ثقافةملفات اليمامة

القادود في حوار خاص: الموهبة هي حالة تلبس الشاعر لا يخلصه منها إلا الموت

أجرى الحوار: عبد القادر ريان

القلم الشاب وموسيقى الغضب والثورة الفلسطينية تخاطب الوعي الفلسطيني، وتطوع من الكلمة بندقية توجع الاحتلال الفاشل في مواجهتها.
 
نحاور في صحيفة اليمامة الجديدة الشاعر والكاتب الفلسطيني عبدالهادي القادود.

ما الذي  يحمله عبدالهادي القادود لنا في جعبته من أدب؟ وهل لها علاقة بشكل مباشر بالعدوان الأخير على غزة والقدس؟ 

عبد الهادي القادود لديه رصيد كبير من الكتب تتعلق بالإنتاج الأدبي، حيث أنجز ما يتجاوز ال 25 ديوان شعري هي عبارة عن مخطوطات جاهزة للطباعة ومسرحية و كتاب في النقد وكتاب في الأقوال والأمثال، في العام 2004 و2005 طبعت مجموعتين شعريتين “وطن ينزف” و”على ضفاف الذكريات” وطبعت في العام الماضي أربع كتب الأول بعنوان “ساقية الدموع” والآخر بعنوان” دماء على نافذة الصباح” و”حسرة الحناء” و”أرجوحة الندم” ويوجد ثلاثة كتب الآن في المطبعة ديوان “هي الكلمات” وديوان آخر “بلع على الجبن لساني” والكتب الكثيرة المرصودة للطباعة في المراحل القادمة.

-لا شك في أن الشعر دائمًا حاضر من أجل الوطن، والإشكالية الكبرى التي يعانيها المبدع أنه لا يستطيع الاستقالة عن الكتابة أو الإبداع فالإبداع والموهبة هي حالة تلبس الشاعر لا يخلصه منها إلا الموت،  المبدع دائمًا يكتب للوطن والمرأة ولكل أغراض الشعر، والوطن دائمًا حاضر في كل كتاباته خاصة الشعراء الفلسطينيين تجد أن الوطن يحضر بقوه في شعرهم سواء كان هناك مناسبة أو لا فالشاعر هو العصفور الذي يغرد لتلك الأرض التي يحيا عليها شعبه.

الاحتلال يستهدف المكتبات والمراكز الثقافية،  ما الخطر الذي يشكله المثقف على الاحتلال؟

العدو يدرك أن الأديب أول من يناضل وآخر من ينكسر حين أفلس الاحتلال في ردع المقاومة الفلسطينية اتجه لضرب المنشآت التي لها علاقة في بنية الروح والنفس المبدعة الفلسطينية التي تتمثل في المكتبات العامة والمراكز الثقافية وتعرض قبل ذلك للمراكز الثقافية وأي نقاط التقاء توفر حاضنة إبداعية أو مصدر إشعاع وترشيد للوعي الفلسطيني المقاوم.

-الخطر الذي يضع له الاحتلال ألف حساب هو المجهول الذي لا يستطيع أن يحصره، وهو الذي يتمثل في مدى قدرة المبدع على ابتكار وسائل قتالية بكل أشكالها سواء كان بالقلم أو البندقية، فالمثقف الفلسطيني دائما ينقل رسالة ومعاناة قضيته لكي يتزايد تتجاوز الحدود والقيود بل ويعزز من خلال الكتابات الإبداعية التعبئة النفسية للإنسان الفلسطيني كي يكون قادرًا على مواجهة المحتل، وتجلى ذلك من خلال الأناشيد الوطنية والأغاني الثورية.

دور الشعر والشعراء في العدوان على غزة والقدس وتوثيق المشهد الحالي من تاريخ فلسطين؟ 

كان الشاعر ملازمًا للثائر طوال الثورة الفلسطينية، وقد تجلى ذلك في إفراز الكثير من الشخصيات الأدبية على مستوى الوطن العربي أو حتى على مستوى العالم، وقد مثلت هذه الثلة من الشعراء مصدر إلهام للشعراء الشباب حيث يسعى الكثير مهم للسير على نهج سابقيهم من الشعراء، وهنا قامات كبيرة جدًا على مستوى الوطن كانوا يمثلون شوكة في حلق الاحتلال من خلال تلك القصائد فما زالت دعم معنوي رئيسي ونفسي إلى كل شرائح الشعب الفلسطيني بكل مستوياته، واستمر الشعراء الشباب على نهج كتابة الأدب المقاوم وتطويع الكلمه لكي تكون مقاتلة إلى جانب البندقية وإيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم كله.

هل مشروع الملتقى الأدبي الذي تتبناه أنت ومجموعة من الأدباء سيستمر ويسجل انتصار للجيل الجديد من الشعراء؟ 

فكرة ملتقى شواطئ الأدب خلقت لمثل هذه الحاجة من التجمعات لتهيئة المناخ بتوفير حاضنة أدبية لكل المبدعين الفلسطينيين سواء كانوا واعدين أو ناضجين في ظل غياب دور المؤسسات الرسمية
والتي نشأ في ظل الانقسام الفلسطيني لتكون شرفة نطل من خلالها على الجمال لا على القتال لتعزيز اللحمة الفلسطينية وبل نستطيع من خلال هذا الملتقى الذي تم تأسيسه في النصيرات سبتمبر 2009 احتضان كل الطبقات والمستويات والفنون والأجناس الأدبية كي تشارك معًا في تشكيل الوعي الفلسطيني و تكون منبرًا حرًا من خلاله نغرد بدون قيود في بال معاناة الشعب الفلسطيني، وكان هناك دور نشاطات إدارة الملتقى مع مؤسسات المجتمع المدني والمدارس ودور التعليم حيث كان يوفر الملتقى كادر التحكيم لكل الفعاليات المدرسية الأدبية وتجاوزنا حدود المنطقة الوسطى وتعاوننا في خان يونس مع مؤسسة الثقافة والفكر الحر و مركز غوار الخ.. وهذا من خلال حرصنا على التنقيب عن المبدعين وتوفير الظروف الملائمة لهذه المواهب، ونحن مستمرون لمن أراد من الشعراء الشباب التوجيه وتطوير قدراته، فهناك دورات نقدمها في مكتبة خالد الحسن بالنصيرات بشكل مجاني دعمًا للثقافة والأدب.

ما هي أهم المشاكل التي تواجه الشعراء الشباب اليوم؟ 

هناك خطأ كبير يقع فيه المبدعون في بداية المشوار الأدبي ويتمثل في عدم قدرتهم على تحديد الجنس الأدبي الإبداعي الذي ينتمي إليه الشاب وبالتالي تقع المسؤولية على عاتق المرشد أو الحاضنة التي تحتضن هذا الشاب في توجيه وترشيد وتحديد الجنس الأدبي، لكي ينمي قدراته الإبداعية في هذا الاتجاه وهذه مشكلة كثير من الملتقيات تهدف فقط أن تمتلك حشد من المبدعين بغض النظر عن نوع هذه الموهبة هو فقط يركز على الجانب الإعلامي وبالتالي تكون رسالة هذه التجمعات والملتقيات منقوصة لأن الهدف الحقيقي ينبغي أن يكون رسالة أدبية راقية وتوفير مرحلة على الشباب من التخبط الإبداعي إن جاز التعبير ويكتشف نفسه من خلال مده الإبداعي والأدبي.

ما هي رسالتك آخيراً إلى الشعراء الشباب؟

أدعو شبابنا الشعراء عن ضرورة البحث عن تنمية النفس المبدعة، لأن الموهبة وحدها لا تكفي وتحتاج إلى تغذية ذاتية وهي مرحلة لابد لكل مبدع أن يمر بها والتي يستطيع من خلالها توفير الخبرة
والرصيد المعجمي الكافي الذي يضمن له التعبير عن أي فكرة من خلال التعبير البلاغي الذي يتناسب مع ألوان العصر سواء كان ذلك بحداثة الصورة أو احتواء الإيقاع والوزن وتطوير البنية التي تليق بإبداعه، وأأكد على أنه لا بد من المبدعين معرفه الجنس الأدبي الذي يضعونه سواء قصة أو قصيدة او رواية، وتطوير الذات المبدعة فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى