ثقافة

   عتبات النص في رواية” قمر في بيت دراس” للكاتب عبدالله تايه      

   عتبات النص في رواية” قمر في بيت دراس” للكاتب عبدالله تايه      

بقلم: شهناز غازي أبو شبيكة

يهدف هذا البحث إلى الوقوف على سيميائية الغلاف، والعنوان، والشخصيات، في رواية (قمر في بيت دراس) للكاتب عبدالله تايه، حيث تعد الرواية أنموذجاً للروايات الفلسطينية التي جسدت معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال والتهجير؛ فقد كان للمنهج السيميائي دور كبير ومهم في فهم وتشكيل الفضاء الروائي لرواية قمر في بيت دراس، وساهم في فتح أفاق جديدة في البحث الفكري، وتنمية الحس النقدي، وتوسيع دائرة الاهتمام، بصورة تجعلنا ننظر إلى الظاهرة الأدبية أو الاجتماعية بعمق، والغوص داخل الشخصيات لفهم أبعادها الأربعة( البعد الخارجي، والبعد النفسي، والبعد الفكري، والبعد الاجتماعي) فلا نقنع بما هو سطحي، ولا نقتصر على الأحكام المجانية التي تعودنا عليها، فالسيميائية نظرية تخترق مختلف مجالات النشاط الثقافي البشري .

فاشتمل البحث على مقدمة للتعرف على المنهج السيميائي، ونشأته، وأصوله، ثم تطرقت للتطبيق في ثلاث نقاط: سيمياء الغلاف، سيمياء العنوان، سيمياء الشخصيات .  

وخلصت في نهاية البحث إلى مجموعة من النتائج، من أهمها : أن عنوان الرواية قد لعب دوراً مهماً باعتباره البوابة الأولى التي لجأ إليها القارئ أثناء الدخول إلى عالم النص ليكشف أسراره وخفاياه فأصبح القمر نعمة ونقمة في ذات الوقت على أهل بيت دراس .

الكلمات المفتاحية: السيميائية / الغلاف/ العنوان/ الشخصية.

This study aims at finding the semiotic cover, title, and characters in “A Moon in Beit Darras” novel by Abdullah Tayeh. This novel is considered as a sample of the Palestinian novels that embodied the suffering of the Palestinian people that is due to the occupation and displacement. Thus, the semiotic approach has a great and important role in understanding and forming the narrative space in “A Moon in Beit Darras”, and it contributes to open new horizons for the intellectual research, develop the critical view, and expand interest in a way that makes us observe deeply the literary and social phenomenon, and to dive deeply in the characters to digest its four dimensions which are: a. the external dimension, b. the psychological dimension, c. the intellectual dimension and d. the social dimension.Therefore, we are not convinced of what is superficial, nor are we confined to the free judgments that we are accustomed to. Semiotics is a theory that penetrates the various fields of human cultural activity. The study includes an introduction to the semiotic method, and its origins. Then, it deals with the application in three points: the semiotic cover, the semiotic title, and the semiotic characters.

المقدمة :

تعد السيميائية من أبرز معالم التجديد النقدي في تحليل النص الأدبي، حيث يُعد النص كنزاً للأسرار، التي تستفز القارئ  لفك رموزها، انطلاقاً من فهم العلاقة الموجودة بين الدال والمدلول، وبين الحضور والغياب .

وقد بدأت ملامح السيميائية تظهر مع بداية القرن العشرين، حيث كانت نشأتها مزدوجة، نشأة أوروبية مع اللساني الفرنسي ” فردينا دي سوسير” (1913-1857) وأمريكية مع الفيلسوف الأمريكي “تشارلز ساندرس بيرس ” (1939-1914) فقد تنبأ  دي سوسير في محاضراته في كتابه “محاضرات في الألسنة العامة ” بولادة علماً يدرس حياة العلامات في صدر الحياة الاجتماعية، وعد السيميولوجيا علماً للعلامات، وحدد لها مكانة كبرى، إذ جعلها العلم العام الذي يشمل في طياته حتى اللسانيات، وحدد لها وظيفة اجتماعية، فيقول دي سوسير : ” يمكننا أن نتصور علماً يدرس حياة الدلائل داخل الحياة الاجتماعية، علماً سيكون فرعاً من علم النفس الاجتماعي، وبالتالي فرعاً من علم النفس العام ، ونطلق على هذا العلم السيميولوجيا ” .

بينما أطلق الأمريكي بيرس مصطلح (السيميوطيقيا) والذي بدأ في الإجابة عن “هل بإمكاننا أن نفكر بدون دلائل؟ ” وانتهى إلى جعل السيميوطيقا ” دراسة لجميع المعارف الإنسانية، فهو العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات سواء كانت لغوية، أو غير لغوية (حمداوي، 2013،ص4).

أما(رولان بارت Roland Bart / 1915 _ 1980)، فاهتم بالدلالة إلى درجة قصوى، فذهب إلى أن السيميائية ” بإمكانها أن تسدي خدماتها لبعض العلوم، وتصاحبها في طريقها، وتقترح عليها نموذجاً إجرائياً “(بارت،1986، ص25)

أما السيميائية في الفكر العربي فقد عد النقاد أن السيمياء لفظ عربي أصيل، حيث ورد في المعاجم العربية ” السٌومة، والسٌيمة، والسٌيماء، والسٌيمياء، وكلها من أصل لغوي واحد ومن مادة لغوية واحدة، وهي سَوَمَ، وهي العلامة التي يعرف بها الخير والشر، وسوم الفرس أي جعل عليها السيمة، وجمعها سِيم “(الأزهري، 1964، 13/112). وقد جاء لفظ السيميائية في القرآن الكريم في عدد من الآيات الكريمة وكانت بلفظة السمة، منها قوله تعالى تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ {(الفتح،29) ، كذلك يقول تعالى تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا){ البقرة،273) ، أي تعرفهم فقراء من صفرة الوجه ورثاء الحال(الزمخشري، 1998،ص551) ، وقال سبحانه وتعالى  سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ  { )القلم،16) ، أي سنبينه بياناً واضحاً حتى يعرفه الناس(الزمخشري، ص558) ، أي نجعل عليه العلامة . ومن خلال الآيات المذكورة يؤكد  فيصل الأحمر  على أن دلالة مفردة  (سيمياء) تتطابق مع ما ذكره ابن منظور في معجمه لسان العرب حيث يقول : ” الدلالة التي حملتها هذه اللفظة في القرآن هي نفسها الدلالة التي ذكرها ابن منظور وهي العلامة ” (الأحمر، 2010،ص30)

فالسيمياء اصطلاحاً : ” هي عبارة عن لعبة التفكيك والتركيب، وتحديد البنيات العميقة الثانوية وراء البنيات السطحية المتمظهرة فونولوجياً ودلالياً”( حمداوي، مجلة عالم الفكر،1997، ص79)

وقد عرفها صلاح فضل قائلاً : ” هو العلم الذي يدرس الأنظمة الرمزية في كل إشارات الدال، وكيفية هذه الدلالة “(فضل،1998،ص297)

لذا فإن للمنهج السيميائي دور كبير ومهم في فهم وتشكيل الفضاء الروائي، وقد ساهم في فتح أفاق جديدة في البحث الفكري، وتنمية الحس النقدي، بصورة تجعلنا ننظر إلى الظاهرة الأدبية أو الاجتماعية بعمق، فلا نقنع بما هو سطحي، ولا نقتصر على الأحكام المجانية التي تعودنا عليها، وسنلحظ ذلك في التطبيق ل( رواية قمر في بيت دراس) للكاتب الفلسطيني عبد الله تايه.

قرية بيت دراس : قرية فلسطينية- بلدة الكاتب الأصلية- تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وتبعد عنها 32كم، وترتفع 50كم عن سطح البحر، تبلغ مساحتها أراضيها 16357 دونماَ تحيط بها أراضي قرى المجدل والسوافير الشمالي والغربي، والبطاني الغربي، والبطاني الشرقي، وأسدود، وحمامة .

وقد اشتهرت بلدة بيت دراس بزارعة الحبوب وأشجار الزيتون والفاكهة، كما اعتنى أهلها بتربية البقر، والخيل، والأبل، والأغنام، والدواجن، كانت في القرية مدرسة أنشأت عام 1932م وبها مسجدان أحدهما مسجد الشيخ أبو ياسين، ويقوم على خدمة المسجد آل المقادمة ومن حولهم، والمسجد الكبير يقوم على خدمته آل ابو شمالة، وفها مقام “أبو قفة “، وبها مغارة قديمة وطويلة يبلغ طولها كيلو متر، وفي شمالها وادِ يقطع القرية من الشرق إلى الغرب، وكان في القرية موقع أثري يضم بعض الأسس الحجرية والغرف معقودة السقف، وفي نهاية العهد العثماني وبداية عهد الاستعمار الانجليزي بني بالقرب منها أحد أقدم مطارات فلسطين الذي حوله اليهود إلى مطار عسكري يعرف حالياَ بمطار هاتزور العسكري .

و يبلغ عدد قرية بيت دراس في عام 1922 م حوالي 1670نسمة، وفي عام 1945م 2750 نسمة من عائلاتها : بارود، المقادمة، اليازوري، أبو شمالة، عابد، عبيد، نصار، الحداد، زهد، الحاج أحمد، سلامة، منصور، داود، سعد، وادي، المشهراوي، أبو كاس، تايه، وكان يرأس كل عائلة مختار مسموع الكلمة، وقد عرف البدارسة بالشجاعة والكرم والمروءة . والأكلة الشعبية عندهم المفتول مع لحم العجول .

          ويعني اسم القرية ” بيت دراس” مكان دراسة الحنطة فهي تحريف (مدرس) أي : بيدر ويدعي بعض الناس أنها نسبة إلى بيت إدريس (النبي) .

وقد قامت عدة معارك بين أهل البلدة واليهود المستعمرين، وأبلوا الفدائيون البدارسة  بلاءً حسناَ رغم عدم تمكن القرى المجاورة من إمدادهم؛ بسبب تطويق القرية، وقد نفذت القوات الصهيونية مذبحة انتقامية في القرية بعد احتلالها حيث جمعوا عدد من سكان القرية في مسجد القرية وأعدموهم ميدانياَ، وبعد احتلال القرية بدأ سكان بيت دراس ينزحون عن قريتهم إلى أسدود وحمامة ( بيت دراس الموسوعة الحرة) .

أما الرواية (قمر في بيت دراس) صدرت عام 2001 في غزة، بالتعاون بين اتحاد الكتاب الفلسطينيين وU.N.D.P . عدد صفحاتها 131 صفحة، تحدثت الرواية عن أهالي قرية بيت دراس ومعاناتهم تحت ظل الاحتلال المتنوع منذ هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى عام 1918م حتى هجرتهم من بلدتهم وتشردهم، وضياع بيت دراس وفلسطين عام 1948م، بفعل ذلك الوعد البريطاني المجحف الظالم، إنها رواية ذات قدرة كبيرة على طرح ما تسكت عنه أقلام كثيرة، فقد جسد الكاتب معاناة الفلسطينيين جميعاً في هذه الرواية، وبمهارة الروائي، ولغة الأديب، وواقعية الحدث، حيث كتب عبدالله تايه روايته عن أهم الشخصيات في قريته ضمن التسلسل الروائي المنطقي المثير للمتابعة والدهشة .

سيمياء الغلاف :

حرص الجنس البشري منذ بدايات تواجده على سطح الأرض على نقل أفكاره والتعبير عن ما يجول في نفسه من عواطف وأحاسيس مستعملاَ في ذلك طرق وأساليب مختلفة، وقد كانت الصورة أكثر التصاقاَ بحياة الإنسان .

حيث بدأ الكثير من الروائيين في هذا العصر ومع تقدم الشكل الطباعي للغلاف يتبارون في جماليات صورة الغلاف ودلالاته، فهو العتبة الأولى للنص، وأن الأشكال الهندسية واللوحات التشكيلية بألوانها خصوصاَ لوحة الغلاف لا تأتى اعتباطاَ؛ بل هي علامات إشارية تشع دلالات ترتبط بالمتن بشكل أو بآخر، وفي بعض الأحيان تكون اختزالاً له، والسؤال الآن هل الأديب أو الكاتب الروائي هو من يصنع صورة الغلاف أم الناشر، فمن البديهي للفنان التشكيلي أن يقرأ الرواية أو القصة؛ حتى يقدم صورة غلاف ملائمة مع أحداث الرواية، فنجد الفنان (فايز السرساوي) الذي قام بتصميم صورة الغلاف لرواية قمر في بيت دراس قد أذهلنا بلوحة فنية تحوي مجموعة كبيرة من الإشارات التي تحيلنا لدلالات منها النفسية، والاجتماعية، والتاريخية، والسياسية، فقد احتوت على الكثير من الرسوم والخطوط، والألوان، ونلحظ أن كل شكل أو خط أو لون معين له مدلوله الخاص، و”هذه الأنساق المجتمعة تُخرج لنا دلالات تركز إلى خلفية ثقافية خاصة، وتعبر هذه الدلالات عن تجربة واقعية داخل الرواية” (بنكراد، 2012،ص35) ، ومن هنا ” فصار الاهتمام بمجموعة النصوص التي تحفز المتن، وتحيط به من عناوين، وأسماء المؤلفين، والإهداءات، والمقدمات، والخواتم، والفهارس، والحواشي، وكل بيانات النشر التي توجد على صفحة غلاف الكتاب وعلى ظهره “(عبد الرازق،2000،ص21-22).

وبالنظر إلى صورة الغلاف لرواية -قمر في بيت دراس- نجدها بلا إطار، وذلك يدلل على رغبة الكاتب وطموحه الشديد للحرية، ورفضه لتلك القيود التي وضعها الاحتلال على الانسان الفلسطيني، وربما أراد الكاتب أن يجعل النهاية مفتوحة أمام القارئ ليتوقع النهاية حسب رؤيته وقراءته، وقد جاءت الرواية بالشكل الهندسي المستطيل، حيث يتميز هذا الشكل الهندسي ببعداه غير المتساويين – الطول والعرض- فقد أراد الكاتب أن يرمز إلى نوعيين من الشخصيات داخل الرواية: الشخصية الأولى هي الشخصية المُحتلة المتغطرسة (الانجليز، واليهود) ، أما الشخصية الثانية فهي الشخصية التي اغتُصبت أرضهم، وهجروا قصراَ وهم أهل قرية بيت دراس الفلسطينية .

وبما أن للون تأثيره الفسيولوجي الذي يؤثر على الجهاز العصبي وطرائق الفكر والإحساس، تأتي أهمية اللون من قدرته على التأثير في الأمزجة والأحاسيس، ومن دوره في التمييز بين الأشياء وتشكيل الخبرات، خاصة أن إدراك الألوان يختلف من فرد إلى فرد، ومن جماعة إلى أخرى بحسب درجات الوعي والمعرفة، فهو من أدق المعارف التي ترتبط بالحقول الحسية المتصلة، والتي تشكل الخبرة الجمالية لارتباطها بحاسة البصر والهيئة، فعلى صعيد الألوان نلحظ أن اللون الأصفر هو اللون الطاغي على صورة الغلاف، وقد تشكل على هيئة نصف قمر، وتخلله عنوان الرواية  بشكل رأسي، وكما أشرنا أن اللون يبقى إدراكه ودلالته حسب الثقافة الخاصة لكل بلد، فيمثل اللون الأصفر درجات مختلفة ولكل درجة دلالتها الخاصة؛ فمنه الأصفر الفاقع الذي يسرُّ الناظرين،، فله دلالاته الإيجابية حيث الشمس التي توحي بالدفء والأمل والتفاؤل والبهجة والتميُّز والنشاط، ومنه الباهت الذي يدل على الجفاف، والمرض، والقحط، الخيانة واللؤم، وله دلالاته السلبية التي تعكس الكسل، والحزن، والهم، والذبول، والموت، ويدلل اللون الأصفر أيضاً على الجفاف، والتصحر، وموت الطبيعة . أما عن دلالة اللون الأصفر في غلاف الرواية فلها دلالات إيجابية ودلالات سلبية، أما دلالته الإيجابية  فقد أراد الكاتب أن يعبر عن مهنة أهالي بلدة بيت دراس، وهي زراعة المحاصيل الذهبية من سنابل القمح والشعير التي اشتهرت بها القرية، حيث قال الكاتب : ” حيث اعتاد الفلاحون زراعتها بالقمح والشعير والكرسنة” (الرواية، ص90) ، ويقول ” تقف أعواد القمح والشعير ثابتة كالرماح مغروسة في الطين بلا حراك”(الرواية،ص105) ، ومن هنا قد تلونت القرية بسنابلها الصفراء، وقد دل اللون الأصفر على الشمس الحارقة المتعبة لأهالي بيت دراس، فبدلاً من أن تكون مصدراً للدفء والأمان لهم كان مصدراً للشقاء والخوف، حيث قال الكاتب في الرواية : ” علت الشمس، استيقظت الحرارة، انخفضت رءوس الناس، لم تستطع كوفياتهم أن تقيهم الحر، كرعوا الماء من أباريق الفخار التي جلبوها معهم، انتصف النهار، توسطت الشمس فوق الرءوس، غلت الأرض بما فيها ومن عليها “(الرواية،ص52). أما عن دلالات اللون الأصفر السلبية فقد جسد اللون الأصفر في الغلاف الفقر والجوع الذي حط على أهل القرية بفعل الضرائب التي فرضها عليهم الترك، مما اضطر أهلها لترك أراضيها بلا زراعة، فماتت سنابلها الذهبية وتحولت لأرض جرداء مليئة بالحزن والوهن، حيث قال أهل البلدة في الرواية : ” الناس فقراء، الله أعلم بحالهم، وارتفعت الضرائب على الأراضي المزروعة “(الرواية،ص62) ، وقال الكاتب ” تؤرق الناس في القرية حكايات مزعجة، كوابيس قاتمة، فقر لا يرحم، فيفرون إلى أطياف وكرامات تحملهم فوق الغيم، ترطب مساءهم، يستسلمون لحكايات تدغدغ الروح، تخفف وطأة الحياة وثقل الفقر”(الرواية، ص72) .

ويتخلل اللون الأصفر في صفحة الغلاف وجوه غير ظاهرة مطموسة الهوية تدلل على شيء مريب يكره الناس لا يأتمنهم الإنسان، سيء الطبع، لا يضبطه قانون أو نظام ذا نظرة سلبية لأكثر الأشياء، يميل لتحريف الحقيقة؛ كنتيجة لوجهة نظره المظللة للأشياء . فقد رسم الفنان شخوص غير مفهومة، مطموسة الهوية، بلا معالم، فقد دللت على شيء مريب يجزع القلب، فقد تجسدت الشخوص بثلاث شخصيات، شخصيتان منها تمثل الاحتلال الإسرائيلي والانتداب البريطاني، الذي عقد اتفاقيات مع اليهود في الخفاء، ومنحهم أرضاً بلا حق، فنلحظ في الصورة شخصيتين قد لونتا باللون الأسود فهي شخصيتا : الانتداب الإنجليزي، والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، حيث اختار الفنان السرساوي اللون الأسود ليبين مدى الحقد، والغدر، والغطرسة، والظلم الذي يبني عليه الاحتلال كيانه الهش، وقد قال ابن منظور في معجمه عن اللون الأسود : “السواد : نقيص البياض، ويُقال للأعداء، سود الأكباد “(ابن منظور،1988) ، نلحظ أن الدلالة النفسية للون الأسود في اللغة قد اقتصرت على العداوة والبغضاء والمكر والكره .  أما الشخص الثالث الذي في الواجهة فقد عبر عن شخصية الإنسان الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه، وعانى الكثير من الآلام، والقتل، والظلم، فنلحظ أن شخصيته قد لونت باللونين الأحمر والأزرق مجتمعان، فالأزرق يدلل على كم العذاب والظلم، والغدر، والخذلان، والصدمات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني . أما اللون الأحمر فرمز لدماء الشهداء التي سقت أرض فلسطين على مدى التاريخ، والتي ستظل لعنة تحاصر الاحتلال . أما الخط الأصفر الذي ينصف هذه الشخصية، فدل على الحادثة والنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني سنة 1984م، والتي أدت إلى تقسيم أوصاله، وتشتيت أهله.

نلحظ أن الشخوص المرسومة تنظر إلى الأعلى فهم المقاومون الذين دافعوا عن أرضهم بكل بسالة وقوة، ونظرهم إلى الأعلى يدلل على انتظار النصر والتفاؤل في المستقبل، وثقتهم بربهم، وبقاء الأمل في العودة إلى بلادهم المغتصبة .

ثم نلحظ في صفحة الغلاف من الجهة اليمنى عرقاَ أخضراَ لنبتة لا يوجد عليها أوراق ولا أزهار جرداء تماماً، فرمز هذا الساق لبقاء الأمل واستمراره رغم كثرة الخلافات وتعدد المحتلين واختلافهم أجناسهم على أرض فلسطين الحبيبة؛  إلا أن الفلسطينيين حتماَ سوف يعودوا يوماَ، وسوف يمتلئ الساق بالأوراق، ، فجاء الأخضر هنا ليكون ” رمزاً للخصب، والنماء، والتفاؤل، والأمل “(عمر،1997،ص164) بفجر جديد، أما أنه يفتقر للأوراق فقد دل على خيبة الأمل التي حطت على الشعب الفلسطيني على مر العصور . أما في الجهة اليسرى فنجد رسم لثلاث شجرات وفي النظر إليها نشعر بقوة وصلابة، وأمل يتجدد فينا، فلونها الأخضر يدعونا للتفاؤل، والشموخ، فهذه الشجرات تجسد رسوخ، وصمود الشعب الفلسطيني على عهد المقاومة حتى ينال النصر، ودحر الاحتلال .

وبالنظر لاسم الكاتب فقد اختار وضع اسمه في أعلى لوحة الغلاف دلالةً على اعتزاز الكاتب بنفسه، مفتخراَ بكتاباته لافتاَ انتباه القارئ لفكره وثقافته العالية، فمن هنا يشير للمتلقي بأنه هو كاتب الرواية – عبدالله تايه – مقراَ بأن كل شيء ورد بين دفتي هذا الكتاب هو مسؤول عنه وعن مضمونه، أما صفحة الغلاف من الخلف فقد صبغت باللون الأبيض والذي يحمل الأمل والتفاؤل في فجر جديد، وتخلل اللون الأبيض أعمال الكاتب تايه وصورته الشخصية،  اعتزازاً بتاريخه الثقافي .

سيمياء العنوان :

يعد العنوان أهم جزء في أي عمل أدبي، لما له من علاقة قوية ومتأصلة بالنصوص، باعتباره الجزء الذي لا يمكن أن نغفل عنه أو نهمله، لأنه المسلك الذي نستطيع من خلاله الولوج إلى النص، وقد عرف لغةً في لسان العرب بأنه “عُنّ الشيء”  يعِنّ يَعّنُ عنناً ظهر أمامك؛ وعن يعِن ويعِن، وعناً، وعنوناً، واْعَننّ : اعترضَ وعرضَ “(ابن منظور، مادة عن، ص29). أما اصطلاحاً فيعد العنوان الأساس لاقتحام أغوار العمل الفكري مع الاهتمام بأذواق المتلقي، وما تحتاجه الساحة الأدبية؛ لذلك نجد أن النقاد قد اهتموا بسيميائية العنوان ودلالاته؛ لأنه الأساس والرمز الأول الذي يشير فيه الكاتب لما يحويه النص، و” لكونه مفتاحاً أساسياً بامتياز، يتسلح به المحلل للولوج إلى أغوار النص العميقة بغية استنطاقها وتأويلها “( حمداوي، 1997، ص79-112) ،  فيلعب العنوان دورا أساسياً في فهم المعاني، وهو وسيلة لربط اللغة القائمة على التواصل بين المرسل والمستقبل . ويُنظر إلى الرموز والدوال التي يثيرها العنوان باهتمام شديد، فهي في المقام الأول ” توحي بما يصطرع في ذهن الأديب من أفكار وفي وجدانه من الأحاسيس والمشاعر، ومن ثمّ تحفيز وعي المتلقي وإثارة خبرته وثقافته؛ ليكشف الدلالات، والطاقات الإيجابية التي تبشر بجوانب الإبداع المضوني “(أبو علي،2001، ص321).

وقد برز الاهتمام بعلم العنونة على أيدي الباحثين الغرب مثل : جيرار جينيت، وليوهوك، وكلود دوشي، وروبرت شولز وغيرهم من النقاد . فجيرار جينيت يعد أول من عين نص العنوان في كتاباً كاملاً حول العتبات النصية فهو الذي اعتبر العنوان من أهم الموضوعات الشعرية حيث قال : ” موضوع الشعرية ليس النص إنما جامع النص “(جرار،ص94) ، أي أن العنوان يجمع في دلالاته ما كتب في داخله، حيث حدد (جينيت) وظائف العنوان الأساسية وهي : الإغراء، والإيحاء، والوصف، واليقين، وعنها تتفرغ وظائف أخرى تبعاً لجنس النص الأدبي “(حمداوي، ص89-99) .

وقد رأى “لوي هوك” في كتابه (إشارة العنوان) أن العنوان هو ” مجموعة العلامات اللسانية، من كلمات، وجمل، ونصوص، قد تظهر على رأس النص لتدل عليه وتعينه، وتشير لمحتواه الكلي ولتجذب جمهوره المستهدف “(عبد الحق،2007،ص67) .

ونلحظ أن عنوان الرواية (قمر في بيت دراس) جاءت كتابته بالطريقة العمودية فالكتابة هنا لم تكن حلية شكلية؛ ” بل تشكيل خطي عمودي وفراغات مقصودة من الناحية الفنية بغية طرح أبعاد إيحائية ودلالية “(مبروك،2002،ص100) ، وهذا النوع من الكتابة يجذب انتباه المتلقى بين الصورة والكتابة، فكلمة قمر في أعلى الغلاف يشي بالعلو ورفعة الشأن، أما كتابة العنوان باللون الأسود على صفحة صفراء كنص موازٍ يساهم في اضاءة العنوان، أما عن مفارقة اللون فتمنحت العنوان بعداً دلالياً، فالأسود دلل على حالة الحزن التي سيطرت على أهل فلسطين بشكل عام، وعلى أهل قرية بيت دراس بشكل خاص، والتي ظهرت على أغلب شخصيات الرواية (الفلسطينيين) الذين هجروا قسراً من قريتهم وما تعرضوا له من فقر، وظلم، وقتل، وتشريد، ودمار الحياة بكل تفاصيلها، فنجد أن ” اللون الأسود جسد الحزن، والظلام، والقساوة، والصلادة “(نوفل،1995، ص33) ، فجاء اللون الأسود في عنوان الرواية رمزاً للحزن، والتشاؤم، والغدر، والحداد، فقد جسد “النظرة التشاؤمية إلى الحياة، واعتبار جانب الشر فيها أكثر من جانب الخير “(عمر،1997،ص235) نظراً لما تعرض له أهل بيت دراس من غدر الانجليز ويهود الكبانية، حيث قال جبر المنصور :” الحكاية أكبر من بيت دراس والقرى المجاورة .. الحكاية أن الانجليز ألغوا الانتداب، وسيتركونا نتصارع مع اليهود بعد أن سلحوهم ودربوهم … توارت الشمس وراء المنحدر، تبدل لون الشفق الدامي إلى اللون الداكن أظلمت الدنيا  ” (الرواية،ص97) .

وبالنظر إلى الصورة التركيبية لعنوان الرواية (قمر في بيت دراس) نجد الكاتب قد التزم الصياغة الإسمية المركبة تركيباً نحوياً مكونة من مسند إليه (قمر) كمبتدأ، ومسند (في بيت دراس) كخبر، فقد هيمنت الصياغة الاسمية على العنوان والتي زادت من  ” القوة الدلالية من ناحية؛ وهي أشد تمكناً وأخف على الذوق السليم في الدلالة الفعلية من ناحية أخرى”(محمد، 1988،ص27)

أما من الناحية الدلالية فالبنية السطحية تحيلنا مباشرة إلى البحث في البنية العميقة، ومحاولة تفجيرها، فكلمة قمر تعني أصل صحيح يدل على بياض الشيء، وهو الكوكب السماوي، المستضيء من الشمس، ويعكس نوره إلى الأرض ليلاً ويشتق منه قمر، يقمره؛ أبيضُ، أَقَمَرَ : أضاء، أقمر القوم : ظهر لهم القمر”(المصطفوي،1973، ص350-353) ، والجمع أقمار، وأقمر مشتق من القمرة “(ابن منظور، مادة قمر) ، وقال تعالى : ” والقمر نوراً “(يونس :5) .

فكلمة قمر في العنوان دللت على الفدائيين الذين كانوا يتسللون في ظلمة الليل  لقريتهم بيت دراس ليطمئنوا على بيوتهم، وحقولهم، والمقصود أيضاً الشخصية الرئيسة في هذه الر واية وهو (جبر المنصور) فهو الأكثر اصراراً على الذهاب المستمر ليلاً من أسدود إلى بيت دراس، فبعد خروجه من مستشفى تل الزهور بسبب إصابته في مواجهة اليهود دفاعاً عن بيت دراس وجه حديثه لوماً لأصدقائه : ” لماذا تركتم بيت دراس” ؟! (الرواية،117) فقدم له أقاربه وأهل بلده الكثير من التعليلات التوضيحات والأعذار التي لم يقتنع بها بل قال لهم : ” كل يوم وكل ليلة روحوا ع البلد، أجاب المكحل : رحت الليلة والله ستر مليانة يهود ، فرد علبيه جبر: وإن كانت مليانة يهود، هذه أرضنا، فتوجه جبر ليلاً إلى القرية مع ابنه رباح، واستمر يذهب إل القرية كل ليلة، إلى بيته، وحقله، وحاكورته “(الرواية،118).

وقد كرر الكاتب عبدالله تايه جملة ” قمر الليلة باه مستدير كوجه صبية من الجنة، أطل بنوره من شرفة السماء على الحقول، والكروم، وسوافي الرمال، وأمواج البحر في بيت دراس والقرى حولها”(الرواية،124). فهنا نرى أن الكاتب قد أسدل تشخيصه على القمر وكأنه انسان يأتي إلى القرية ليتفقدها كل ليلة .

 أما جبر المنصور فقد كانت نظرته مخالفة للقمر، حيث كان سبباً بمهاجمة المعتدين الصهاينة واللحاق بالضعفاء ومفاجأتهم، وكان القمر أيضاً عند غيابه سبباً في هزيمة الأتراك أمام الانجليز في وادي غزة ، فيقول جبر : ” قمر الليلة مستدير، ينير سوافي الرمال، يكشف الأهالي الفارين قمر الليلة مشؤوم، يذكرني كيف غاب في تلك الليلة التي هجم فيها الانجليز علينا في وادي غزة وانهزام الترك، عجيب هذا القمر إذا غاب مكن المعتدين من مفاجأة الضعفاء، وإذا ظهر ساعدهم على سرعة الملاحقة، القمر المستدير يحمل لعنةً دائمةً على الضعفاء، والمهزومين، يختبئون، عند ظهوره حتى لا ينكشفون ” (الرواية،123) فقد اعتبر جبر المنصور القمر عدواً لهم فقد أطل ليكشف أمرهم ويكون سبباً لهزيمتهم .

سيميائية الشخصيات :

تحتل الشخصية أهمية بارزة في الدراسات الأدبية، والنقدية، والأعمال السردية، فهي أحد أعمدة الرواية ومركز العمل السردي، ولأن قضايا الإنسان ومشكلاته هي المحور الأساسي لكل الأجناس الأدبية، فقد تنوعت مفاهيم الشخصية وتعددت تصنيفاتها بحسب أهميتها وحضورها في العمل الأدبي، فقد دلت كلمة شخص في البداية “على القناع الذي يضعه الممثل على وجهه أثناء الدور المسند إليه في المسرحيات التراجيدية، ثم صار بعد ذلك يدل على الدور نفسه”(المعجم الوسيط، شخص) ، حيث ارتبطت الشخصية بالشخص أي بالإنسان، وقد جاءت كلمة “شخص” في معجم “لسان العرب ” من شخص، الشخصُ، والجمع منها أشخاصُ، وشخوصُ، وشخاص” (ابن منظور، مادة شخص) .

ولأن الشخصية عنصرٌ مؤسسٌ في بناء النص الروائي، فقد عملت بوصفها قوة مولدة للأحداث تؤثر فيها وتتأثر بها، وتتحرك في الزمان والمكان، لتشكل بعلاقاتها المتصارعة عنصري التشويق والإثارة، فهي وسيلة الكاتب لتجسيد رؤيته والتعبير عن احساسه بواقعه ” فهي كل مشارك في أحداث الرواية سلبا أو إيجابياً”(القاضي، 2009، ص68) ، فالشخصية تمثل ركيزة الروائي الأساسية في الكشف عن القوى التي تحرك الواقع من حولنا، وعن ديناميكية الحياة وتفاعلاتها، فالشخصية من المقومات الرئيسة للرواية، وبدونها لا وجود للرواية، لذا نجد بعض النقاد يعرفون الرواية بقولهم : الرواية شخصية “(ماضي،1996، ص30) .

وقد تنوعت الشخصية في الرواية، فالشخصية ” تختلف باختلاف الناس في المجتمع واختلافها يؤدي إلى اختلاف وظائفها” (هلال،1971،ص563) . ويمكن تقسيم الشخصيات إلى رئيسية وثانوية حسب مشاركتها وارتباطها بأحداث الرواية، فالشخصية الرئيسية تمثل المحور الرئيسي الذي تدور حوله أحداث الرواية كونها محل اهتمام السارد فهي “التي تقود الفعل وتدفعه إلى الأمام وليس من الضروري أن تكون الشخصية محورية، وقد يكون هناك منافس أو خصم لهذه الشخصية”(صبيحة، 2006،ص131-132) .

أما الشخصية الثانوية فهي التي تقوم بدور المساعد لتيسير بعض الأحداث، فتنهض الشخصيات الثانوية بأدوار محدودة معينة… وقد تقوم بدور تكميلي مساعد أو معيق، كذلك يظهر هذا النوع من الشخصيات في المشهد بين الحين والآخر لتحتك بالشخصيات الرئيسة فيرتكز الروائي عليها من أجل التفاعل وخلق عالم من الحيوية، ” فهي تضيء الجوانب الخفية للشخصية الرئيسة وتكون إما عوامل كشف عن الشخصية المركزية وتعديل لسلوكها، وإما تبعاً لها، وتدور في فلكها باسمها فوق أنها تلقي الضوء عليها وتكشف عن أبعادها “(بوعزة،2010،ص132) ، وعلى الرغم من الدور البسيط الذي تمتلكه الشخصيات الثانوية إلا أنها تُعطي للرواية جانباً جمالياً وحيوياً فوجودها أساسي لتكتمل الأحداث .

وقد تعمد الروائي عبد الله تايه تحليل الشخصيات من خلال الأبعاد النفسية، والاجتماعية، والجسمية فبذلك تتشكل ملامح الرواية وتظهر من خلالها سيمياء الشخصية ووظيفتها السردية من خلال البناء الداخلي والخارجي للشخصية، فإن الدراسة المتأنية لسيميائية الشخصية أصبح محدداً أساسياً للمادة الحكائية؛ وأبرز الكثير من الدلالات التي كانت عنصراً فاعلاً في تطوير الرواية وبنائها، وفي طبيعة الشخصيات، وعلاقات بعضها ببعض، ودور ذلك كله في تشكيل الفضاء الروائي في رواية (قمر في بيت دراس) التي تحوي الكثير من الشخصيات المتنوعة، والتي ترمز إلى الحرية، والمقاومة، والإثارة، والتشويق وسنتناول كل شخصية على حدة لنبرز دورها وتأثيرها في الرواية .

 فمن بداية الرواية أول شخصية تطالعنا هي شخصية جبر المنصور :  أحد أهالي قرية بيت دراس، وزوج أخت المختار، فلاح يزرع أرضه، عمل جندي في الجيش التركي، متزوج وله أبناء، وتعد شخصية جبر هي الشخصية الرئيسة في الرواية، حيث تردد ظهورها ما يقارب من ستين مرة، وقد ذكر الكاتب صفاته الجسمية التي تختلف عن أهل قرية بيت دراس، فقال : ” فهو ليس غليظ الذراعين، ولا مندفع الصدر، ولا مملوء الكرش، صاحب بناء لحمي عادي إذ كان صغير الرأس، لا يشارك أهل القرية ولا أقرانه في هذه الصفة، وسرعة استجابتهم في النزاعات، وحمل النبابيت، وضرب العصى”(الرواية،18) ، فقد اختيار الكاتب هذا الاسم لشخصية جبر لما تحمله من دلالات مميزة لشخصيته، فهناك دلالات وسمات خاصة للاسم في التراث العربي، فاسم جبر يدل على القوة، والشجاعة، والصبر، واسم عائلته المنصور تدلل على التفاؤل بالنصر والإصرار عليه، وقد ظهرت قوة جبر وشجاعته في كل أحداث الرواية بدأً من قتاله في الجيش التركي وحفاظه وحمايته لقائده نور الدين حكمت الضابط التركي ولسلاحه، حيث قال لقائده : .”لن أترك الخندق إلا منتصراً أو إلى القبر، ولا يهمني الموت أعطوني ذخائر”(الرواية،ص11) ، وفي دفاعه عن بلده وحفاظه على بندقيته، ومعاملته مع أهل بيته وجيرانه، حيث أقر أهل القرية بأن “جبر لا يمكن لأي واحد منهم أن يحاربه في جرأته ليس مجرد شجاع قوي القلب، بل متهور أيضاً “(الرواية،ص21) ، كما وعرف أيضاً بقوة قلبه وجبروته وبخبرته بالإصابات، والجروح التي اكتسبها من الحرب مع الأتراك ” الشيء الذي برع فيه هو الكي أتقنه بالتجريب في نفسه، وأبنائه، وعائلته، وينفذ فيه استشارته غير آبه بولولته وآلامه عندما تقترب نار العطبة من لحمه، وتبدأ في شيها”(الرواية،ص32). وقد كان جبر المنصور أول المقاومين للاحتلال الصهيوني، فعندما تيقن أن يهود  الكبانية  أرادوا السيطرة على فلسطين كان هو أول من خرج وسحب نبوته، وعصب رأسه وقال:” تريدون أن ننتظر حتى يأخذوا أرضنا، ويهتكوا عرضنا !! أنا رايح …أين الشباب ؟!أين الرجال ؟! أين النبابيت؟!هاتوا نبابيتكم والحقوني عند الوادي “(الرواية،ص38) .

وتتمثل شجاعته واصراره على مبدأه عندما رفض أن يخرج ما أخذه من الكبانية، ولم يعترف بأخذ البقرات وقال أنها ملكه وقد سجن على أثرها ستة أشهر، وقد رفض العمل في بناء بيوت جديدة من رمل بحر أسدود في الكبانية على عكس كل الأهالي الذين قاموا بذلك طلباً للمال وقام جبر المنصور بحشد الثوار، ووضع الخطط لمواجهة العدوان الصهيوني على قريته، فنراه في ميدان المعركة حيث يقول السارد : ” تقدم جبر زاحفاً ببندقيته من سور المدرسة، وبجواره المكحل ببندقيته وحرة رصاص، وكلما فرغت بندقية جبر ناوله مزيداً من الرصاص؛ فأفرغ جبر الرصاصات التي بحوزته فقنص بعض المعتدين، وأصابهم … صمت رصاص جبر، سحبه المكحل إلى الخلف “(الرواية،ص103) . أما عن اعتزازه بسلاحه فقد كان كثير السؤال عليه وهو مصاب، حيث قال لابنه ” حافظ على بارودتي حتى أعود … سأذبحك لو فرطت بها “(الرواية،111) ، و حال جبر كحال جميع الفلسطينيين المشردين المهجرين قهراً المحافظين على الكواشين، والأوراق الثبوتية، ومفاتيح بيتهم فلم ينفك جبر عن السؤال عنهن فقال :  “الكواشين أول بعدين المصاري الكواشين أهم من المصاري “(الرواية، ص112) ” لم يجلس حتي أخرج ابنه رباح البارودة و المفتاح و كواشين الأرض” (الرواية،117).

ونلحظ معاملة جبر لزوجته كانت معاملة قاسية جداً تكاد تخلو من التفاهم والحوار، فكلامه حازماً جداً لا أحد يقف أمامه وتصل به الأمور إلى الضرب فتقول زوجته :” سؤال آخر ربما يدفعه لضربي بصرة الطعام، أو إبريق الماء، ومَن مِن نساء القرية لا يضربها زوجها … لكن ضرب عن ضرب يفرق … وضرب جبر لا رحمة فيه” (الرواية،ص17) ، وتقول “لا أستطع توجيه الأسئلة فهو لا يسمح بذلك و من متى توجه النساء الاسئلة للرجال “( الرواية،ص74) . ومما سبق نلحظ أن جبر المنصور ذا شخصية قوية صلبة جبارة شجاعة لا تعرف معنى للخوف ولا الانهزام كيف لا وهو من رجال قرية بيت دراس، وقمرهم الذي أنار بلدتهم كل ليلة .

المختار محمود الصالحي : مختار قرية بيت دراس، وأخ زوجة جبر المنصور، وقد تكرر حضوره في الرواية ما يقارب خمس وعشرين مرة، ذا شخصية هادئة رزينة، كلمته مسموعة فقد كان مخاتير عائلات القرية، وشبانها يحبونه، ويطيعونه، وقد تمتع بكثير من الصفات منها حسن الضيافة والكرم ورجاحة الرأي كيف لا واسم محمود من أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم، فوجب عبيه أن يمتلك شيء من صفاته، أما عائلته الصالحي فهو عنوان للرجل الصالح التقي الذي يحب الخير ويقدمه للجميع، فكان عندما يأتي جنود الحكومة يقوم بضيافتهم واطعامهم، وله دور عظيم في تزعم الثوار في قريته والقرى  المجاورة، وقد اعتقله الانجليز مع عدد من المدافعين عن البلد فكان نعم القائد والمقاوم .

عقل أبو محمد (المكحل): أحد شبان قرية بيت دراس ومقاوميها، وصديق جبر المنصور، وقد أخذ حظاً من اسمه (عقل) فقد عُرف بالرزانة، والعقلانية، والجرأة، وقد تردد في الرواية ما يقارب من عشرين مرة، ولُقب بالمكحل لأنه الوحيد الذي اعتاد وضع الكحل في عينه؛ ليبرز جماله، يتميز بعضلاته البارزة، يرتدي ثوباً مشقوقاً عن جزء صدره، يفتل سوالفه، ويمسد جدائل شعره، يحمل نبوتاً قوي، حيث استمر شهراً ينقعه في الزيت حتى أغلقت مساماته وبرق خشبه (الرواية،ص55) ، وقد توفيت زوجته وولده حين الولادة، يحب فتاة القرية صافية لكنه لم يتزوجها حيث فقدت وانقطعت أخبارها، سجن سنة كاملة لأنه اعتدى على رئيس اللجنة . وقد ظهرت جرأة وشجاعة عقل على طول الرواية، فقد اندفع لحماية رجل من أهالي القرية من الجلَد على يد لجنة التسوية، وعندما جاء دوره، لم يستجب لقرار لجنة التسوية بتسجيل حق مرور من أرضه في أوراق الحكومة؛ فرفع حسين أفندي الكرباج وأراد جلد المكحل فأمسك يده و كاد أن يكسرها، وقال له :” إذا حاولت ثانية سأجعل القرية كلها تتفرج عليك..”(الرواية،ص58) ، وعلى أثر هذا التحدي سجن سنة كاملة .

وهو الثائر الذي تسلل إلى خيام الإنجليز في المعسكرات؛ ليأخذ الفشك، حيث قال السارد :” المكحل تسلل إلى إحدى الخيام التي راقبها طويلاً خلال الأيام الماضية، أخذ منها فشكاً خبأه في صرته، ولم تكن المرة الأولى التي يُهرب فيها الفشك من المعسكر”(الرواية،ص87). نلحظ أن الكاتب لم يضع  اسم عقل اعتباطاً فقد تناسب تماماً مع صفاته الجسمية والنفسية فعقل من الرزانة والقوة والشجاعة .

          حمد الراضي: رجل من مدينة غزة، اعتاد النزول عند المختار محمود الصالحي بين الحين والآخر؛ ليتفقد أراضيه التي أعطاها للمزارعين لزراعتها والاعتناء بها، ويعتبر مصدر الأخبار من المدن الفلسطينية المجاورة (الرواية،ص27،43).

رباح المنصور: ابن جبر المنصور، ظهر في آخر الرواية متسللاً يتفقد بيتهم وسط إطلاق الرصاص، وصوت عربات اليهود، وحاول الحفاظ على والده بإقناعه بعدم الذهاب إلى بيت دراس ليلاً لكن دون جدوى، ونلحظ من صفاته ومواقفه في الرواية، أنه الابن البار المطيع لوالده رغم قسوة جبر المنصور عليه، فقد أخذ نصيباً من اسمه رباح فربح رضا والده، ورضا الله.

صافية : فتاة القرية الجميلة أحبها عقل المكحل، وتقدم لخطبتها، ولم يحظى بالزواج منها؛ لأنها اختفت ولم تعد، وكانت صافية رمزاً للمرأة الفلسطينية المقاومة الصابرة فقد ” سابقت النسوة في توزيع الماء على المدافعين ” (الرواية،ص103) ، وقد جسدت رغم ترددها القليل في الرواية رمز الحرية الضائعة التي يبحث عنها الفلسطينيون، كما بحث عنها المكحل وأصر بعدم العودة إلا بها، فصافية رمزاً للأمل، والحرية، والمستقبل الفلسطيني .  

وكما نلحظ ذكر بعض أسماء الأهالي عبد العزيز المنصور، وابراهيم الحمدان، جمعة الروابحة، وخليل عيد حلاق القرية، ومعلمها الشيخ عبدالله حمدان، ومحمود عبد الدايم، وأبو إبراهيم، أبو موسي، مصطفي القماش من المجدل، الشيخ زكريا معلم المدرسة الوحيدة في بيت دراس القادم من بيت لاهيا، ومحمد العابد، والشيخ خميس، خليل الحمدان، عبدالله حمدان مؤذن الجامع، ، نلحظ أن جميع هذه الأسماء تحمل أسماء الله الحسنى، أو أسماء بعض الأنبياء والرسل، وبالتالي حملت بعض من صفاتهم . فهذه الأسماء تحمل سمات ودلالات مطابقة للشخصيات في الرواية فكان الكاتب موفقاً باختيارها حيث التصقت كل سمة بشخصيتها سواء كانت اجتماعية، أو نفسية، أو فكرية .

نلحظ أن الكاتب لم ينسى ذكر أسماء الكثير من الشهداء المجاهدين الأبطال الحقيقيين، في الرواية منهم ” عزالدين القسام، محمد جمجوم، عطا الزير، فؤاد حجازي، عبد القادر الحسيني، عبد الرحيم الحاج، محمد وذيب أبو زينة .

بدر الدين حكمت : ضابط في الجيش التركي، وهو قائد جبر المنصور كان يحب جنوده، ويحافظ على حياتهم إلا من عصى أوامره وهم بالفرار، كان صديقاً لجبر وطالما حلم جبر بالذهاب معه إلى إسطنبول، وكما نلحظ من الرواية أن اسمه يدل على شخصيته الجسمية فهو يمتلك عينين ثاقبتين زرقاوين، وشعر أشقر، أما اسم حكمت فقد دلل على الحكمة، وحسن التصرف ورجاحة الرأي فقال الكاتب: ” وحده القائد يتجول بينهم، يراقبهم، يتأملهم لا يبتسم ولا يغضب، ولا تبدو على ملامح وجهه أية تعبيرات يمكن قراءتها، أو الاستنساخ منها، وجهه لوح خشب، قطعة من جدار، ليبس فيه سوى عينين ثاقبتين زرقاوين، تدوران في محجريهما كأنه آلة تتحرك، يصدر التعليمات، ثم ينكفئ على ذاته بين مساعديه الثلاثة في خندق من خنادق المقدمة ” (الرواية،ص4) .

تسيمح : طبيب الكبانية، ويعني باللغة العبرية نما وكبر ، فاسم (تسيمح) دلل على الكيان الصهيوني الذي بدأوا بأنهم تجار يأتون إلى فلسطين للعمل ثم أخذوا ببناء الكبنيات والهجرة وزاد عددهم في فلسطين، وقد ظهر تسيمح كأنه طبيب رحيم يعالج المرضى من أهالي بيت دراس قبل اعطاء الانجليز الحق لليهود في بلاد فلسطين، ثم أصبح أول القناصة الذين صوبوا نيران أسلحتهم اتجاه أهالي قرية بيت دراس، حيث احتمى بالعيادة وأخذ يقنص، ويقتل الأهالي الثائرين، رغم أنه كان في مكان حصين وبمنأى عن الخطر، فلحظه شرطي عربي فاجهز عليه بطلقة واحدة(الرواية،40).

حسين أفندي : مسؤول لجنة التسوية، جاء لتسجيل مساحة وحدود أراضي القرية، تظهر عليه الأبهة ونعمة الوظيفة، متوسط القامة، قوى الجسم، شجاع متسلط، يحمل بيده حقيبة منفوخة بها كرباج؛ لجلد الرجال الذين عطلوا عمل اللجنة كما يزعم(الرواية،ص44) ، وقد كان اسمه على غير مسمى فاسم (حسين) مشتق من صفة الإحسان، وهي التي لا تمد بصلة من صفاته فهو المتعجرف المتسلط، قاسي القلب، وكأنه جاء لينتقم من هؤلاء الأهالي الضعفاء .

وقد تعمد الكاتب في الرواية أن تكون الشخصيات من الرجال، ولم نلحظ حضور للمرأة الفلسطينية إلا ما ندر، حيث كانت شخصيات ثانوية تختفي بمجرد انتهاء الدور الذي رسمت له؛

وذلك بسب طبيعة العلاقات الاجتماعية في بلاد الشام وفلسطين خاصة، حيث كانت المرأة منزوية عن العمل العام سياسياً، واجتماعياً، هذا غير التسلط الذكوري الذي طالها بجميع أشكاله، وتجسد ذلك في قول زوجة جبر المنصور ” ومَن مِن نساء القرية لا يضربها زوجها”، فليس للمرأة  الحق في التعليم ولا الحديث أو الحوار وهو أبسط حقوقها، فنحن أمام نظام اجتماعي صارم لا يتيح لها التفاعل إلا في حدود البيت والحقل، لذا لم يكن يرغب الكاتب عبدالله تايه بإعطاء المرأة دوراً  لم يعطها إياه المجتمع، ولا التاريخ الذي كتبت فيه الرواية .

نتائج البحث :

  • لقد اختار الروائي عبد الله تايه صفحة الغلاف لرواية قمر في بيت دراس تتفق اتفاقاً كبيراً مع فضاء الرواية وفكرتها، ذلك على اعتبار أن الصورة تعني تحويل التجربة الكتابية داخل العمل الروائي إلى تجربة بصرية .
  • جاء اللون الأصفر في صفحة الغلاف بدلالتين : دلالة إيجابية تجسدت بلون سنابل القمح والشعير التي اشتهرت بزراعتها بلدة بيت دراس، ودلالة سلبية رمزت للفقر والجوع والمرض والظلم الذي حط على الشعب الفلسطيني 
  • جسد اللون الأسود في العنوان كم الحزن، والهم، والظلم، والقهر، والقتل الذي تعرض له الفلسطينيين جراء الاحتلال الإسرائيلي .
  • تنوع الشخصية السردية في الرواية، وتعددها فقد جمعت بين الشخصيات الرئيسة، والثانوية.
  • مساهمة شخصيات الرواية في دفع أحداثها، ورسم أجوائها الاجتماعية، والنضالية من خلال أسمائها وسماتها الجسمية والفكرية والنفسية .
  • لجأ الروائي الفلسطيني تايه إلى ترسيخ أنموذج المناضل الفلسطيني بذكره الشخصيات التاريخية في الرواية التي زادتها جمالاً وإيحاء على التاريخ الثوري الفلسطيني .

                                                                                والحمد الله

المراجع:

القرآن الكريم :

  1. حمداوي، جميل،(2013)، بناء المعنى السيميائي في النصوص والخطابات، الرلاياض، دار الألوكة للنشر، ط1.
  2.  بارت، رولان(1986)، درس السيمولوجيا، ترجمة : عبد السلام بنعبد العالي، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر، ط2.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 
  3. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد(1964) تهذيب اللغة، تحقيق: عبد السلام هارون، القاهرة، دار القومية العربية للطباعة .
  4. الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد.(1998). الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، الرياض ، السعودية ، ط1 .
  5. الأحمر، فيصل .(2010). معجم السيميائيات، الجزائر، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، ط1.
  6. 6-     حمداوي، جميل.(1997) مجلة عالم الفكر، الكويت، المجلد25، العدد3.
  7. فضل، صلاح.(1998) النظرية البنائية في النقد العربي، لبنان، دار الشروق، ط1.
  8. بنكراد، سعيد: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، ط3، دار الحوار، اللاذقية، سورية، 2012م .ص:35.
  9. عبد الرازق، بلال.(2000). مدخل إلى عتبات النص، المغرب، دراسة في مقدمات النقد العربي القديم، 2000م .
  10. تايه، عبد الله .(2001) رواية قمر في بيت دراس، فلسطين، اتحاد الكتاب الفلسطينيين و U.N.D.P ، ط1.
  11. ابن منظور، جمال الدين.(1988). لسان العرب، بيروت، لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط1 .
  12. عمر، أحمد مختار.(1997) اللغة واللون، القاهرة، عالم الكتب للنشر والتوزيع، ط2 .
  13. حمداوي، جميل : السيموطيقيا المعنونة، مجلة عالم الفكر، المجلد الخامس والعشرون ، العدد الثالث، 1997م،  الكويت، ص:79-112
  14. أبو علي، نبيل خالد رباح.(2001). في نقد الأدب الفلسطيني، فلسطين، اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
  15. 15- جينيت، جيرار.(1986) : مدخل لجامع النص، ترجمة عبد الرحمن أيوب، بغداد، دار الشؤون الثقافية .
  16. عبد الحق، بلعاد.(2007). عتبات (جيرار جينيت من النص إلى المناص) لبنان، الدار العربية للعلوم ناشرون منشورات الاختلاف، ط1.
  17. مبروك، مراد عبد الرحمن.(2002). جيوبولوتيكا النص الادبي ( تضاريس العمل الروائي أنموذجاً)مصر، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،ط1.
  18. 18- نوفل، يوسف حسن.(1995). الصورة الشعرية والرمز اللوني، القاهرة، دار المعارف، ط1.
  19. محمد عويس محمد.(1988) العنوان في الأدب العربي النشأة والتطور، مصر، مكتبة الأنجليو المصرية، ط1.
  20. حسن المصطفوي.(1973). التحقيق في كلمات القرآن الكريم، طهران، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، ج9
  21. مصطفى، إبراهيم، وآخرون : المعجم الوسيط .
  22. القاضي، عبد المنعم زكريا.(2009). البنية السردية في الرواية، دراسة في ثلاثية خيري شبلي (الأماني لأبي علي حسن) ط1، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية للنشر والتوزيع، ط1.
  23. ماضي، شكري.(1996) فنون النثر العربي الحديث،عمان، منشورات جامعة القدس المفتوحة، ط1.
  24. محمد عنيمي هلال : النقد الادبي الحديث، المكتبة الأنجلو مصرية ، ط 5، القاهرة ، مصر، 1971م ، ص563.
  25. زعرب، صبيحة.(2006). جماليات السرد في الخطاب الروائي، الأردن، دار مجدلاوي، ط1.
  26. بوعزة، محمد .(2010) تحليل النص السردي، تقنيات ومفاهيم، الجزائر، منشورات الاختلاف، ط1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى