وجدنا بيتَنا بين الضبابِ.. شعر: محمد دقة

وجدنا بيتَنا بين الضبابِ
بقلم: محمد دقة/ شاعر فلسطيني
وجدنا بيتَنا بين الضبابِ
وحثّنا لنرى انتصارَ الريح في الليلِ الطويلِ
ولم نحدّثْ بعضَنا عن كل ما يمشي بنا نحوَ الجنونِ
ولم نسلّمْ للعَناءِ
ولم تحرّك ساكناً فينا الليالي القاتمة.
سنبقى كلما هِمنا وأرّقنا الضياعُ
شرارةً للدفءِ،
بوصلةً لنهدي التائهين إلى البلادِ
ونغمةً للحالمينَ،
يؤمّلون نفوسهم بالحبّ،
يشتاقون حتى تستجيبَ قلوبُهم
وتقودهم نحو الحظوظِ القادمة.
كلانا يمتطي ظهرَ العنادِ
فلا لساني يكتفي بالصّمتِ
ولا فؤادي يكتفي بالنبضِ،
أعرف أنني كالطفلِ
أنتِ رأيتِني
وأخذتِني نحو الأمانِ،
وأنتِ ربّيتِ الصغيرَ
ليحملَ الإرثَ الذي تبقينه
لتشاركيه مع القلوب الحالمة.
وأنا سكبت على ذنوبي ملحَ قلبي
واحتميت بفكرتي من ظلمِ قلبي
واكتفيت بما أريد من الضياعِ
ولم أكنْ يوماً عليماً باشتعالِ الخاتمة.
كلانا يمتطي ظهرَ العنادِ،
وأنتِ أسرجتِ الخيول وقلتِ للوحي انطلقْ.
أنتِ انتصرتِ على الملامةِ حين أقصيتِ الهمومَ النائمة.