
صفاء.. غزية تحارب البطالة بفكرة وإبرة
غزة: سهاد راضي/ خاص اليمامة الجديدة
“اعمل ما تحب لتحب ما تعمل” مقولة انطلقت منها الثلاثينية صفاء أبو عطايا, والتي انتصرت على ظلمة البطالة بنقش أفكارها بخيوط التميز والريادة والإبداع, وذلك من خلال مشروعها الريادي فكرة بإبرة.
تخرجت أبو عطايا من كلية التربية قسم التعليم الأساسي في جامعة الأزهر بغزة, وحصلت على عقد عمل مؤقت في مجال تخصصها, لمدة ثلاث سنوات, أبدعت خلالها في عمل الوسائل التعليمية التي تهدف إلى إيصال المعلومات بشكل مبسط للأطفال, معتمدةً على مواد صديقة للبيئة وآمنة على أيدي الأطفال, ولم تدرِ أن إبداعها آن ذاك سيكون مصدر دخلها في المستقبل.
وحين انتهى العقد وقعت في متاهة البطالة المظلمة, فأضاؤت في رأسها فكرة كانت قبس الأمل الذي أخرجها من متاهتها تلك, وذلك من خلال استثمار موهبتها للحصول على مبلغ زهيد يكفي لسد جزء من احتياجاتها الأساسية, وكانت الانطلاقة حين شاركت في مسابقة مبدعات من أجل الصناعة, حينها لمع مشروعها في القمة, فاستمدت من فوزها طاقة إيجابية للتغلب على كل صعب.
وانطلق مشروعها من غرفة مهجورة على سطح منزلها, استصلحتها لتكون معرضاً لمنتجاتها, والتي شملت: مشغولات مطرزة, وتارات تطريز برازيلي، ودمى, وعجينة سيراميك بأشكال مختلفة حسب طلب الزبون, والكثير من المنتوجات اليدوية, وبمواد بسيطة, إضافة إلى مخلفات معاد تدويرها.
وتحدت صعاباً شرسة حاولت اعتراض طريقها كان أبرزها الحصار الخانق الذي يعرقل دخول بعض المواد الخام اللازمة لتصنيع المنتجات من جهة, ويحول دون تصديرها إلى الخارج من جهة أخرى, ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة, والذي يحول دون إنجاز بعض المشغولات في وقت أسرع, إضافة إلى الغلاء الذي طال المواد الخام, الأمر الذي جعلها ترفع ثمن منتجاتها, ما أدى إلى قلة الإقبال عليها, لا سيما بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه جميع سكان القطاع.
وتطمح إلى توسيع مشروعها, ومساعدة الخريجين, وذلك من خلال عقد العديد من الدورات التدريبية, كما تصبو إلى الوصول بمشروعها نحو العالمية, وذلك من خلال تمثيل فلسطين في العديد من المعارض الدولية, وتنصح الخريجين بالتحلي بالعزيمة والأمل, وعدم انتظار وظيفة قد لا تأتي, بل يجب أن يفجرو إبداعاتهم وطاقاتهم الكامنة, بغية إحياء مواهبهم المدفونة, والتي ستقودهم إلى التفكير الإبداعي خارج الصندوق, وذلك لمقاومة البطالة التي طالت الكثير من الخريجين في قطاع غزة المحاصر.