أخبارمجتمعمنوعات

أزمات متصاعدة تتغافل عنها إدارة بايدن

تقدم مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) ملخصا أسبوعيا لأخبار الأمن القومي والدفاع والأمن السيبراني من مراسلي السياسة الخارجية جاك دتش وروبي غرامر.

وتحت عنوان “نقاط بايدن العمياء في أزمات السياسة الخارجية” نبه موجز هذا الأسبوع على أن “الجميع في واشنطن على ما يبدو يركزون على الصين بينما هناك بعض الأزمات المتصاعدة التي يمكن أن تندلع وهم غافلون”.

وألمح المراسلان إلى أن كل رئيس يأتي إلى منصبه بخطط كبرى لأجندة السياسة الخارجية، ثم يُصدم بالواقع وتندلع الأزمات من العدم.

وأشارا في ذلك إلى الانهيارات الكبيرة التي تلوح في الأفق، كما يراها مسؤولو الأمن القومي والخبراء وغيرهم من المطلعين على بواطن الأمور بواشنطن، حول نقاط الاضطرابات المختمرة والتي تؤرق مضاجعهم.

وتقول المجلة: من بين الأزمات المحتمل أن تواجهها إدارة بايدن انهيار محتمل بإثيوبيا، فقد أجرى العديد من المسؤولين الأميركيين مقارنة بين إثيوبيا ويوغسلافيا عام 1992، قبل الانهيار مباشرة واشتعال سلسلة من الحروب وحملات التطهير العرقي الشنيعة.

ومع أن التشبيه ناقص، كما يقول المراسلان، لكنه يسلط الضوء على مدى قلق البعض في واشنطن بشأن استقرار الدولة الأكثر كثافة سكانية شرق أفريقيا، لاسيما في أعقاب الصراع في تيغراي والتوترات المتصاعدة بين منطقتي أروميا وأمهرا.

وكما أخبر المبعوث الخاص الجديد لبايدن للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، فإن انهيار إثيوبيا يمكن أن يجعل سوريا تبدو وكأنها “لهو”. وكذلك كان عدد سكان يوغسلافيا قبل الحرب نحو 23 مليونا، أي نحو نفس عدد سكان سوريا قبل الحرب الأهلية (إثيوبيا عدد سكانها 110 مليون نسمة).

لبنان أيضا من الدول التي يحذر تقرير المجلة من انهيارها، حيث يواجه أزمة نقدية حادة ونقصا في الكهرباء قد يترك البلاد في الظلام في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقد كشفت الخارجية الأميركية، في تقرير صدر العام الماضي، أن نظام بشار الأسد في سوريا يجعل الأمور أكثر صعوبة على الحكومة اللبنانية، من خلال رفع أسعار الصرف ومساعدة حزب الله المدعوم من إيران على ممارسة الضغط.

وهذا معناه، كما قال الموجز، أن أي عدم استقرار في لبنان قد يؤدي إلى حدوث آثار متتالية بسرعة عبر منطقة مضطربة بالفعل، مما يهدد أمن إسرائيل وسلامة ما يقرب من مليونين ممن لجؤوا إلى لبنان.

منطقة الساحل -تقول فورين بوليسي- أيضا لا تقل خطورة على الأمن القومي الأميركي، فقد اعتمدت القوى الغربية على حاكم تشاد القديم إدريس ديبي لدعمها، لكن وفاته الشهر الماضي خلفت فراغا محتملا بالسلطة وخطرا بتعميق عدم الاستقرار السياسي الذي يمكن أن يتفاقم بسرعة.

الانهيار في ليبيا سيناريو يحذر منه التقرير، فالحكومة الجديدة لا تزال ضعيفة وهشة، وإذا انهارت فقد تعود البلاد إلى المربع الأول.

وقد أدى العنف في هذا البلد -تقول فورين بوليسي- إلى تفاقم أزمة اللاجئين بأوروبا ووفر أرضا خصبة للجماعات المتطرفة وصدر عدم الاستقرار إلى أجزاء أخرى من أفريقيا بما في ذلك منطقة الساحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى