ملفات اليمامة

هل عليَّ أن أُحيي الحياة شاكرة.. نص: شيماء آل هاشم

هل عليَّ أن أُحيي الحياة شاكرة

بقلم: شيماء آل هاشم/ مصر

هل عليَّ أن أُحيي الحياة شاكرة؟

وهي التي

ما زالت مرآتكَ!

سيكون عليّ إذن إعادة بناء ابتسامتي كل صباح؛

كي لا أُصيبكَ -دون قصد – بتعاستي.

منذ رحيلك؛

كم من أمكنة صارت خالية من الحياة!

وكيف صارت موسيقى انتظاري – الطويل – لك

قداساً للموتى وليس شعائر حُب وشجن؟

كيف ظفرت الأمكنة بسوادٍ يُشبه تمامًا حزني في غيابك!

سيكون عليّ إعادة ترتيب الوقت إذن..

كي أهرب ليلاً من صورتِكَ – مثلاً –

عليّ أن أتوقف عن شرب القهوة كيلا يصيبني الأرق

أو مثلاً مثلاً

عليّ أن أستيقظ باكراً جداً

ربما في الرابعة فجراً كي أجبر جفوني على أن تغفل دون أن تفكر في “كيف زاد الوجوم على وجهك في غيابي !”

وكي أهرب صباحاً من صدى صوتِكَ؛

ربما عليّ أن أغدق أذناي بسيمفونيات موتسارت التي تدوم ساعتين أو أكثر، وأن أستمع للكثير منها حتى يهرب صوتِكَ من مخيلتي ..

وكي أستمر في الهروب بشكلٍ جيّد؛

عليّ أن أغادرُ – تماماً – هذه الحياة

التي لا تنفك عن أن تذكرني بك

ليلاً

نهاراً

ونهاراً

وليلاً !

زر الذهاب إلى الأعلى