نصوص

عشرات: هاشم شلولة

عشرات

شعر: هاشم شلولة

كأنَّ براقةَ الأسبابِ نتائجٌ
عددُ الأوجهِ فاق الأرجُل
الأسماء كُلُّها منصوبةٌ أعلى الساريات،
وحاملوها كزجاجة ماءٍ في حقيبة سفر

عشرُ مهازلَ هنا، والحادية عشر
نخلةٌ باسقة؛ تُطلُّ من أعلاها
على أقزامٍ غادروا الصوت
ما يُسمَع حشدُ ثرثراتٍ تثير في السامع
شهوةَ الحبل المجدَّل وما بعد الشهقة

عشرُ اكتراثاتٍ ثقيلة
تحتويها سلّةٌ من قشِّ الوهم
الناس يضحكون بشدّةِ من ترك الحياة حيًّا
وامتطى ظهر الحصان الساكت أبدًا
أمواجٌ تلي أمواج،
وكلُّ الذي نلمس
مقاعدَ من خشبٍ تفتته أصابعُ الوليد
كل الذي نرى رُخامًا قديمًا
كلابًا تأتي من الشرق
عمياءَ؛ تبحثُ في بقايا السوق

عشرُ توباتٍ من ورق
تُديرُ أمٌّ عليها سائلَ ليلتها التي مضت
يرى ويشهدُ بذلك غَفَرُ القرى المُنسَكِبة
في كؤوس العواصم الضيّقة
تلك عشرةٌ واضحة كوضوح غموض السكاكين
التي شحذتها كوابيسُ بدايات أيلول،
وتسألني الأرقامُ عن جثث الكلام
فلا بوارج تسكنُ ماءَ بحري
وانفجرت في أذن من صلّى متأخرًا السماوات

عشرُ كنايات؛ تُضاجِعها رموزُ مسخٍ صغير
لتنجبَ فقاعاتٍ جديدة
تتهادى عليها مُدُنٌ حديثةُ الأمنياتِ/
نساءٌ كوتها أكاذيبُ الرُّعاةِ والنواطير..
تصغُرُ اللغة كُلّما توغّلت بها
رغباتٌ تخشى نوم الصبيان،
ونما فيها حرثُ فقراءٍ غابوا

عشرةُ مغارب صدَّقتها نبوءةُ الغلام
لا واحدٌ منها نجا من تأنيب القفير اليابسِ للأفواه،
من مظالم الأسنان ومثلبة النصيب المتسعة….
ضمّي شموخَ الليل يا أختاه
وانسِ خطوطَ الضوءِ الوليدةَ
من خاصرةِ نهارٍ بليد
كُلُّ المغاربِ كاذبةٌ حتى يثبُت الصدق
كما النهارات والبُدَل المُستعارةِ من الأصدقاء

عشرة رجالٍ بلا نعوت
حاولوا الثورةَ على اللون
فخانتهم أسرارُ غُرَفٍ
يتعرّشها قرميدٌ قديم
أهلكتهُ زمنيّةُ أنبياءٍ كَذَبة،
وأحلامُ فتياتٍ بالرجال والأثواب
آه من سراب الأعمام
آه من وحشة الخالات..

عشرةُ أعمدةٍ
تركها الفعل الماضي (كان) على الشاطئ
مُلقاةً
تُطيلُ بجُثتها صفاتُ الملكيةِ النظرَ
لا يأبه لها المنقذون البحريون العُراة،
ولا رُضَّعٌ سقطوا من أسفلِ الأعلى
الشيبُ يا أسمائي قضيةُ المسكين
ليست بالعاثرة
بل الصعبةُ بامتناع السهولة
كان كثيرٌ هنا
بل؛ كُلُّ كثير
لكنَّ الشملَ المجموعَ سرُّ الهشاشة
وضآلة الراغبين بقلقٍ مُنصِف…

عشرُ هاوياتٍ لمن يرى
العيونُ يا أخوتي مقابر
الرؤى صفحةُ حوادثٍ في جريدة
الرؤى ماءُ البحر وقتما تلتحف الأجفان…
أبصارُنا المكويةُ مؤنُ الكلمةِ لأبطالِ الهوامش
كأنَّ الرِّيح ذرَتْ الترابَ في قلبِ الحواس
كأنَّ قلبي راقصةٌ جريحةُ الأذرُع

عشرُ ساقياتٍ؛
تركنَ الآباء يبحثون عن البنات
في سوقِ مواثيق مزدحمة
عرفنَ كأسي فلم يجدنَ آباءً
وجدنَ حنجرةً ممزّقةَ الصدرِ والظهر
وجدنَ رتوشَ التكوين المقصودة
وجدنَ ركائبَ أمنياتٍ
تجهلُ الطريق الساحليّ
وآلهةً كدَّرتها أسقُفُ المطالبِ المُثقلةُ بالصلاةِ الخائبة

عشرُ ولاداتٍ للعبث
المخاضُ لصٌّ للمقاصِد
يرجعُ عروةُ بن الوردِ إلينا حافيًا
بلا وجهٍ وبلا نارٍ أو فارقٍ زمنيّ،
وكجاريةٍ يُرعبها صمتُ سيدها
نرجوه زعيقًا في الوجوه
فلا يرد
يذرنا في هلاوسنا عامهين،
ويمضي إلى وجهته الفائتة
نظلُّ عامهين كما الخرائط في رؤوسنا
نظلَّ كذلك موتى ومذعورين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى