ماذا ترى في القدس من عجبٍ… نص: سماح خليفة

ماذا ترى في القدس من عجبٍ

بقلم: سماح خليفة/ فلسطين 

في القدس؟

ماذا ترى في القدس من عجبٍ؟

نبـــضُ المُحـــبِّ لهـــا بالدّمــع مأهــــــولُ

 

في القُــدسِ أنثـى أمــــامَ السّـورِ متعــــبةٌ

تبغـــي وصــالاً

وحبلُ اللــــهِ مَـوصــولُ

 

فـالمتعبــونَ بهــا

أرخَــوْ عــــمائمــــهم

للكاظـمِ الجــوعِ لا باعٌ ولا طـولُ

 

سُــؤالُها وَجِلٌ:

مـــا ذنــبُ عاشــــقةٍ ؟!

مـــا زالَ فــي كفّـــها الحــنّاءُ مَجــــــبولُ

 

تَعُـــدُّ يَــــومًا فيـــــومًا

ليــتهُ خــــبرٌ

من بعــــدِ حُـــزنٍ إلـى الأحــداقِ منــقولٌ

 

***

 

أنثــــى التّراتيـــلِ

وحــــيُ اللــهِ آيــــتُها

لا الدّهرُ يسطو ولا قالٌ ولا قــــيلُ

 

تُخَــــبّئُ الضّــوءَ

فــي أجرارها فجــــرًا

كأنها الشمسُ، في الكفينِ قِنديـلُ

 

أنثــى

تُرتّـــلُ صــوتَ الحــقِّ فـــي شَــغَـفٍ

واللحــنُ يصــدحُ فــي الأصـــداءِ معسـولُ

 

اللــــهُ أكــبــرُ

فلْتشــــهدْ جـــــوارِحُــكم

هـــذا هُيــــــامٌ بحــــبّ اللـــهِ مبــــذولُ

 

وأعــذبُ الحــــبِّ

فــي مِحـــرابِ ناســــكةٍ

ما مسّها الليلُ شـالُ الطــهرِ مغــزولُ

 

سُـبحانَ مــنْ بـانَ فــي الإســـراءِ معجـــزةً

والعبد فيــها

مـــــعَ الأنــــــوارِ محــمولُ

 

هـــــذا نبــيٌّ

بثـــوبِ الطـــهرِ زمّــــلَـــها

والعهدُ منــهُ مــدى الأزمــان مكــفولُ

 

مــا هـــمَّـــها أبــدًا

مســــتوطــــنٌ أَشِـــــــرٌ

غِــرٌ شـــقيٌّ…ضعيفُ البأسِ… مخـــذولُ

 

***

 

من أيِّ بـــابٍ

تُــرى آتيـــــكِ يا قُدُسي؟

وأيُّ دربٍ

إلــى عينـــــيكِ مَـــوصـــولُ؟

 

من كلِّ بــابٍ

أرانـي شــــدّني شَــغَــفي

أدنو بكُلّي… لا تفسيرَ مقبولُ

 

لصـــخـرةِ النّــــورِ

نبضُ الرّوح أرشـدني

والصـحنُ فيها له في الذكرِ تنزيلُ

 

طــرقتُ عشــــرًا بعشـرٍ

مـــا كللتُ يَــداً

والوصلُ_ يبقـــى مـــع الآلامِ_ مــــأمولُ

 

***

 

من بــابِ حِطّــةَ

قد سـيّرتُ قافلـتي

خَطوي على الجمرِ لــم يُرْهِبــْهُ مـسؤولُ

 

لم يُرهِــبِ الموتُ حرفَ الحـبِّ في لُغَتي

لكنّ قلبي

بدمــعِ القيـــدِ مغسـ.ــولُ

 

لكنْ سأمضـي

وتبقـى القـدسُ أغنـيـتي

والصوتُ يُسمعُ قــرآنٌ وإنجـــــيلُ

 

فَـالشــيخٌ يصــدحُ فـــي أبــواق مئـذنــةٍ

والدّيــرُ ينشـــدُ

صــــوتاً فيــــــهِ تبتـــيلُ

 

***

 

فـــي القـدسِ رائحـــــةٌ بالخــير ماثـلـــةٌ

كأنّ طــعمًا

مــن الجــــــنّاتِ متبــولُ

 

خــــبزٌ

وكعـــكٌ

وفــي الأســواقِ أروقــةٌ

تحوي جمــالاً عــن الأحــبابِ معزولُ!

 

فيـــها الأصــــالةُ

والتاريخُ يشـــهدها

ولا يحيــــطُ بهــا شــرحٌ وتفصـــيلُ

 

****

 

في القـــدسِ منحــرفٌ

يُــدمـي مرابطــةً

لـم يثنـها صـــلفُ ..عنــفٌ …وتهــويــلُ

 

فـــي القدسِ أســرابُ أطـــيارٍ محــلقّــةٍ

فوقَ القـــبابِ

لها للشـــعب تمثـيلُ

 

في القـدس رائحـةُ الكنعــانِ

مـا فتئــتْ

تُنبي الأصالةَ…فالتاريخُ منقولُ

 

في القدسِ للسـلمِ أطــيافٌ وأشــــرعــةٌ

والحَربُ إنْ عصفت

سيفُ اللهِ مسلولُ

#سماح_خليفة