب الفلسطيني وشرعية كفاحه ضد الاحتلال الاسرائيلي”[2].
وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا في تشكيل الرأي العام الفلسطيني وخروج دائرة التأثير إلى رد كذب الاحتلال وكشف زيفه كما رأينا مؤخرًا على صفحات التواصل الاجتماعي في قيام العديد من الحملات للتغريد والتصدي لكذب الاحتلال، أشهر هذه الصفحات “جيش الهبد الالكتروني” وكما رأينا أيضًا تأثير مواقع التواصل على صعيد القضايا المحلية والحياتية والذي أدى إلى قيام بعض الحركات في الفترة الأخيرة مثل “حراك بدنا نعيش” وأيضًا في قضية رئيس المكتب الاعلامي الحكومي ومنحه رخصة للصحفيين في دخول مركز للحجر وأدى لتشكيل لجنة تحقيق في هذا الأمر.
ويبقى الرأي العام الفلسطيني متأثرًا بوجهة النظر السياسية للمتلقي وانتمائه التنظيمي فهو يتابع وسائل الإعلام المؤيدة والتي تمثل تنظيمه وأفكاره فمثلًا: أفراد حماس يتابعون على المستوى المحلي وسائل إعلام التنظيم وعلى المستوى العربي يتابعون القنوات ذات نفس التوجه وكذلك في التنظيمات كافة، ويبقى تأثير وسائل الإعلام بمدى طبيعة القضية أيضًا، فمثلًا في قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتابع الرأي العام الفلسطيني القنوات الدولية المؤيدة لأفكاره، وفي القضايا المحلية الحياتية يتابع وسائل الإعلام التابعة للتنظيم الذي ينتمي إليه أو الذي يؤيد أفكاره.
وبذلك يكون الرأي العام الفلسطيني متأثرًا بوجهة نظر التنظيم ويتلقى المعلومات ويناقش القضايا بناءً على ذلك فيكون رأي عام تابع أكثر من كونه محايدا “ووفقـــا لهـــذا الفهـــم فـــإن دور الإعـــلام الحزبـــي الفلســـطيني مـــن أجـــل تغييـــر بعـــض مظـــاهر الاستجابات والسلوك الشائعة لدى الرأي العام الفلسطيني، إنما يأتي في إطار الحفاظ على رؤية وأفكار هذا الحزب ومقاومة أية معلومات لا تمثله أو تتعارض مع أفكاره مستغلة الفراغ المعرفـي بـين قطاعـات واسـعة مـن الجمهـور، والـذي تسـعى هـذه الوسـائل لشـغله فـي عقـول وأفئـدة عامـة النـاس مـن المشـاهدين الـذين يتعرضـون لهـا، وبالتـالي يمكنهـا مـن تحديـد نوعيـة المعلومـات التـي يتلقونهـا وأسـلوب صـياغتها وطبيعة العلاقات التي تربطها ببعضها، وهو يؤدي بالنتيجة إلـى تنسـيق المنظومـة المعرفيـة للـرأي العـام الفلسطيني، وفقا لمشـيئة القـائمين علـى وسـائل الإعـلام الحزبيـة، وبالتـالي تكـون قـدرة هـذه الوسـائل لـيس فقط على التأثير في الرأي العام وانما أيضا على الآراء والاتجاهات والسلوك للأفراد والجماعات”4.
خاتمة
بعد أن وضحنا دور التنظيمات الفلسطينية ووسائل الإعلام في تشكيل وتوجيه الرأي العام الفلسطيني بمختلف الوسائل والطرق توصلنا إلى النتائج الأتية:
- أن الرأي العام الفلسطيني بمجمله تبعي ينجر خلف أفكاره التي يتبناها التنظيم.
- أن التنظيمات الفلسطينية أدت إلى وجود الرأي العام الكامن.
- استغلال وسائل الإعلام في اقناع الجمهور والرأي العام بأفكار التنظيم تجاه القضايا المختلفة.
- دور وسائل الإعلام الجهوري في تشكيل وتوجيه الرأي العام نابع من مصداقيتها لدى الجهور.
الإحالات
- د. موسى علي طالب، الرأي العام والحرب النفسية، الطبعة الثانية(غزة، جامعة الأزهربغزة،2012).
- فراس عبدالله أحمد صليح، ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟعام ﺍﻟﻔﻠسﻁﻴﻨﻲ ﻭﺃﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ التوجهات ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ لصناع القرار وعملية صنع القرار السياسي الفلسطيني ، رسالة ماجستير، فلسطين، نابلس، جامعة النجاح الوطنية ،2009م.
- مقالة هشام عبد الرحمن ” الإعلام السياسي وصناعة الرأي العام في فلسطين” موقع صوت فتح الإخباري. https://fateh-voice.net/post/119948
- أسماء محمود السيد سلطان، ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳊﺰﺑﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ المشرﻭﻉ ﺍﻟﻮطني ، رسالة ماجستير، فلسطين ، غزة، جامعة الأزهر بغزة، 2011م.
Hello Sir,
.
Mahmud Ghazni Here. I’m a Professional IT Freelancer. First of all, I apologize for making such a comment on your site. You may think this is spamming but I am only doing this for the purpose of attracting the attention of clients.
.
I’m able to make this comment on your website which means your website may be brand new or not yet properly configured. That means you may need a professional help. And if that happens then, I’m here to help you. I’m a Porfessional Web Design & Developer. For the past 3 years I have been providing services to various IT company in our country. Due to the current Covid pandemic situation and the impact of the lockdown, many companies have closed down. That’s why I’m currently offering freelance services to international clients. Since I am a new Freelancer in the online marketplace, That’s why I’m trying to reach clients in various ways.
.
You can hire me from here: https://ghazni.me
.
The biggest advantage of hiring me is that you have to pay much less than hiring a Freelancer from marketplace or Agency. By doing this you can get the same work done at very low cost. I’ve a lot of experience with WordPress such as WordPress Theme Customization, Landing Page Design, Fixing 500 & & 404 Errors, Website Migration, SEO Optimization, Malware Removal, BulletProof Web Security, Fixing other WordPress issue etc.
.
If you need any kind of help, Feel free to contact with me. I’m always ready to help you. Hopefully, I will be able to gain your trust and satisfaction. Actually my main objective is to satisfy the clients by providing good services. Because that’s the key to being a successful Freelancer.
.
Contact Me:-
WhatsApp : +1(779)548-5046
Email : mahmud.ghazni@yahoo.com