أخبار

مؤسسة معين بسيسو تستذكر ناجي العلي: صوت الفن والمقاومة الذي استمر يرفع أعلام الحق والعدالة


مؤسسة معين بسيسو تستذكر ناجي العلي: صوت الفن والمقاومة الذي استمر يرفع أعلام الحق والعدالة

متابعة- اليمامة الجديدة 

بفيضٍ من الكلمات والعبارات المغمسة بالألم، نستحضر اليوم ذكرى اغتيال الفنان الكبير ناجي العلي الذي لازالت أعماله تتلألأ كنجم منير في سماء الفن والثقافة الوطنية والتقدمية. ينثر الزمان عبقه على مرور 36 عامًا على تلك اللحظة المريرة، حيث غادر الفنان هذا العالم تاركًا لنا أعماله التي تجسد الوطنية والتعبير الجريء عن قضية الوطن والشعب .

في الـ29 من آب، يأخذنا التاريخ في رحلة عبر الزمن، لنستعرض مسيرة حياة هذا الفنان الذي كان يصوغ أحلام فلسطين على أوراق الكاريكاتير بألوان الثورة والمقاومة. ناجي العلي، إنسان استثنائي استخدم قلمه أداة لنشر الوعي ومحاربة الظلم والقهر.

ولنا في العلي صوت يعبر عن الإرادة الشعبية العربية التي لا تنكسر، يرفع لواء الفن المقاوم من خلال روائعه الفنية، ولوحات تسعى لنشر الوعي وترسيخ الهوية. كان ناجي العلي ينقل رسالته بعبقرية تدعو للتأمل والعنفوان في آن واحد.

من قرية الشجرة في فلسطين إلى الكويت ولندن وبلاد شتى، سار ناجي العلي بخطواته المليئة بالتحدي، تجاوز الحدود الجغرافية ليصل إلى قلوب الملايين حول العالم. اخترقت أعماله الجدران والزمان، لتعكس تاريخًا لا يُمحى، تاريخ كفاح وصمود.

كان العلي يشير بقلمه إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية برؤية حادة وفكاهية لافتة. ولذلك فهو صوت لمن لا صوت لهم، يناضل من أجل الحق والعدالة من خلال ريشته الثائرة. وقد دخلت أعماله ضمن مجموعات الفنون المعروضة في محافل دولية وعروض فنية، لتحاكي أبصار العالم وتنبهه لمعاناة شعب فلسطين. إنّه العلي، رسام الكاريكاتير الذي استخدم فنه وسيلةً للتواصل والتأثير.

بالمرور على أكثر من 40 ألف عمل فني، نرى أن ناجي العلي لم يكن مجرد فنان، بل كان مبدعًا يترجم رؤاه وأحلامه إلى لوحات تسكن في قلوبنا. لقد استخدم قلمه سلاحاً لنشر الوعي وإظهار حقائق قاسية بأسلوب فريد.

بين الأقلام والألوان، انطلق ناجي العلي في رحلته لنقل الحقيقة، ولنا في تلك اللحظات واللوحات تذكير بالالتزام والعزم. نستمد من تراثه الثقافي رسالة التمسك بالقيم والتحدّي، ونتعهد أن نواصل نشر الوعي ونخوض معارك الكلمة والفن من أجل إرث ثقافي مشرق يستمر في إلهام الأجيال.

في هذا اليوم، نستحضر ناجي العلي وإبداعاته، نتأمل في تلك اللحظات التي خطّها بقلمه ولوحاته، ونتعهد أن نواصل السير على نهجه، مستمدين منه القوة والإلهام. إنّها ذكرى تخلد في ذاكرتنا، وعبر الزمان تظل أعماله تهمس لنا بروح الثورة والأمل، وتدعونا إلى الوقوف بجانب الحق والعدالة، لأنه ما من زمان أو مكان يقف عائقًا أمام قوة الفن وقوة الإرادة.

مؤسسة معين بسيسو

29 أغسطس 2023م.

زر الذهاب إلى الأعلى