نصوص

وأنا الرّاحلُ دوماً في بحرِ يديكْ.. نص: ياسر دحي

نص القصيدة: 

دعاء

يا أبت:

هبْ لي لغةً

تشْعِلُ في روحي الكلِمةْ

تَجْعَلُ مني بستاناً، تَتَرَبَّعُ فيه الأشعار.

يا أبت:

هبْ لي من مِعطفِ شِعْرِك

ضَوْءا

قَبَساً

أَتَوَضّؤُ فيهِ

يعصمني من هذا الكونِ المتجمدِ .. تحتَ الصّفرْ

علمني:

حرفاً أسْكُنُ فيهِ

كَلماتٍ أَسْكُنُ فيها

تعصمني من هذا الكون الأطرشْ

تجعلني ريحاً تتعطشْ

تَسْكُنُ في كل جَديد

يا سكني ضِدَّ الأوحَشْ في هذا العالَمْ .

لا لا تنس ابناً يَتَوَضّأ من شُعْلةْ

يَهوي بين جُفونِكَ

قبلهْ.

يا أبت:

وأنا الرّاحلُ دوماً في بحرِ يديكْ

علِّمْني كيفَ يَكونُ الغرقُ

في ذاكَ المِعْطَفْ

في عينَيك ْ

كَيْفَ يَكونُ السّعيُ إليكْ

وأنتَ القاذفُ بي من جبلِ الطُّور

هب لي من تلكَ الِمشْكاةِ عَلامَةْ

تَجْعَلُني أَهوي مُشْتَعِلا ً

كَفَراشاتٍ تَنْسى كُلَّ الدَّرْبْ.

يا أبت:

لا تنس ابناً يَتَوَضّأُ من شُعْلةْ

يَهْوي بينَ القَدَمينِ

سَجْدةْ .. يا أبت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى