موسيقى أيلول الطيبة… بقلم: صُدقي شُراب

موسيقى أيلول الطيبة
بقلم: صُدقي شُراب/ فلسطين
قادمةٌ أيتها اليمامةُ؟
بعد ترحالكِ الطويل الطويل
قادمةٌ لتنامي على كفّي
تأكلين من فمي
ونطوي ضجرنا جوار الظل القصير
نسترجع الأيام القديمة
الأسماء القديمة.. والعناوين؟
قادمة؟
أم أنّ حيرة الطريق فاضحة!
وأنا في ارتقائي الأخير هذا
ثم أسقط في العاديّة والاعتياديّةِ
وأيلول صديقي
يعزفُ أعلى نوتاتهِ وآخرها
هذا نصٌّ أخير
وهنا صديقٌ أخير
وموسيقى أخيرة
ونداءٌ أخير
قادمة؟
أيتها اليمامة البيضاء
يا ساكنة النافذة الأولى
يا أغنيتي الأولى
أيلول وصوتها
أيلول وشَعْرها
أعاداني من هروبيَ الكبير
إلى قوقعتي المعلّقة
في طرف المجرة
نظيفة كما كانت
ضيّقة – واسعة كيفما كانت
حنونة، غاضبة
رحّبت دونما عتاب
أبدت شوقها دون لوم
وتذكّرنا الأشياء معاً.
موسيقى ..
موسيقى
أيلول أيتها اليمامة
يلوّح بمنديله
سوف يركب القطار
وأنا، على طاولة المحطة الخشبية
جالس أتأمل الزمن
وأسأل
أسألكِ:
قادمة؟