
صراع الزمن: بين الماضي الثقيل والحاضر المضطرب
بقلم: عبد القادر رالة- اليمامة الجديدة
قال بحزن: “إن الماضي يثقلني، يهجم علي فيفسد على الحاضر.”
أنا تائه بين هذه الأفكار المتقلبة غير الثابتة والمزلزلة! هذا ليس شعوره هو فقط، وإنما شعور يحس به كل أولئك الذين لعبوا معه أو أولئك الذين زاملوه في المدرسة الابتدائية أو طاردوا معه الفتيات من حي إلى آخر…
قال أيضًا بأن هذا الإحساس تأكد له بعد أن تزوج وأنجب الأولاد، فلا زوجته تتصرف كما كانت تفعل أمه أو عمته في الماضي! ولا أولاده يستطيعون أن يتصرفوا معهم كما كان يعامله أبوه!…
حتى معلمه القديم يختلف عن ذاك الذي يدرس ابنه البكر اليوم، رغم أن أهداف التعليم واحدة وقضاياه ثابتة!
وما يثيره ويقلقه أنه في الماضي كان يتوق إلى هذا الحاضر، الذي كان مستقبلًا، لكنه وجده مختلفًا عن ذاك الذي حلم به!
مخيف ومرعب هذا الحاضر! رغم أنه يعمل، ويملك سيارة، فإنه لا يشعر بالأمان، بينما كان الماضي جميلًا، يحس فيه المرء بالأمل، فأبوه رغم أنه كان عاملا يوميًا بسيطًا، قد يبقى ثلاثة أيام أو أربعة بدون عمل، إلا أنه كان سعيدًا راضيًا، وما سمعه يومًا يشتكي أو يسب زوجته، وكذلك كان يفعل جاره، وعمه، وخاله…
أجرة وضمان اجتماعي وعطل أسبوعية وسيارة، لكن الشكوى لا تريد أن تغادره إلى عالم آخر! يقلق لأجل أن يمتلك سيارة أفخر، وبيتًا أوسع، وملابسًا أكثر أناقة وأغلى!…
هو يسألني، لكني لم أستطع أن أجيبه، إذ كان والده أحس بثقل الحاضر أيضًا بالنسبة لماضيه الذي عاشه وعايش سكانه..