مقالات رئيس التحريرنصوص

في ميلاد درويش.. جواد العقاد يكتب: أنتَ حاضرٌ في الغياب

إلى محمود درويش في ميلاده

بقلم: جواد العقاد/ شاعر فلسطيني 

يا قُبَّرة الجليل خُذْ ماءَك من قلوبنا

وخَدّر جرحًا يصيغ الأوجاع ناياتٍ

ويتسع..

ليكونَ طوقًا لألم البلاد

وللصّبَّار الذي يتهجدُ في دمنا.

أيُّها المُلوَّنُ بالحُب وبنرْجسِ الجليل

مَنْ سيجمعُ شملَ الزعترِ البلديّ،

وينحتُ وطنًا على خاصرةِ العنقاء؟

أبانا

ملَّ الجبلُ الخشوعَ

وأنت تتلو تهاجيدك

صاعدًا من رمادك نحو الفجر

“لماذا تركتَ الحصانَ وحيدًا”!؟

يصهلُ شوقًا ولا لجامَ يمنعُ عنه البكاء.

أبانا

بيروتُ تُهدِي العواصم

أثوابًا سوداء مطرزةً من وجع القدس

وبها رائحةُ الجليل: ترابٌ وهواءٌ وزيتونُ

ترتديها حين يمر اسمُك

ويخدشُ الذاكرة

فأصاب بالشوقِ

وأقول: لماذا تركتَ الشعرَ يتيما!؟

أنتَ حاضرٌ في الغياب

أتخيلُ وجهَكَ القمحي

حين أغطي اللغة بمِعطف البلاغة

وأدرِّبُ قلبي عَلى احْتِرافِ البُكاء

كي تتسعَ أثقابُ النَّاي.

نبكيك شوقًا

أيُّها الطائرُ الذي يغسلُ وجَهَ السماءِ كلَّ صباحٍٍ..

زر الذهاب إلى الأعلى