
رواية الزنزلخت للكاتب خليل حسونة
بقلم: نائل الشبراوي
لقد سمعتُ عن هذه الرواية، فجذبتني بصورة مختلفة، الأمر الذي أثار فضولي؛ ما جعلني أشبع رغبتي بالاطلاع عليها، شعرتُ بأنها قريبةٌ في مضمونها من روايةِ “أم سعد” للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، حيث تدور أحداثها حول معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش على أمل الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، في ارتقاب دائم ليوم تتحرر فيه أرضهم، كما أنها تدعو إلى استنهاض الأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة، والمناداة بوحدة وتلاحم جميع الأطياف العربية والفلسطينية؛ لمواجهة الاحتلال واستعادة الوطن المسلوب.
شخصية “سعاد” في هذه الرواية التي ترمز إلى الوطن تعادل شخصية “أم سعد” الرامزة إلى الشعب الفلسطيني المناضل العنيد الذي لا يعرف اليأس والاستسلام للواقع المرير في ظل وجود الاحتلال فهي دائماً تسعى إلى التخلص من الواقع المرير، الذي لن يتحقق إلا بالمقاومة والسلاح، و”فدعوس” يعادل شخصية “أبي سعد” في الرواية المقابلة، حيث عاش طوال حياته منهمكاً في المقاهي ولعب القمار حتى وصل في آخر حياته إلى شرب الخمر، لكن بعد استشهاد ابنه “سعد” يستعيد عقله ووعيه، ويكسر متاع شبابه، فكلما رأى مقاوماً فلسطينياً ربَّتُ على بندقيتهِ وعلى كتفيه؛ لأن لسانه أصبح لا ينطق إلا بالسلاح والمقاومة.
انتهت كلتا الروايتينِ بانتظار الأمل القادم نحو الخلاص والتحرر من هذا المحتل الغاصب، والواقع المرير.
رواية الزانزلحت اختتمت بانتظار طفلٍ قادم يُخلِّص الشعب الفلسطيني من الواقع المرير في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وهنا رمزية إلى انتظار الأجيال القادمة التي ستحمل روحها على راحتيها؛ للدفاع عن الوطن ومقاومة المحتل، وكذلك
رواية أم سعد انتهت عندما برعمتْ الدالية “شجرة العنب” واشتدَّ عودها بعد أن كان جافاً، وفي هذا رمز إلى نهوض المقاومة الفلسطينية من جديد، واستعادة قوتها بعد أن كانت ضعيفة عاجزة عن مواجهة المحتل.