نصوص

قصة أوراقها المتطايرة: علاء أبو جحجوح

أوراقها المتطايرة                                                      

  تتباطأ خطوات قدميها, نحو سريرها, تتجاهل ما هي عليه, يتطاير بصرها الحائر في المكان, تتفقد الأشياء من حولها, تتكئ على حافة سريرها تنظر إلي وسادتها, لم تتخذ القرار بعد !! وبصوت عالي , تعاتب الشمس على غروبها, والشجر لتساقط أوراقه, والعصافير المغادرة نحو أعشاشها, ولم تتخذ القرار بعد نحو وسادتها !!

تفضل العودة لمجلسها بين أسرتها الصغيرة, التي غادرت مجلسهما للتو, كي تقضي أكثر وقت ممكن بينهما, لتشعر بالطمأنينة متجاهلة أفكار نفسها المتربصة لها, كلما خلت وحدها, فقدميها مرتجفتين من ذاك المشهد, لكن الوقت يمضي نحو سريرها, تستسلم لنفس المشهد, الذي يرافق نومها كل ليلة, تقترب من وسادتها وتلقي لوماً عليها, لاستحضار كابوسها الليلي, الذي يعيد (ريما) لمشهد صديقتها بأشكال مختلفة, وألوان متعددة, وبصرخات هستيرية, وأوجه درامية, تبعدها عن النوم .

ـــ لم تكن تتخيل يوماً بأن صديقتها ستغادر بيتها , ومقعدها الدراسي المجاور لها, ومرافقتها إلى المدرسة, تستعيد هذا المشهد, كل ليلة مجبرة على ذلك, لم تكن مغادرة صديقتها للحياة آمنه, بل استمر البحث عن جسدها بين الركام أيام, فلم تجد( ريما) ما تودعه بها سوى, ثيابها المتناثرة, وحقيبتها الممزقة, وأوراق دروسها بخطها الجميل المختلط باللون الأحمر, فأخذت تلملم أشيائها التي عشقتها فيها, فيا وسادتي الجميلة المزركشة بالورد ساعديني كي أنام ليلتي دون مشهد صديقتي, لكن الأمر يصعب على وسادتها الصماء, تنظر (ريما) من نافذتها مرة إلى السماء, ومرة نحو وسادتها, تعنف القول بحقهما, تتجرأ من جديد على نومها, متجاهلة الكابوس, لتعيد صورة صديقتها المبتسمة غير المتناثرة, بين الركام وعينيها, بألوان الفرح, ململمة ثيابها المترامية في ذاكرتها, وأوراقها المتطايرة من جديد, لتقتل ذلك الكابوس, وأخذت بأناملها ترسم رأس صديقتها متوج بالورد, وشعرها محنى بالأحمر, تتساءل ما ذنبي عن غيابك ؟!  تاركة فوقها قمرٌ يضئ ليلها, تغني لها بصوت خافت, بعشقً, حتي أدركها النوم, تراقصنَ بين النجوم, كتبنَ معاً درس القراءة بعنوان الحرية, استيقظت على شروق الشمس, وزقزقة العصافير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى