نصوص
مرثيّة الغياب الحزين

مرثيّة الغياب الحزين
بقلم: شيماء يسري/ مصر
لا أريد أن أقول لك
شيئاً
سوى أن مجرد شهر
بحجم العمر قد مضى
وأنت
لا زلت بعيداً جداً
في منفاك وحيد
الذي يتسع ويتسع
ويبتلعني
في ضيق الحنين
***
كل شيء بات شاحباً هذه المرة
الحديقة المحترقة
على جانبي الطريق
الورود التي اشتريتها
إحتفاءً بعودة
قد تفاجأني بها
ذبلت الورود
كما ذبلت أناملي
لفرط ما كتبت لك
من قصائد
عن طول الغياب
حتى السماء
خلف النافذة
تمرّدت هي الأخرى
وأنزعجت للغياب
وامتلأت
فجأة
بالغيوم المكتظة
السوداء
***
فلما يا حبيبي الغائب
لا تترفق قليلاً بي
وتمطر
على عالمي العاثر
***
فما بالك يا عزيزي
أن تعود
فيعود الورد
من الذبول للحياة
وتخضّرُ الحديقة
على جانبي الطريق
***
فما بالك أن تعود
وتترك وراء ظهرك
الغربة
والمنفى
والغياب
قبل أن يستنزفنا
هذا البعد
ويستحيل عمرٌ آخر
دون لقاء.