ثقافة

ناصر عطا الله: “مقام البياض” – رحلة شاعرية في طرق التجريب والصوفية

ناصر عطا الله: “مقام البياض” – رحلة شاعرية في طرق التجريب والصوفية

نمر بهذه العجالة على آخر إصدارات الشاعر والناقد الشاب جواد العقاد، وهو من الشعراء الشباب الذين يطمحون من خلال المثابرة والتجريب في مجال الأدب والكتابة الابداعية والنقد أن يثبتوا أنفسهم في المشهد الثقافي. وقد استطاع أن يتجاوز العديد من محطات الامتحان، إن جاز التعبير.

“مقام البياض” إصدار دار عشتار في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمجموعة تضم 52 نصًا شعريًا بين القصير والمتوسط، جمع فيها فكره ووجدانه، وعبر فيها عن خلجات نفسه بلغة مبدعة شاعرية فيها موسيقى دافئة وفيها فكرة جميلة، عارض ووافق، وأخذ يخوض من خلال تجربته في الكتابة الابداعية في طروحات يعتقد أنها من موانئ النجاة في عصيان الواقع على الفرح وانسداد الأفق. في الحرب وفي السلم كتب.

ويمكنني القول إن مجموعته الشعرية تمحورت في مركزيتها ونقطة ارتكازها حول المرأة المرغوبة، والمرأة المشتهاة، والمرأة الحنان، والمرأة الملجأ، والمرأة الهروب من واقع مأزوم. استطاع أيضاً أن يحضر لنا الأسطورة من خلال عشتار وبعل، وأن يأتي لنا بأبي النواس من خلال قصيدته “هند”. هذه القصيدة الجميلة في معانيها وتراكيبها.

كما أنه كان وفياً إلى قدر كبير لبعض الشعراء، منهم الراحلين ومنهم الحاضرين بيننا الآن، كالشاعر الصديق أنور الخطيب.

جواد بطبيعة الحال عميق في صوفيته، يخوض مغامراته الصوفية من خلال طواف روحاني، كما أنه يأخذ من الحلاج قدوة ليكون له معلماً وأستاذاً.

بهذه العجالة لا أستطيع أن أقول أكثر مما قلته عن مقام البياض. أبارك لصديقي الشاعر جواد العقاد هذه المجموعة. راضياً له بها على أن يكمل مسيرته من بياض إلى بياض، لا ضرر فيه، إنما فيه كل البهاء.

* ملحوظة: هذا النص عبارة عن مداخلة إذاعية تفضل بها الشاعر القدير ناصر عطا الله عبر صوت فلسطين، وصفحته الشخصية عبر الفيسبوك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى