مقالات رئيس التحرير

إطلالة على ديوان “هذا ما يشغلني” للشاعر ناصر عطا الله 

إطلالة على ديوان “هذا ما يشغلني” للشاعر ناصر عطا الله

بقلم: جواد العقاد/ رئيس التحرير

“هذا ما يشغلني” تُقرأ بتروٍ وبقلبٍ كعين الذئب، وتأمل مستغرق في اللغة والصورة وحتى المفردة في ذاتها وموضعها داخل النص، إنها حكايات على هيئة قصائد، ينشغل فيها الشاعر بالحنين سواء بشكل مضمر نوعاً ما في القسم الأول أو بوضوح تام في القسم الثاني بحيث كل قصيدة مهداة إلى شخص بعينه، وشعر عطا الله في هذه المجموعة يُظهر الإنسان أكثر مما يظهر الشاعر، كما رأى الناقد الفرنسي لامارتين في مقياسه للشعر الجيد.

تتجلى ذات ناصر عطا الله الشاعرة في هذه المجموعة بلا تعقيد ولا غموض، ومع أن الصورة الشعرية عنده تبدو احترافية في أكثر المواضع إلا أني أتوقع أنها جاءت من عفو الخاطر، وبلا أدنى تدخل من الشاعر بعد الكتابة.
الصورة في هذه المجموعة نتاج استغراق تام في الحنين، وغوص الشاعر في ذاته المشبعة بالأسئلة عن ما كان، ذلك الماضي الذي كان فيه شيءٌ من الأمل، وذات الشاعر تُمثل جيلاً كاملاً عاش المعاناة المغلفة بالأمل والتطلع نحو التحرر والاستقلال ويبدو ذلك جليًّا في قصائده: “الضحية التي سرقت بيتي، أمي أسلو..”

شعر ناصر عطا الله في هذه المجموعة صافٍ وعفويٌّ، ومع أنه- من وجهة نظري- لم ينشغل بالصورة واللغة إلا أن قصائده جاءت في منتهى الجمال، ولعل ذلك نابع من ثقة الشاعر بنفسه وقدراته اللغوية والفنية، وبالشاعر المطبوع الذي رأيته في كل جُملة وقصيدة.
وأخيراً.. إن السمة الأولى لهذه المجموعة هي الحنين، الذي مثَّلَ الحبل السري الرابط لقصائدها، والهاجس الشاغل لناصر عطا الله الإنسان والشاعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى